فائدة : التبيه على أن التبسم الوارد في حديث : ( ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) خاص بالجنس الواحد أي " الذكر مع الذكر والأنثى مع الأنثى "
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ولكن لا بد من أن يُذكر بهذه المناسبة أن هذا المعروف الذي ذكره الرسول عليه السلام في هذا الحديث على سبيل التمثيل وهو قوله: إن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق وفسر ذلك الحديث الآخر : تبسمك في وجه أخيك صدقة .
يجب أن نلاحظ هنا أن هذا الأمر يحب أن يكون مقيداً بين الجنس الواحد ، بمعنى أن الرجل يلقى أخاه الرجل بوجه طلق وبوجه باسم كما ذكرنا ، وكذلك المرأة تلقى أختها بوجه طلق باسم .
لكن لا يجوز أن تُجرى هذه السنة بين الجنسين ، وهذا في الواقع مما ابتلي بالغفلة أو بالتساهل في ملاحظة هذا الذي نبّهنا عليه من التفريق ، أكثر المسلمين اليوم رجالاً ونساءً ، وفاقت النساء في ذلك الرجال، فإننا في كثير من الأحيان نسمع المرأة تتقصّد أن تتبسم بل وأن تضحك بل وأن تقهقه وهي تتحدث مع الرجل ، هذا ليس من المعروف قطعا في شيء وإنما هو من المنكر الذي يمكن أن نعتبره نوعاً من الزّنا ، كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : كُتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة ، فالعين تزني وزناها النظر ، والأذن تزني وزناها السمع ، واليد تزني وزناها البطش ، والرجل تزني وزناها المشي، والفرج يصدّق ذلك كله أو ييكذّبه ، ذكر الرسول صلوات الله وسلامه عليه هذه الأنواع من أنوع الزنا إنما جعل ذلك باعتبار أنها مقدّمات للفاحشة الكبرى ، وإلى ذلك أشار في آخر ذاك الحديث بقوله: و الفرج يصدّق ذلك كله .
ففي هذا الحديث تحريم الوسائل التي قد تكون عاقبتها سوءاً وعاقبتها غيّاً وفسادا وفسقا ، وذكر الرسول عليه الصلاة والسلام هذه الأنواع في هذا الحديث ليس من باب الحصر ، يعني هذه الوسائل ليست هي الوسائل الوحيدة فقط التي تحرَّم خشية أن توصل بصاحبها إلى الفاحشة الكبرى، وإنما ذكر الرسول عليه السلام هذه الأنواع من الوسائل على سبيل التمثيل لا على سبيل التحديد .
ومن التفقه في هذا الحديث نصًا واستنباطاً أخذ شوقي شاعر مصري مشهور قوله:
" نظرةٌ فابتسامة فسلام *** فكلام فموعد فلقاءُ "
وهنا جاء بلفظة لم تذكر في هذا الحديث حيث قال: نظرة فابتسامة ، لم يذكر في الحديث السابق : كُتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة ، فالعين تزني إلى آخره ، لم يذكر الرسول عليه السلام النظرة ، ولم يذكر الابتسامة ، والسبب ما ألمحت إليه آنفاً من أن تلك الأنواع التي ذكرها الرسول عليه السلام في الحديث لم يذكرها على سبيل الحصر ، وإنما على سبيل التمثيل، وإلا فقول شوقي : " نظرة " يشهد له قوله عليه الصلاة والسلام : يا علي النظرة الأولى لك ، والثانية عليك وحديث آخر سئل الرسول عليه السلام : عن نظر الفجأة ، يعني الرجل يقع بصره على ملامح امرأة وبالعكس امرأة يقع نظرها على جمال رجل ، فقال عليه السلام : اصرف بصرك النظرة الأولى لك ، والثانية عليك ،النظرة الأولى هي نظرة الفجأة فإذا استمر الناظر بها ، صارت نظرة ثانية لأنه لم يصرفها ، ومن هنا قال شوقي ما قال :
" نظرةٌ فابتسامة فسلام *** فكلام فموعد فلقاءُ "
الشاهد أن هذه الصدقة التي ذكرها الرسول عليه السلام في هذا الحديث أيضًا على سبيل التمثيل لا التحديد ألا وهو قوله : وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق إنما هو خاص بالجنس مع الجنس لا بالجنس مع الجنس الآخر خشية أن يكون ذلك مفتاحاً لشر ، هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين.
يجب أن نلاحظ هنا أن هذا الأمر يحب أن يكون مقيداً بين الجنس الواحد ، بمعنى أن الرجل يلقى أخاه الرجل بوجه طلق وبوجه باسم كما ذكرنا ، وكذلك المرأة تلقى أختها بوجه طلق باسم .
