خطبة عن شكر الله على النعم وتربية الأولاد والإستفادة من الإجازة.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنجي قائلها من عذاب النار يوم يلاقيه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل من أرسله إلى خلقه وأشدهم أداء للأمانة وتبليغ الرسالة فقد بشّر وأنذر وبلّغ البلاغ المبين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من نعمة الإسلام تلك النعمة التي لا يضاهيها أي نعمة إنها نعمة يحصل بها الفوز في الدنيا والآخرة إنها نعمة ينجو بها الإنسان من النار إنها نعمة يعتز بها الإنسان ويفخر بها إنها نعمة إذا قدرها الإنسان حق قدرها كتب له النصر في الدنيا والآخرة إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار .
واشكروا الله عز وجل على ما أنعم به عليكم من العقل الذي تتميزون به عن سائر المخلوقات التي لا عقل لها واشكروا الله عز وجل أن أنعم عليكم معشر المسلمين باستخدام هذا العقل فيما يرضي الله عز وجل فكم من إنسان أعطي ذكاء ولكنه لم يعط زكاء فلم يستخدم عقله فيما خلق له فاحمدوا الله عز وجل على هذه العقول التي اهتديتم بها إلى دين الله وشريعته .
ثم احمدوا الله عز وجل بما أنعم عليكم في هذه البلاد من الأمن والرخاء في حال أن كثيرا من البلاد الإسلامية وغير الإسلامية قد أصيبت بالمحن والأذى من الجوع والفقر والخوف .
ثم اشكروا الله عز وجل على ما أنعم به عليكم من نعمة الأولاد واعلموا أن نعمة الأولاد فتنة للعبد واختبار فإنها إما منحة تكون قرّة عين في الدنيا والآخرة سرور للقلب وانبساط للنفس وعون على مكابد الدنيا وصلاح يحذوهم إلى البر في الحياة وبعد الممات اجتماع في الدنيا على طاعة الله واجتماع في الآخرة في دار كرامة الله والذين آمنوا واتبعتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين .
هذه هي المنحة العظيمة التي تكون في الأولاد وإن من أسبابها أن يقوم الوالد من الأم والأب والأب هو المسؤول الأول لأنه راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته أن يقوم كل من الوالدين على أولاده وفي أولاده بما يجب عليه من رعاية وعناية وتربية صالحة ليخلّف بعده ذرية طيبة تنفعه وتنفع المسلمين فإن العبد متى أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الخلق .
ومع حسن النية والاستعانة بالله وكثرة دعاء الله واللجوء إليه يحصل الخير الكثير والتربية الصالحة اسمعوا إلى قول الله عز وجل في وصف عباد الرحمن يقول جل ذكره والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما فوالله ما سألوا ذلك وقعدوا عن فعل الأسباب لأن العقل والشرع كل منهما يقتضي أنك إذا سألت الله شيئا فلابد أن تفعل ما تقدر عليه من أسبابه أرأيت لو سألت الله تعالى أن يرزقك ولدا هل أنت تبقى غير متزوج أم أنك تسعى إلى ما يحصل به الولد من النكاح إن هذا هو الواقع أما الشطر الثاني من نعمة الأولاد فأن تكون هذه النعمة محنة وعناء وشقاء وشؤما على الأهل والمجتمع وذلك يحصل لمن لم يقم بما أوجب الله عليه من رعاية أولاده وتربيتهم تربية صالحة إنها تحصل لمن أهملهم فلم يبالي بهم أكبر همه أن يسعى إلى نكاح يقذف به شهوته ولا يبالي بما بعد ذلك من الأمور التي هو متحمل مسؤوليتها إن هذا خاسر في الدنيا والآخرة يقول الله عز وجل قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين .
