كيف الجمع بين حديث :" لا يدخل الجنة قاطع رحم " و " لا يدخل الجنة نمام " وبين عقيدة أهل السنة من القول بأن مصير الموحدين في الجنة ؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : يذهب أهل السنة والجماعة إلى القول بأن مصير الموحدين إلى الجنة في نهاية المطاف وجاء في الحديث أنه: لا يدخل الجنة قاطع رحم وأيضاً جاء: لا يدخل الجنة نمام فهل الموحدون من هاتين الفئتين لا يدخلون الجنة كما هو ظاهر هذه النصوص أم كيف يكون الجمع بينها؟
الشيخ : هذه النصوص وأمثالها من أحاديث أو من نصوص الوعيد هي التي أوجبت لطائفة الخوارج والمعتزلة أن يقولوا بخلود أهل الكبائر في النار، لأنهم أخذوا بهذه العمومات ونسوا عمومات أخرى تعارضها، وهي ما ثبت في أدلة كثيرة من أن الموحدين أو من في قلبه إيمان ولو مثقال حبة من خردل فإنه لا يخلد في النار، وهدى الله سبحانه وتعالى، نعم كما أن عمومات الأدلة الدالة على الرجاء وأن المؤمن يدخل الجنة حملت المرجئة على ألا يعتبروا بنصوص الوعيد وقالوا: إن المؤمن ولو كان فاسقا لا يدخل النار، فهؤلاء أخذوا بعمومات هذه الأدلة، وأولئك أخذوا بعمومات أدلة الوعيد، فهدى الله أهل السنة والجماعة إلى القول الوسط الذي تجتمع فيه الأدلة وهو أن فاعل الكبيرة لا يخرج من الإيمان وأنه مستحق للعقوبة، ولكن قد يعفو الله عنه فلا يدخله النار، وقد يدعى له فيعفى عن عقوبته، وقد تكفر هذه العقوبة بأسباب أخرى وإذا قدر أنه لم يحصل شيء يكون سببا لتكفيرها فإنه يعذب في النار على قدر عمله، ثم يكون في الجنة هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة.
وعلى هذا فأحاديث الوعيد المطلقة أو العامة كما في الحديثين اللذين أشار إليهما السائل : لا يدخل الجنة قاطع رحم لا يدخل الجنة نمام تحمل على أن المعنى لا يدخلها دخولا مطلقا أي دخولا كاملا بدون تعذيب بل لابد أن يتقدم ذلك التعذيب إن لم يوجد ما يمحو ذلك الإثم من عفو الله أو غيره، فيكون معنى لا يدخلون الجنة أي الدخول المطلق الكامل الذي لم يسبق بعذاب، وبهذا تجتمع الأدلة.
السائل : نعم بارك الله فيكم.
الشيخ : هذه النصوص وأمثالها من أحاديث أو من نصوص الوعيد هي التي أوجبت لطائفة الخوارج والمعتزلة أن يقولوا بخلود أهل الكبائر في النار، لأنهم أخذوا بهذه العمومات ونسوا عمومات أخرى تعارضها، وهي ما ثبت في أدلة كثيرة من أن الموحدين أو من في قلبه إيمان ولو مثقال حبة من خردل فإنه لا يخلد في النار، وهدى الله سبحانه وتعالى، نعم كما أن عمومات الأدلة الدالة على الرجاء وأن المؤمن يدخل الجنة حملت المرجئة على ألا يعتبروا بنصوص الوعيد وقالوا: إن المؤمن ولو كان فاسقا لا يدخل النار، فهؤلاء أخذوا بعمومات هذه الأدلة، وأولئك أخذوا بعمومات أدلة الوعيد، فهدى الله أهل السنة والجماعة إلى القول الوسط الذي تجتمع فيه الأدلة وهو أن فاعل الكبيرة لا يخرج من الإيمان وأنه مستحق للعقوبة، ولكن قد يعفو الله عنه فلا يدخله النار، وقد يدعى له فيعفى عن عقوبته، وقد تكفر هذه العقوبة بأسباب أخرى وإذا قدر أنه لم يحصل شيء يكون سببا لتكفيرها فإنه يعذب في النار على قدر عمله، ثم يكون في الجنة هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة.
وعلى هذا فأحاديث الوعيد المطلقة أو العامة كما في الحديثين اللذين أشار إليهما السائل : لا يدخل الجنة قاطع رحم لا يدخل الجنة نمام تحمل على أن المعنى لا يدخلها دخولا مطلقا أي دخولا كاملا بدون تعذيب بل لابد أن يتقدم ذلك التعذيب إن لم يوجد ما يمحو ذلك الإثم من عفو الله أو غيره، فيكون معنى لا يدخلون الجنة أي الدخول المطلق الكامل الذي لم يسبق بعذاب، وبهذا تجتمع الأدلة.
السائل : نعم بارك الله فيكم.
الفتاوى المشابهة
- أين مصير مؤمني الجن في الآخرة؟ - ابن باز
- معنى الوعيد بحديث "لا يدخل الجنة نَمّام" - ابن باز
- معنى "لا يدخلن الجنةَ ولا يجدن ريحها" - ابن باز
- هل يدخل الجن المسلمون الجنة؟ - ابن باز
- في الحديث : ( لا يدخل الجنة من في قلبه مثال... - ابن عثيمين
- الجمع بين الآية (( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملو... - الالباني
- معنى حديث لا يدخل الجنة نمام - اللجنة الدائمة
- الجن هل يدخلون الجنة - اللجنة الدائمة
- معنى الوعيد في "لا يدخل الجنة نمام" ونحوه - ابن باز
- الجمع بين حديث ( من قال لا إله إلا الله دخل ال... - الالباني
- كيف الجمع بين حديث :" لا يدخل الجنة قاطع رحم... - ابن عثيمين