" ألا لا يجهلن أحدٌ علينا *** فنجهل فوق جهل الجاهلينا ".
إذن الصوم الحقيقي هو الصوم عن الأمور المعنويات يعني عن المعاصي. ولهذا قال الشاعر:
" إذا لم يكن في السمع مني تصاون *** وفي بصري غض وفي منطقي صَمتُ.
فحظي إذاً من صومي الجوع والظمأ *** فإن قلت إني صمت يوما فما صُمتُ ".
شوف الشاعر أخذ هذا المعنى من الآية والحديث.
هل الذي يصوم ولا يصلي هل هو صائم حقيقة؟ لا والله. يوجد أناس والعياذ بالله. يسهرون الليل كله في رمضان. وإذا تسحروا وملؤوا بطونهم برزق الله ناموا عن صلاة الفجر والظهر والعصر. وإذا بقيت الشمس أو قاربت أن تغرب قاموا وصلوا الفجر والظهر والعصر. لا يذكرون الله فيها إلا قليلاً. ولو تأخر الغروب ، لو تأخر الغروب لإيش؟ لتأخروا. لكن لقرب أكلهم استيقظوا ، هؤلاء ما صاموا، صومهم ناقص للغاية.
أناس صاموا وجعلوا يأكلون لحوم الناس بالغيبة أصام هؤلاء؟ لا. ما صاموا حقيقة.
أناس صاموا ولكنهم يتعاملون في البيع والشراء بالغش والكذب والحلف الكاذبة. أصام هؤلاء؟ لا. هؤلاء لم يصوموا. إذن : يجب علينا أن نلاحظ الصوم المعنوي. وهو الصوم عن المعاصي. هذا أهم شيء. أما الصوم عن المفطرات الحسية فهذا أمر سهل كل يستطيعه.