تم نسخ النصتم نسخ العنوان
سقوط المبيت بمنى عن المرضى - اللجنة الدائمة الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من سعادة مد...
العالم
طريقة البحث
سقوط المبيت بمنى عن المرضى
اللجنة الدائمة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من سعادة مدير إدارة التوعية الدينية بمستشفى الملك فيصل بالعاصمة المقدسة المتضمن السؤال الذي نصه:
(سبق أن التقيت سماحة المفتي الشيخ : عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى وذلك ليومين متعاقبين استفتيته في مسألة مهمة عن الحج والحجاج المرضى وهي أن المرضى في المستشفيات نصعدهم للحج مع علاجاتهم وطعامهم ومرافقيهم من أطباء وممرضين ولكن وبسبب ازدحام السيارات فإنهم يتأخرون جدًا في الرجوع للمستشفى لاستكمال علاجهم، حتى أنه في بعض السنين لم يحضروا إلا بعد ظهر يوم العيد وقد تسبب ذلك في نفاذ الطعام والدواء وتعطل المكيفات في السيارات وهروب العاملين لإنقاذ أنفسهم من الهلاك، وقد توفي بعض المرضى وتأخر برء الآخرين وتفاقم مرضهم. وكان سماحته قد أفتى بجواز ذهاب المرضى عن طريق المغمس إلى عرفات مباشرة والرجوع إلى مكة دون المرور بمزدلفة ومنى وقد أخذنا بهذه الفتوى ونعمل بها حتى الآن والحمد لله. إلا أننا لم نثبت هذه الفتوى كتابة ونحتاج لهذه الفتوى مكتوبة لذا نرجو إفتاءنا في ذلك. كما اطلعت على جواب معالي وزير الصحة رقم (5386 11 ) وتاريخ 23/1/1423 هـ، الذي جاء فيه ما نصه: (إيماء إلى خطاب سماحتكم رقم (9619 2 ) وتاريخ 20/12/1422 هـ ومشفوعه ما ورد إلى سماحتكم من مدير
إدارة التوعية الدينية بمستشفى الملك فيصل بمكة المكرمة بشأن قيامهم بتحجيج المرضى، وذلك بنقلهم من مستشفى الملك فيصل بمكة المكرمة كما تفعل بقية المستشفيات بمكة المكرمة إلى عرفات ثم العودة بهم إلى مكة المكرمة مباشرة دون أن يذهبوا إلى مزدلفة ومنى .. وطلب سماحتكم الإفادة عن الاستفسارات التالية: أولاً: شرح طريقة تحجيج مرضى الحجاج بمستشفيات مكة المكرمة شرحًا مفصلاً. ثانيًا: بيان المشكلات التي تعترض هؤلاء المرضى أو تعترض من يقوم بتحجيجهم. ثالثًا: مدى الاستفادة من طائرات الإخلاء الطبي في نقل هؤلاء المرضى بين المشاعر المقدسة. رابعًا: طرح الحلول التي تراها وزارة الصحة لمعالجة هذا الموضوع. يطيب لي في هذا الشأن إحاطة سماحتكم علمًا حول الاستفسارات السابقة بما يلي: 1- طريقة تحجيج مرضى الحجاج بمستشفيات مكة المكرمة : يتم نقل المرضى المنومين اللذين تستدعي حالتهم الصحية الإشراف والمتابعة الطبية وتقديم الخدمة العلاجية لهم
بقوافل طبية عبارة عن حافلات وسيارات إسعاف مجهزة لهذا الغرض حتى لا تتعرض حياتهم للخطر ويتم تخصيص بعضهم للمرضى من الرجال والأخرى للمرضى من النساء ويرافقهم ممرضات ومتخصصون من الأطباء. وتتجمع هذه القافلة الطبية من كافة المستشفيات بمكة المكرمة وكذلك من المستشفيات الموجودة بمنطقة منى ويتم الصعود بهم إلى عرفات من بعد الظهر حتى مغيب الشمس ثم العودة بهم ثانية إلى المستشفيات دون المرور على مزدلفة أو منى . 2- فيما يخص المشكلات التي تعترض هؤلاء المرضى أو تعترض من يقوم بتحجيجهم فإنه ولله الحمد والمنة بعد اتباع هذه الطريقة لم تحدث أية حالات وفاة للمرضى لا سيما خلال السنوات الأربع الماضية. إضافة إلى أن هناك تنسيق جيد مع الجهات الأخرى، مثل الأمن العام لمرافقة القافلة الطبية في تنقلاتها؟ 3- فيما يخص الاستفادة من طائرات الإخلاء الطبي في نقل هؤلاء المرضى بين المشاعر المقدسة: فإن طائرات الإخلاء الطبي لا تستخدم إلا في الحالات الطارئة والإسعافية لإنقاذ حياة المريض.. إضافة إلى كلفتها العالية ومحدودية عددها
وقدرتها الاستيعابية حيث إنها لا تستطيع سوى نقل أعداد بسيطة ومحدودة من المرضى أصحاب الحالات الصعبة والحرجة طبيًا. 4- فيما يخص الحلو التي تراها وزارة الصحة لمعالجة هذا الموضوع، فإن الوزارة ترى نجاح الموضوع من الناحية التنظيمية وأن الأعمال التنسيقية لكافة الجهات الحكومية المشاركة في الحج ستساهم بإذن الله تعالى في مساعدة الحجاج لأداء مناسكهم بيسر وسهولة، ولا سيما أن بعضهم تكلف المشقة وعانى الكثير حتى وصل إلى رحاب الأراضي المقدسة لأداء هذه الفريضة. وتؤكد الوزارة رغبتها في الاستئناس برأي سماحتكم من الناحية الشرعية في جواز عدم المرور على منطقة مزدلفة والمبيت في منى والأحكام الأخرى المتعلقة بالحج مثل: الطواف، الرجم، الحلق أو التقصير (التحلل من الإحرام).

وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأن الأمر كما ذكرتم فيما أفتاكم به سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، رحمه الله، من سقوط المبيت بمزدلفة ليلة العاشر والمبيت بمنى ليالي أيام التشريق عن المرضى الذين لا يتمكنون من المبيت؛ لأن حالتهم الصحية تستدعي المبادرة بنقلهم من عرفة إلى المستشفى لمواصلة علاجهم، ويجزيهم أن
يوكلوا من يرمي عنهم الجمرات من الحجاج، وأما الطواف والسعي فإذا كانوا لا يمكن الطواف والسعي بهم محمولين ولا يتمكنون من الانتظار حتى يشفوا ويطوفوا ويسعوا بأنفسهم أو محمولين فإنهم يوكلون من يطوف ويسعى عنهم.


Webiste