الشيخ : الحمدلله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين :
هذا الحل غير صحيح -أعني: إيقاف الإنجاب- لأنه مخالف لما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال : "تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة" ، ولأن الإنسان لا يدري فربما يموت هؤلاء الأبناء الذين عنده فيبقى بدون ذرية .
والتعليل بأن ذلك من أجل السيطرة على تربيتهم ، وربما يقوم على القيام بنفقتهم تعليل عليل في الواقع ، لأن الصلاح بيد الله عز وجل ، والتربية سبب لا شك ، وكم من إنسان ليس عنده إلا ولد وعجز عن تربيته ، وكم من إنسان عنده عشرة من الولد وقام بتربيتهم وأصلحهم الله على يده .
ولا شك أن الذي يقول : إنهم إذا كثروا لا يستطيع السيطرة عليهم ، أنه أساء الظن بالله عز وجل وربما يعاقب على هذا الظن ، بل المؤمن الحازم يفعل الأسباب الشرعية ويسأل الله المعونة والتوفيق ، وإذا علم الله منه صدق النية أصلح الله له أموره .
فأقول للأخ السائل : لا توقف الإنجاب ، أكثر من الأولاد ما استطعت فرزقهم على الله وصلاحهم على الله ، وأنت كلما ازددت تربية ازددت أجرا ً، فإذا كان لديك ثلاثة وأدبتهم وأحسنت تربيتهم أجرت على ثلاثة فقط ، لكن لو كانوا عشرة أجرت على عشرة ، ولا تدري أيضاً ربما هؤلاء العشرة يجعل الله منهم علماء ومجاهدين فينفعون الأمة الإسلامية ، ويكون ذلك من آثار إحسانك ، أكثر من الأولاد أكثر الله أموالك وأوسع لك في رزقك .