وإن من السفه في العقول والضلال في الأديان أن يعتني قوم بتنمية أموالهم ورعايتها وصيانتها وحفظها والتصرف فيها فيشغلوا أفكارهم وأبدانهم وينشغلوا بها عن راحتهم ومنامهم ولكنهم قد نسوا أهلهم وأولادهم فما قيمة هذه الأموال بالنسبة للأهل والأولاد أليس من الأجدر بك أيها المسلم أن تخصص شيئا من قواك الفكرية والجسمية لتربية أهلك وأولادك حتى يكونوا بذلك شاكرين لنعمة الله ممتثلين لأمر الله يقول الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وإنني لو سألت كل واحد منكم على وجه الاجتماع أو على وجه الانفراد ممن صدر هذا القول لقلتم أفرادا وجماعات صدر من رب العباد الذي له ملك السماوات والأرض ولو سألت كل واحد منكم ما الغرض من هذا القول لقال كل إنسان عارف إن الغرض منه أن نتحمل مسؤولية الأهل حتى نقي أنفسنا وإياهم نارا وقودها الناس والحجارة فاتقوا الله عباد الله وراقبوا أهلكم وأولادكم في حركاتهم وسكناتهم وفي ذهابهم وإيابهم وفي أصحابهم وأخلائهم حتى تكونوا على بصيرة من أمرهم ويقين في اتجاهاتهم وسيرهم إن هذه مسؤولية عظيمة فاتقوا الله عباد الله أيها الناس لقد كانت المدارس تأخذ وقتا كثيرا من أوقات الأولاد من بنين وبنات وتتحمل عبئا ثقيلا من تربيتهم أما الآن وقد أوشكت على إغلاق أبوابها لهذا العام وأقبلت أيام إجازة الصيف فإن الأولاد سيجدون فراغا كبيرا سواء كانوا ذكورا أم إناثا سيجدون فراغا كبيرا فكريا وزمنيا فعلينا أن نحاول ملء هذا الفراغ وأن نستغل هذه الفرصة من أعمار شبابنا بما يكون نافعا لهم حتى لا تخمل أفكارهم أو تستغل بما يكون لغوا أو ضارا إنني أقول لكم يمكن أن تستغل هذه الفرصة بقراءة الكتب النافعة كل بحسب طبقته وما يتحمله عقله ومستواه العلمي والفكري أو بمراجعة مقررات السنة التي نجح إليها أو بأعمال نافعة من بيع وشراء ومساعدة لأبيه في أعماله أو بغير ذلك من الأشغال النافعة كالالتحاق بجماعة تحفيظ القرآن الكريم أو بالمراكز الصيفية التي عليها أمناء قائمون وإن على شبابنا من ذكور وإناث أن يعرفوا قدر مدة الزمن ولاسيما في الشباب فيشتغلوا بما يكون نافعا وأن يحذروا غاية الحذر من مطالعة الكتب والمجلات والصحف التي تحمل في طياتها معاول الفساد والهدم من أفكار منحرفة وأخلاق سافلة وأزياء بعيدة عن الزي الإسلامي .
وإنني أوجه نصيحة للكبار والصغار وأقول احذروا من السفر إلى البلاد غير البلاد الإسلامية لأنكم لا تستفيدون من وراء ذلك إلا صرف النفقات الباهظة وإضاعة الوقت فيما لا فائدة فيه بل فيما فيه مضرة أحيانا في الدين والخلق وإن بلادنا ولله الحمد فيها من وسائل الراحة والمتعة ما يكفي مع سلامة الإنسان مما يخشى خطره في السفر إلى بلاد أخرى احفظوا أوقاتكم احفظوا أنفسكم وأولادكم احفظوا أموالكم فإنكم مسؤولون عن ذلك كله إن سفركم إلى بلاد الخارج سوف يعطي البلاد التي سافرتم إليها إثراء في المال والاقتصاد وسوف ينقص ذلك من أموالكم الشيء الكثير هذا فضلا عن أن أخلاقكم ربما تتأثر وأفكاركم ربما تتأثر ولذلك أرى أن تنظروا في هذا الأمر ومن كان منكم قد فكر في ذلك فليعدل عن تفكيره إلى خلافه إلى
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من نعمة الإسلام تلك النعمة التي لا يضاهيها أي نعمة إنها نعمة يحصل بها الفوز في الدنيا والآخرة إنها نعمة ينجو بها الإنسان من النار إنها نعمة يعتز بها الإنسان ويفخر بها إنها نعمة إذا قدرها الإنسان حق قدرها كتب له النصر في الدنيا والآخرة إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار .
