أما بعد :
فهذا هو اللقاء المُتمم للستين من اللقاءات الشهرية التي تتم في في الجامع الكبيرة في عنيزة. وهذه الليلة هي ليلة التاسع عشر من شهر رجب عام 1419هـ. أسأل الله تعالى أن يجعل لقاءاتنا خيراً وعاقبتها خيراً، إنه على كل شيء قدير. قبل أن نشرع في موضوع هذا اللقاء نتكلم عن صلاة الاستسقاء. صلاة الاستسقاء سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأمته. والاستسقاء يعني : طلب السقيا. ومن المعلوم أن الذي ينزل الغيث هو الرب عز وجل كما قال الله تبارك وتعالى : { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ }. وقال الله عز وجل : { أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ }. ما الجواب؟ أنت يا ربنا. أنت الذي أنزلته وجعلته مباركاً تنبت به من كل زوج بهيج. هذا المطر يصرفه الله تبارك وتعالى حيث شاء كيف شاء على قدر ما شاء عز وجل. ولذلك تجد بعض البلاد يكون فيها أمطار كثيرة. وبعض البلاد تكون قاحلة. وبعض البلاد تكون بين هذا وهذا. واستمع إلى قول الله تعالى : { وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً }.