تم نسخ النصتم نسخ العنوان
أنواع الصوم. - ابن عثيمينالشيخ : نعود إلى الصوم. فنقول : إن الصوم نوعان: - انتبه يا أخي! -. الصوم نوعان : صوم عن المحسوسات، وصوم عن المعنويات. الصوم عن المحسوس كل يقدر عليه، كل ...
العالم
طريقة البحث
أنواع الصوم.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : نعود إلى الصوم. فنقول : إن الصوم نوعان: - انتبه يا أخي! -. الصوم نوعان : صوم عن المحسوسات، وصوم عن المعنويات. الصوم عن المحسوس كل يقدر عليه، كل واحد يقدر عليه. لكن الصوم عن المعنويات ما كل أحد يقدر عليه. الصوم عن المحسوسات هو الصوم عن الأكل والشرب والجماع وما يفطر الصائم. هذا صوم عن إيش؟ ايش؟ عن شيء محسوس غذاء للبدن فقط. هذا كل إنسان يقدره. الثاني : الصوم عن المعنويات. وهذا هو الشاق ، يعني الصوم عن المعاصي ، الصوم عن المعاصي. فمن صام عن المفطرات الحسية ووقع في المعاصي والمآثم فإنه لم يأت بروح الصوم ولا بحكمة الصوم. الدليل : قول الله عز وجل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ } ليش؟ { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }. ما قال : لعلكم تجوعون، لعلكم تعطشون، لعلكم تتركون التمتع بالنساء. لا. قال : { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }. هذه الحكمة. وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". إن الله عز وجل لا يريد منا إذا صمنا أن نتعذب بترك الأكل والشرب والنكاح. إنما يريد أن ندع قول الزور والعمل به والجهل. الجهل ليس ضد العلم. الجهل : العدوان، وعلى هذا قول الشاعر:
" ألا لا يجهلن أحدٌ علينا *** فنجهل فوق جهل الجاهلينا ".
إذن الصوم الحقيقي هو الصوم عن الأمور المعنويات يعني عن المعاصي. ولهذا قال الشاعر:
" إذا لم يكن في السمع مني تصاون *** وفي بصري غض وفي منطقي صَمتُ.
فحظي إذاً من صومي الجوع والظمأ *** فإن قلت إني صمت يوما فما صُمتُ "
.
شوف الشاعر أخذ هذا المعنى من الآية والحديث.
هل الذي يصوم ولا يصلي هل هو صائم حقيقة؟ لا والله. يوجد أناس والعياذ بالله. يسهرون الليل كله في رمضان. وإذا تسحروا وملؤوا بطونهم برزق الله ناموا عن صلاة الفجر والظهر والعصر. وإذا بقيت الشمس أو قاربت أن تغرب قاموا وصلوا الفجر والظهر والعصر. لا يذكرون الله فيها إلا قليلاً. ولو تأخر الغروب ، لو تأخر الغروب لإيش؟ لتأخروا. لكن لقرب أكلهم استيقظوا ، هؤلاء ما صاموا، صومهم ناقص للغاية.
أناس صاموا وجعلوا يأكلون لحوم الناس بالغيبة أصام هؤلاء؟ لا. ما صاموا حقيقة.
أناس صاموا ولكنهم يتعاملون في البيع والشراء بالغش والكذب والحلف الكاذبة. أصام هؤلاء؟ لا. هؤلاء لم يصوموا. إذن : يجب علينا أن نلاحظ الصوم المعنوي. وهو الصوم عن المعاصي. هذا أهم شيء. أما الصوم عن المفطرات الحسية فهذا أمر سهل كل يستطيعه.

Webiste