لكن لا يجوز أن تُجرى هذه السنة بين الجنسين ، وهذا في الواقع مما ابتلي بالغفلة أو بالتساهل في ملاحظة هذا الذي نبّهنا عليه من التفريق ، أكثر المسلمين اليوم رجالاً ونساءً ، وفاقت النساء في ذلك الرجال، فإننا في كثير من الأحيان نسمع المرأة تتقصّد أن تتبسم بل وأن تضحك بل وأن تقهقه وهي تتحدث مع الرجل ، هذا ليس من المعروف قطعا في شيء وإنما هو من المنكر الذي يمكن أن نعتبره نوعاً من الزّنا ، كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : كُتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة ، فالعين تزني وزناها النظر ، والأذن تزني وزناها السمع ، واليد تزني وزناها البطش ، والرجل تزني وزناها المشي، والفرج يصدّق ذلك كله أو ييكذّبه ، ذكر الرسول صلوات الله وسلامه عليه هذه الأنواع من أنوع الزنا إنما جعل ذلك باعتبار أنها مقدّمات للفاحشة الكبرى ، وإلى ذلك أشار في آخر ذاك الحديث بقوله: و الفرج يصدّق ذلك كله .
ففي هذا الحديث تحريم الوسائل التي قد تكون عاقبتها سوءاً وعاقبتها غيّاً وفسادا وفسقا ، وذكر الرسول عليه الصلاة والسلام هذه الأنواع في هذا الحديث ليس من باب الحصر ، يعني هذه الوسائل ليست هي الوسائل الوحيدة فقط التي تحرَّم خشية أن توصل بصاحبها إلى الفاحشة الكبرى، وإنما ذكر الرسول عليه السلام هذه الأنواع من الوسائل على سبيل التمثيل لا على سبيل التحديد .
ومن التفقه في هذا الحديث نصًا واستنباطاً أخذ شوقي شاعر مصري مشهور قوله:
" نظرةٌ فابتسامة فسلام *** فكلام فموعد فلقاءُ "
وهنا جاء بلفظة لم تذكر في هذا الحديث حيث قال: نظرة فابتسامة ، لم يذكر في الحديث السابق : كُتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة ، فالعين تزني إلى آخره ، لم يذكر الرسول عليه السلام النظرة ، ولم يذكر الابتسامة ، والسبب ما ألمحت إليه آنفاً من أن تلك الأنواع التي ذكرها الرسول عليه السلام في الحديث لم يذكرها على سبيل الحصر ، وإنما على سبيل التمثيل، وإلا فقول شوقي : " نظرة " يشهد له قوله عليه الصلاة والسلام : يا علي النظرة الأولى لك ، والثانية عليك وحديث آخر سئل الرسول عليه السلام : عن نظر الفجأة ، يعني الرجل يقع بصره على ملامح امرأة وبالعكس امرأة يقع نظرها على جمال رجل ، فقال عليه السلام : اصرف بصرك النظرة الأولى لك ، والثانية عليك ،النظرة الأولى هي نظرة الفجأة فإذا استمر الناظر بها ، صارت نظرة ثانية لأنه لم يصرفها ، ومن هنا قال شوقي ما قال :
" نظرةٌ فابتسامة فسلام *** فكلام فموعد فلقاءُ "
الشاهد أن هذه الصدقة التي ذكرها الرسول عليه السلام في هذا الحديث أيضًا على سبيل التمثيل لا التحديد ألا وهو قوله : وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق إنما هو خاص بالجنس مع الجنس لا بالجنس مع الجنس الآخر خشية أن يكون ذلك مفتاحاً لشر ، هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين.
الفتاوى المشابهة
- تفسير قوله تعالى: (وما خلق الذكر والأنثى) - ابن عثيمين
- الابن وماله لأبيه ذكرا كان أو أنثى - اللجنة الدائمة
- فوائد حديث : ( ... قالت وكيف أرضعه وهو رجل ك... - ابن عثيمين
- القراءة والتعليق: والله خالق نوعنا من أربع**... - ابن عثيمين
- صلاة الجنازة على متوفيين من جنسين ذكر وأ... - اللجنة الدائمة
- معنى حديث ( أدرك ابن آدم حظه من الزنى لا محالة... - الالباني
- شرح حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : ( ك... - الالباني
- باب " باب التبسم " شرح حديث جرير بن عبد الله ا... - الالباني
- تغيير الجنس من ذكر إلى أنثى أو العكس - اللجنة الدائمة
- فائدة : التبيه على أن التبسم الوارد في حديث :... - الالباني
- فائدة : التبيه على أن التبسم الوارد في حديث :... - الالباني