تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما هو الأفضل في الدعاء الإسرار به أم الجهر و... - ابن عثيمينالسائل : السؤال الأول في رسالته يقول ما هو الأفضل في الدعاء الإسرار به أم الجهر وهل هو المراد بقوله تعالى  وأسروا قولكم أو اجهروا به  ؟الشيخ : إذا كان ا...
العالم
طريقة البحث
ما هو الأفضل في الدعاء الإسرار به أم الجهر وهل هو المراد بقوله تعالى : " وأسروا قولكم أو اجهروا به " ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : السؤال الأول في رسالته يقول ما هو الأفضل في الدعاء الإسرار به أم الجهر وهل هو المراد بقوله تعالى وأسروا قولكم أو اجهروا به ؟

الشيخ : إذا كان الإنسان يدعو لنفسه ولغيره فإنه يجهر بالدعاء كدعاء الإمام في القنوت فإنه يجهر به لأنه يدعو لنفسه ولغيره وكذلك يأتي به بصيغة الجمع فيقول مثلا " اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت " ولا يقول " اللهم اهدني فيمن هديت " لأنه إذا خص نفسه بالدعاء وهم يستمعون ويأمنون فإن هذا نوع من الخيانة، ذلك لأن الدعاء إذا كان لنفسك ولغيرك دعاء مشترك فتخصيص نفسك به نوع من الخيانة، فعلى هذا نقول إذا كان الدعاء مما هو مشترك للداعي ولغيره فإنه يجهر به ولكن الدعاء المشترك الذي للداعي ولغيره موقوف على ما ورد به الشرع فلا يجوز إحداث أدعية جماعية بدون ورود الشرع بها لأن إحداث مثل هذه الأمور من البدع التي يُنهى عنها.
أما إذا كان الإنسان يدعو لنفسه فهذا محل تفصيل إن كان في صلاة فإنه لا يجهر به لأن ذلك، أقول إن كان في صلاة جماعة فإنه لا جهر به لأن ذلك يشوش على من حوله ولهذا تجد بعض المأمومين تجدهم يجهرون بما يدعون الله به إما بين السجدتين وإما في السجود وإما في التشهد وهذا لا ينبغي منهم فقد خرج النبي عليه الصلاة والسلام على أصحابه يوماً وهم يصلون ويجهرون بالقرأن فنهاهم أن يجهر بعضهم على بعض.
أما إذا كان الإنسان يدعو لنفسه وليس حوله أحد فإنه ينظر ما هو أصلح لقلبه إن كان الأصلح أن يُسر أسر وإن كان الأصلح أن يجهر جهر لكن في حال جهره لا ينبغي أن يُشق على نفسه فإن النبي عليه الصلاة والسلام قال لأصحابه وقد رفعوا أصواتهم بالذكر قال أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً إنما تدعون سميعاً قريباً وهو معكم، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته والله سبحان وتعالى قريب مجيب وهو سبحانه وتعالى فوق عرشه على جميع خلقه. نعم.

Webiste