العصمة من الندم ووجوب طاعة الزوج
اللجنة الدائمة
السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 6574 ):
س4: ما العصمة التي تعصمني من الندم إذا ما رأيت زميلاتي وقد تخرجن وليكن لدى سماحتكم علمًا بأن جميع من حولي أبي وأمي وإخوتي وزوجي قد تركوا الأمر لي حيث إنهم يخافون أن أترك لهم عواقب الأمور وحيث إنني كنت أعاني من (مرض نفسي) وهذا يجعل طباعي متغيرة فأخشى أن يأتي يوم ولا أطيق حياة الزوجية والفرار من المنزل؟ أما عن زواجي فما المعاملة الإِسلامية التي يجب أن أكون عليها تجاه زوجي ومنزلي وما هو الحلال والحرام في حقوق الزوجين، لقد اختلطت الأمور على كثير من الناس فيحلون هذا ويحرمون ذاك دون علم، إن إخوتي على قدر من الدين وملتزمون ولكنني أحرج من أن أسألهم في أي شيء من قبيل ذلك، وأنا
لا أستطيع أن أقطع الأمر بخصوص الدراسة قطعًا أكيدًا فأرجو أن تساعدني سماحتك بالرد الذي يقيني شر الخطأ والمعصية ولسوف يجزيك الله كل الخير إن شاء الله. وإن كنت أرجو من سيادتكم أن ترسلوا إليَّ بعض الكتب عن علاج المرض النفسي بالطريقة الإِسلامية، أو عن حياة الأسرة الإِسلامية وكيفية المساهمة والمشاركة في بناء مجتمع إسلامي، وكيف أستطيع المداومة على الصلاة وحفظ الصوم وحفظ النفس في كل وقت ومن كل ما يمسها، إنني محتشمة وعلى قدر من الدين والحمد لله، فرجائي من سماحتكم مساعدتي، ولسماحتكم كل الخير عند الله إن شاء الله؟
ج4: أولاً: واجب المسلم إذا اختار أمرًا ما يظن الخير فيه وجاء الأمر بخلاف ما ظنه ألا ييأس ولا يأسف على ما فاته، بل يحمد الله على ما حصل له ويرجع الأمور إلى الله سبحانه وتعالى الذي يدبرها بحكمة ومصلحة يعلمها، يظهرها تارة ويخفيها ابتلاء وامتحانًا تارة أخرى، قال تعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ . ثانيًا: يشرع في حقك أن تعاشري زوجك وتعامليه بالحسنى
والمعروف، وأن تقومي له بمثل ما يقوم به أمثالك لأزواجهن، قال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ، وأن تتعاوني معه على البر والتقوى ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وإن تيسر لك قراءة سير بعض الصحابيات وما يقمن به تجاه أزواجهن من خدمة فذلك حسن، وسيفيدك إن شاء الله. ثالثًا: عليك أن تعتصمي بكتاب الله سبحانه وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن تكوني على صلة دائمة بكتابه سبحانه تلاوة وتدبرًا وعلمًا وعملاً ففيه الضمان والأمان، قال تعالى: فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى . وقال تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ الآية. وقال تعالى: كِتَابٌ أَنْـزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ . رابعًا: ما دام أبوك وأمك وزوجك وإخوتك قد تركوا الأمر لك فنوصيك بأن تفوضي الأمر إلى الله وتسأليه العون والتوفيق وأن
يشرح صدرك لما هو الأحب إليه، ثم تعملي بما ينشرح صدرك له من الدراسة وعدمها. خامسًا: نوصيك بعد العناية بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بأن تقرئي الكتب الآتية: [كشف تلبيس إبليس] للعلامة ابن الجوزي ، وكتاب [حسن الأسوة في أحكام النسوة] للعلامة صديق بن حسن ، وكتاب [نداء إلى الجنس اللطيف] للعلامة السيد محمد رشيد رضا ، وكتاب [الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي] للعلامة ابن القيم وأشباه هذه الكتب؛ لكونها عظيمة الفائدة، ولا سيما لأمثالك. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
الفتاوى المشابهة
- ما حق الزوج على الزوجة وما حق الزوجة على الز... - ابن عثيمين
- نكاح المرأة وهي على عصمة زوجها - اللجنة الدائمة
- هل تأثم الزوجة في طاعة زوجها بعدم الصدقة على أخ... - ابن باز
- وجوب طاعة الزوج في غير معصية الله - ابن باز
- هل يجوز للزوجة أن تبقى في عصمة زوجها الذي لا ي... - الالباني
- تنازلها عن حقها لتبقى في عصمة الزوج - اللجنة الدائمة
- طاعة الزوج في المعروف - اللجنة الدائمة
- وجوب طاعة المرأة لزوجها وترك مخالفته - ابن باز
- ظاهر من زوجته على أمر وندم ويرغب أن تعمله - اللجنة الدائمة
- ما للزوجة وما عليها تجاه زوجها - اللجنة الدائمة
- العصمة من الندم ووجوب طاعة الزوج - اللجنة الدائمة