واشكروا الله عز وجل على ما أنعم به عليكم من العقل الذي تتميزون به عن سائر المخلوقات التي لا عقل لها واشكروا الله عز وجل أن أنعم عليكم معشر المسلمين باستخدام هذا العقل فيما يرضي الله عز وجل فكم من إنسان أعطي ذكاء ولكنه لم يعط زكاء فلم يستخدم عقله فيما خلق له فاحمدوا الله عز وجل على هذه العقول التي اهتديتم بها إلى دين الله وشريعته .
ثم احمدوا الله عز وجل بما أنعم عليكم في هذه البلاد من الأمن والرخاء في حال أن كثيرا من البلاد الإسلامية وغير الإسلامية قد أصيبت بالمحن والأذى من الجوع والفقر والخوف .
ثم اشكروا الله عز وجل على ما أنعم به عليكم من نعمة الأولاد واعلموا أن نعمة الأولاد فتنة للعبد واختبار فإنها إما منحة تكون قرّة عين في الدنيا والآخرة سرور للقلب وانبساط للنفس وعون على مكابد الدنيا وصلاح يحذوهم إلى البر في الحياة وبعد الممات اجتماع في الدنيا على طاعة الله واجتماع في الآخرة في دار كرامة الله والذين آمنوا واتبعتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين .
هذه هي المنحة العظيمة التي تكون في الأولاد وإن من أسبابها أن يقوم الوالد من الأم والأب والأب هو المسؤول الأول لأنه راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته أن يقوم كل من الوالدين على أولاده وفي أولاده بما يجب عليه من رعاية وعناية وتربية صالحة ليخلّف بعده ذرية طيبة تنفعه وتنفع المسلمين فإن العبد متى أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الخلق .
ومع حسن النية والاستعانة بالله وكثرة دعاء الله واللجوء إليه يحصل الخير الكثير والتربية الصالحة اسمعوا إلى قول الله عز وجل في وصف عباد الرحمن يقول جل ذكره والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما فوالله ما سألوا ذلك وقعدوا عن فعل الأسباب لأن العقل والشرع كل منهما يقتضي أنك إذا سألت الله شيئا فلابد أن تفعل ما تقدر عليه من أسبابه أرأيت لو سألت الله تعالى أن يرزقك ولدا هل أنت تبقى غير متزوج أم أنك تسعى إلى ما يحصل به الولد من النكاح إن هذا هو الواقع أما الشطر الثاني من نعمة الأولاد فأن تكون هذه النعمة محنة وعناء وشقاء وشؤما على الأهل والمجتمع وذلك يحصل لمن لم يقم بما أوجب الله عليه من رعاية أولاده وتربيتهم تربية صالحة إنها تحصل لمن أهملهم فلم يبالي بهم أكبر همه أن يسعى إلى نكاح يقذف به شهوته ولا يبالي بما بعد ذلك من الأمور التي هو متحمل مسؤوليتها إن هذا خاسر في الدنيا والآخرة يقول الله عز وجل قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين .
وإن من السفه في العقول والضلال في الأديان أن يعتني قوم بتنمية أموالهم ورعايتها وصيانتها وحفظها والتصرف فيها فيشغلوا أفكارهم وأبدانهم وينشغلوا بها عن راحتهم ومنامهم ولكنهم قد نسوا أهلهم وأولادهم فما قيمة هذه الأموال بالنسبة للأهل والأولاد أليس من الأجدر بك أيها المسلم أن تخصص شيئا من قواك الفكرية والجسمية لتربية أهلك وأولادك حتى يكونوا بذلك شاكرين لنعمة الله ممتثلين لأمر الله يقول الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وإنني لو سألت كل واحد منكم على وجه الاجتماع أو على وجه الانفراد ممن صدر هذا القول لقلتم أفرادا وجماعات صدر من رب العباد الذي له ملك السماوات والأرض ولو سألت كل واحد منكم ما الغرض من هذا القول لقال كل إنسان عارف إن الغرض منه أن نتحمل مسؤولية الأهل حتى نقي أنفسنا وإياهم نارا وقودها الناس والحجارة فاتقوا الله عباد الله وراقبوا أهلكم وأولادكم في حركاتهم وسكناتهم وفي ذهابهم وإيابهم وفي أصحابهم وأخلائهم حتى تكونوا على بصيرة من أمرهم ويقين في اتجاهاتهم وسيرهم إن هذه مسؤولية عظيمة فاتقوا الله عباد الله أيها الناس لقد كانت المدارس تأخذ وقتا كثيرا من أوقات الأولاد من بنين وبنات وتتحمل عبئا ثقيلا من تربيتهم أما الآن وقد أوشكت على إغلاق أبوابها لهذا العام وأقبلت أيام إجازة الصيف فإن الأولاد سيجدون فراغا كبيرا سواء كانوا ذكورا أم إناثا سيجدون فراغا كبيرا فكريا وزمنيا فعلينا أن نحاول ملء هذا الفراغ وأن نستغل هذه الفرصة من أعمار شبابنا بما يكون نافعا لهم حتى لا تخمل أفكارهم أو تستغل بما يكون لغوا أو ضارا إنني أقول لكم يمكن أن تستغل هذه الفرصة بقراءة الكتب النافعة كل بحسب طبقته وما يتحمله عقله ومستواه العلمي والفكري أو بمراجعة مقررات السنة التي نجح إليها أو بأعمال نافعة من بيع وشراء ومساعدة لأبيه في أعماله أو بغير ذلك من الأشغال النافعة كالالتحاق بجماعة تحفيظ القرآن الكريم أو بالمراكز الصيفية التي عليها أمناء قائمون وإن على شبابنا من ذكور وإناث أن يعرفوا قدر مدة الزمن ولاسيما في الشباب فيشتغلوا بما يكون نافعا وأن يحذروا غاية الحذر من مطالعة الكتب والمجلات والصحف التي تحمل في طياتها معاول الفساد والهدم من أفكار منحرفة وأخلاق سافلة وأزياء بعيدة عن الزي الإسلامي .
وإنني أوجه نصيحة للكبار والصغار وأقول احذروا من السفر إلى البلاد غير البلاد الإسلامية لأنكم لا تستفيدون من وراء ذلك إلا صرف النفقات الباهظة وإضاعة الوقت فيما لا فائدة فيه بل فيما فيه مضرة أحيانا في الدين والخلق وإن بلادنا ولله الحمد فيها من وسائل الراحة والمتعة ما يكفي مع سلامة الإنسان مما يخشى خطره في السفر إلى بلاد أخرى احفظوا أوقاتكم احفظوا أنفسكم وأولادكم احفظوا أموالكم فإنكم مسؤولون عن ذلك كله إن سفركم إلى بلاد الخارج سوف يعطي البلاد التي سافرتم إليها إثراء في المال والاقتصاد وسوف ينقص ذلك من أموالكم الشيء الكثير هذا فضلا عن أن أخلاقكم ربما تتأثر وأفكاركم ربما تتأثر ولذلك أرى أن تنظروا في هذا الأمر ومن كان منكم قد فكر في ذلك فليعدل عن تفكيره إلى خلافه إلى
الفتاوى المشابهة
- قضاء الإجازة بالسفر المحرم. - ابن عثيمين
- شاب مقيم في مدينة أبها ومتزوج وله ثلاثة من ا... - ابن عثيمين
- الكلام على ما يتعلق بالإجازة . - ابن عثيمين
- ترك الزوجة والأولاد أو الأولاد فقط للعمل... - اللجنة الدائمة
- تحديد النسل من أجل تربية الأولاد - اللجنة الدائمة
- تتمة الشريط بخطبة للشيخ عن اغتنام أوقات الإج... - ابن عثيمين
- كيفية تربية الأولاد وأمرهم بالمحافظة على الصلاة ؟ - الالباني
- كيفية تربية الأولاد على ضوء الكتاب والسنة ؟ وم... - الالباني
- خطبة عن النعم ولزوم شكرها. - ابن عثيمين
- خطبة جمعة للشيخ عن الزواج والإجازة. - ابن عثيمين
- خطبة عن شكر الله على النعم وتربية الأولاد وا... - ابن عثيمين