تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تغيير الجنس من ذكر إلى أنثى أو العكس - اللجنة الدائمة تغيير الجنس من ذكر إلى أنثى أو العكس  الفتوى رقم (  2688  )  س: هل يجوز لي في الإسلام أن أجري عملية تغيير جنس أتحول فيها من رجل إلى امرأة؟ لقد ولدت ذكر...
العالم
طريقة البحث
تغيير الجنس من ذكر إلى أنثى أو العكس
اللجنة الدائمة
تغيير الجنس من ذكر إلى أنثى أو العكس
الفتوى رقم ( 2688 )
س: هل يجوز لي في الإسلام أن أجري عملية تغيير جنس أتحول فيها من رجل إلى امرأة؟ لقد ولدت ذكرًا، وحتى الآن أنا ذكر من الناحية الفيزيولوجية، لقد نشأت في مجتمع غربي يتمتع بقيم أكرهها أنا تمامًا وأشمئز منها، وقبل حوالي أربع سنوات بدأت أسأل الله في صلواتي اليومية، والآن فقط وصلت المرحلة التي يمكنني بها أن أسأل عالمًا مثلكم عن هذا الأمر، عسى أن يوفقني الله بحكمتكم وعلمكم إلى إجابة لهذا السؤال، إن سؤالي هذا ينبع من المشاعر الغريبة التي تنتابني منذ طفولتي وأنا أكره أن أقوم بدور شخص ذكر، وإنما أعتبر نفسي أنثى، أما الآن فمشاعري أكثر تعقيدًا، وبالرغم من أنني من الناحية الطبيعية رجل، ويمكنني أن أقوم بدور الذكر بكفاءة تامة، إلا أنني من الناحية الفيزيولوجية أحمل صفات أنثوية، إنني أجد في نفسي ميلاً وانجذابًا نحو الأولاد الذكور عاطفيًّا وجنسيًّا بالرغم من أني لم أمارس الجنس مع أي إنسان - وعلى نحو ما أحس بأنني ينبغي أن أكون بنتًا، ولكنني لا أستطيع أن أعبر عن أنوثتي؛ لأن جسدي جسد ذكر، لهذا السبب فإنني أعتقد أن إجراء عملية جراحية جنسية ستساعدني في علاج حالتي، ولكنني لن أقوم بهذه العملية
إذا لم تكن جائزة في الإسلام، ولهذا فإنني أسألكم لتجيبوني. لا أعتقد أن أحدًا سألكم مثل هذا السؤال من قبل، ولكن أرجو منكم أن تجيبوني وتوجهوني رغم تعقيد المسألة، إنني مسلم سواء كنت ذكرًا أم أنثى، وأرجو من الله أن يحفظني مسلمًا إلى الأبد، وأختتم رسالتي بأمل أن أتلقى ردكم وأرجو من الله أن يثيبكم على ما تقدموه من عمل. والسلام عليكم.

ج: أولاً: قال الله تعـالى: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ فعلى المسلم أن يرضى بخلق الله وتقديره. فـإذا كانت حالتـك كمـا ذكرت من أنـك متحقق من رجولتك، وأنك يمكن أن تأتي بدور الذكر بكفاءة تامة وإن كنت لم تمارس الحالة الجنسية بالفعل مع أي إنسان، فعليك أن تحتفظ بذكورتك، وترضى بما اختاره الله لك من الميزة والفضل، وتحمده أن خلقك رجلاً، فالرجل خـير من المرأة، وأعلى منزلة، وأقـدر على خدمة الدين والإنسانية من المرأة، كما دل على ذلك قوله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ الآية،
وما ذكره تعالى في قصة امرأة عمران من نذرها مـا في بطنها لله محررًا لخدمة دينه والقيام بشؤون بيت الله إلى غير ذلك من النصوص، وفي شهادة واقع الحياة في البلاد التي لم تمسخ فطرتها دليل كـوني عملي إلى جانب ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من الأدلة على تفضيل الرجال على النساء. ثانيًا: إذا ثبتت ذكورتك وتحققت فإجراؤك عملية لتتحول بها إلى أنثى - فيما تظن - تغيير لخلق الله وسخط منك على ما اختـاره الله لك، على تقدير نجاح العملية وإفضائها إلى ما تريد من الأنوثـة وهيهات هيهات أن يتم ذلك، فـإن لكل من الذكورة والأنوثة أجهزتهـا الفطرية الخلقية الـتي لا يقدر على إنشائها وإكسـابها خواصها إلا الله تعالى، وليسـت مجـرد ذكـر للرجل وفتحة فرج للمرأة، بل هناك للرجل جهاز متكامل متناسق ومترابط مركب من الخصيتين وغيرهما، ولكل من أجزائه وظيفة وخاصية من إحسـاس وإفراز خاص ونحوهما، وكذا المرأة لها رحم وتوابع تتناسق معها، ولكل خاصية من إحساس وإفراز خـاص ونحوهما، وبين الجميـع ترابط وتجـاوب، وليس تقدير شيء من ذلـك وإيجـاده وتـدبيره
وتصريفه والإبقاء عليه إلى أحد من الخلق، بل ذلك إلى الله العليم الحكيم، العلي القدير، اللطيف الخبير. وإذن فالعملية التي تريد إجراءها ضرب من العبث، وسعي فيما لا جـدوى وراءه، بل قـد يكـون فيه خطر إن لم يفـض إلى القضاء على حياتك، فلا أقل من أن يذهب بمـا آتاك الله دون أن يكسبك ما تريد، ويبقى ملازمًا لك ما ذكرت من العقد النفسية التي أردت الخلاص منها بهذه العملية الفاشلة. ثالثًا: إن كانت ذكورتك غير محققة، وإنمـا تظن ظنًّا أنك رجل، لما تراه في بدنك من مظاهر الذكورة إلى جانب ما تجـده في نفسك من أنـك تحمل صفات أنثوية وتميل نحـو الذكور عاطفيًّا وتنجذب إليهم جنسيًّا فتريث في أمرك، ولا تقدم على ما ذكرت من العملية، واعرض نفسك على أهل الخبرة من الدكاترة الأخصائيين، فإذا تحققوا أنك ذكر في مظهرك وأنثى في واقـع أمرك فسلم نفسـك إليهم ليكشفوا حقيقة أنوثتك بإجراء العملية، وليس ذلك تحويلاً لـك من ذكر إلى أنثى، فهذا ليس إليهم، وإنمـا هو إظهـار لحقيقة أمرك، وإزالة لما كان ببدنك وكوامن نفسك من لبس وغموض، وإن لم يتبين لأهل الخبرة شيء فلا تغامر بإجراء العملية، وارض بقضـاء الله، واصبر على ما أصابك إرضاء لربك، واتقاء لما يخشى من عواقـب عملية على غير هدى وبصـيرة بحقيقـة حالـك، وافـزع إلى الله
واضرع إليه ليكشف ما بك، ويحل عقدك النفسية؛ فإنه سبحانه بيده ملكوت كل شيء وهو على كل شيء قدير. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

Webiste