الشيخ : القول بأن صلاة الجماعة سنة ، إن شاء الإنسان أقامها وإن شاء تركها ، قول ضعيف مخالف للكتاب والسنة ، أما الكتاب فقد قال الله تعالى : { وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم } ، فأوجب الله صلاة الجماعة مع الخوف ، وأذن للطائفة الأولى أن تقضي صلاتها وتسلم والإمام لم يزل باقياً ، وأذن للطائفة الثانية إذا حضرت أن تدخل مع الإمام فإذا جلس للتشهد قامت وقضت الركعة التي فاتتها قبل أن يسلم الإمام، كل ذلك من أجل إقامة الجماعة .
وأما السنة فلقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : "لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ، ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس ، ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار" ، وأخبر صلى الله عليه وآله وسلم : "أن من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر" ، واستأذنه رجل أعمى أن يصلي في بيته فأذن له ، فلما أدبر ناداه وقال : "هل تسمع النداء ؟ قال : نعم ، قال : أجب" .
فالقول بالسنية -أي : سنية صلاة الجماعة- قول ضعيف لا معول عليه ، والصواب أن صلاة الجماعة واجبة على الرجال البالغين ، وأنهم إذا تركوها من غير عذر ، وصلوا من غير جماعة فهم على خطر ، لأن بعض العلماء يقول إذا ترك صلاة الجماعة من غير عذر فلا صلاة له ، كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فإنه يرى أن صلاة الجماعة شرط لصحة الصلاة ، وأن من لم يصل مع الجماعة بدون عذر فلا صلاة له ولو صلى ألف مرة ، فالمسألة خطيرة جداً.