تم نسخ النصتم نسخ العنوان
شروط من يجب عليهم صوم رمضان. - ابن عثيمينالشيخ : وبما أننا في استقبال رمضان أحب أن أتكلم كلاماً يسيراً ببيان من يجب عليه أداء الصوم ببيان من يجب عليه أداء الصوم. الصوم يجب أداءً على كل مسلم بال...
العالم
طريقة البحث
شروط من يجب عليهم صوم رمضان.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : وبما أننا في استقبال رمضان أحب أن أتكلم كلاماً يسيراً ببيان من يجب عليه أداء الصوم ببيان من يجب عليه أداء الصوم. الصوم يجب أداءً على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم خالٍ من الموانع، الشروط ؟ كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم خالٍ من الموانع، إذا تمت هذه الشروط الستة وجب أداء الصوم في رمضان : فقولنا كل مسلم : يعني : لا كافر، الكافر لا نقول له: صم، ماذا نقول له ؟ نقول : أسلم أولاً ثم صم، فالكافر لا يؤمر بالصوم، لكن هل يعاقب عليه في الآخرة ؟ الجواب : نعم يعاقب عليه في الآخرة، طيب إذا أسلم في منتصف رمضان هل يجب عليه قضاء النصف الماضي ؟ لا، لأنه كان كافراً، لكن يجب عليه أن يصوم ما بقي، لأنه الآن مسلم إذا تمت الشروط، بالغ : ضده من ليس ببالغ وهو الصغير، فالصغير لا يجب عليه الصوم، لأن القلم مرفوع عنه، لكن كان الصحابة رضي الله عنهم يصوّمون أولادهم الصغار، حتى إن الطفل ليبكي ويعطونه لعبة يتلهى بها إلى الغروب، ولهذا قال العلماء رحمهم الله : " يجب على ولي كل صبي أن يأمره بالصوم إذا أطاقه، ليألفه، ويتمرن عليه، ويسهل عليه بعد البلوغ "، لكن لو فرض أننا صومنا الصبي وفي أثناء النهار أفطر، قلنا : كمل الصوم، قال : لا، بأكل وأشرب، نلزمه بالإمساك أم لا ؟ لا نلزمه بالإمساك، لأنه لم يجب عليه الصوم، الشرط الثالث : عاقل، يا سعيد الشرط الثاني الأول الإسلام ثم البلوغ الشرط الثالث إيش ؟ عاقل : وضد العاقل المجنون الذي لا عقل له كالذي سُلِبَ العقل والعياذ بالله، وصار مشدوهاً، أو من بلغ من الكبر عتياً حتى صار لا يميز، حتى صار لا يميز، هذا أيضاً ليس عليه صوم، المجنون ليس عليه صوم، والذي لا يميز لكبره ليس عليه صوم، والذي لا يميز لكبره هل يطعم عنه، لأنه لا يجب عليه الصوم، فلا صوم ولا إطعام، الشرط الرابع : أن يكون قادراً، وضد القادر العاجز، والعاجز نوعان : عاجزٌ لا يرجى أن يزول عجزه، وعاجزٌ يرجى أن يزول عجزه، العاجز الذي لا يرجى عجزه لا صوم عليه، ولكن يطعم عن كل يومٍ مسكيناً، مثل : الكبير الذي يعجز عن الصوم لكبره لا يرجى زوال عجزه، لماذا ؟ أجيبوا يا جماعة ؟ لأن الكبير لا يمكن أن يعود شاباً، كبير لا يمكن أن يعود شاباً فيقدر على الصوم، وهو الآن لا يستطيع، هذا نقول : أطعم عن كل يومٍ مسكيناً وتبرأ ذمتك، طيب مثل أصحاب المرض الذي لا يرجى زوال مرضهم، مثل : السرطان نسأل الله العافية، أصحاب الكلى الذين معهم مرض في كلاهم، أصحاب السكر الذين لا يستطيعون أن يصبروا عن الماء، ومن أشبههم، هؤلاء أيضاً عجزهم لا يُرجى زواله، نقول : أطعموا عن كل يوم مسكيناً، وتكونون كالذين صاموا، أما العجز الذي يُرجى زواله فهو النوع الثاني فهذا نقول له : انتظر حتى يزول عجزك ثم اقض ما فاتك، كالمريض مرضاً عادياً، نقول : انتظر حتى يشفيك الله ثم اقض، لقوله تعالى : { وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ } الشرط الخامس : أن يكون مقيماً، وضده المسافر، فالمسافر لا يجب عليه الصوم، يعني : لا يجب عليه أداءً لكن يبقى في ذمته، لقوله تعالى : { وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ }، ولكن هنا نسأل : هل الأفضل للمريض أن يصوم أو يفطر ؟ نقول : إن كان يشق عليه الصوم فالصوم في حقه مكروه، وإن كان يضره الصوم مثل أن يقول الطبيب : لا بد أن تتناول هذه الحبوب كل أربع ساعات وإلا انتقض مرضك. فهنا إيش ؟ يحرم عليه الصوم ويجب أن يفطر، وإن كان لا يشق عليه الصوم ولا يضره وجب عليه، لأنه إنما رخص للمريض من أجل التيسير عليه، وإذا كان كله واحد سواءً صام أو أفطر قلنا : يجب عليك أن تصوم، المسافر لو سألنا : الأفضل الإفطار أو الأفضل الصوم؟ نقول : فيه التفصيل : أما إذا كان يشق عليك الصوم مشقة شديدة فالصوم في حقك حرام، وأما إن كان يشق عليك مشقة يسيرة فالصوم في حقك مكروه، وأما إن كان لا يشق عليك فهنا اختلف العلماء، قال بعضهم : الصوم أفضل، وقال بعضهم : الفطر أفضل، ونحن نقول : الصوم أفضل ما دام الكل سواء عندك سواءً أفطرت أم صمت، فالصوم أفضل، لماذا ؟ أولاً : لأن الإنسان إذا صام مع الناس صار أسهل، يتسحر مع الناس ويفطر مع الناس، فيجد كل من عن يمينه وشماله كلهم صوَّام، فيكون أسهل عليه بلا شك، وثانياً : أنه إذا عيَّد عيَّد مع الناس، لأنه الآن أتم صومه، لكن إذا عيَّد ثم ذكر أن عليه صياماً يكون العيد في فطره ناقصاً لا يفرح به ذاك الفرح، ثالثاً : أنه إذا صام فإنه أسهل من جهة أنه لو قضى، أو قلنا : اقض، صعب عليه القضاء يكون القضاء صعباً حتى إن بعضهم يماطل هذا الأسبوع، الأسبوع الثاني، الثالث، وإذا برمضان الثاني قد جاء، فالقضاء صعب على الإنسان، رابعاً : أنه لا يدري فلعله يموت ويكون الصوم ديناً عليه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من مات وعليه صيام صام عنه وليه" وسألته امرأة قالت : "إن أمي نذرت أن تصوم فلم تصم حتى ماتت، قال : أرأيت لو كان على أمك دينٌ أكنت قاضيته ؟" خامساً : وهو ختام المسك : أنه أكمل اتباعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أكمل اتباعاً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم في السفر ولم يفطر إلا من أجل أصحابه، ودليل ذلك: قال أبو الدرداء : "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في يوم شديد الحر وأكثرنا ظلاً صاحب الكساء"، تصور الحالة الآن، أكثرهم ظلاً صاحب الكساء ما فيه خيام، "ومنا من يتقي الشمس بيده" ما عنده شيء، يتقيه بيده من شدة الحر، قال : "وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة"، إذاً الأسوة التامة بالرسول صلى الله عليه وسلم هو أن يصوم الإنسان مع الفوائد الأربع التي ذكرناها قبل ولكن الحمد لله، الأمر ميسر لو قال : أنا أفطر وأقضي، قلنا : لا بأس، هذا كلام الله عز وجل، الشرط السادس : الخلو من الموانع، ونعني بذلك : الحيض والنفاس، لأن المرأة إذا كانت حائضاً لا تصوم، يحرم عليها الصوم بإجماع المسلمين، وبالنص عن سيد المرسلين، قال النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : "ما رأيت" استمع "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن" الله أكبر، شوف وصفهن بأنهن ناقصات عقل ودين، وقال : "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل" لب : العقل الكميل، لأن اللب داخل القشور محصن بها، فاللب : العقل العقل العقل "أذهب للب الرجل" من الرجل ؟ الحازم ما هو بالرخو "أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن" فكيف بالرجل الرخو، الضعيف النفس، الضعيف الدين، هل يذهب عقله وراء النساء، أو لا يذهب ؟ يذهب عقله وماله "أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن" شوف كلام الرسول عليه الصلاة والسلام، فتباً لقوم يريدون الآن أن يظهروا النساء المحجبات إلى الشوارع سافرات، قاتلهم الله وأفسد عليهم أمرهم، إن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بمصالح الأمة، ولا يمكن أن يقول مثل هذا الكلام إلا تحذيراً للأمة أن يقعوا في شَرَكَ الشر : "أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن، قالوا : يا رسول الله، كيف ينقص دينها ؟" لأن المرأة لا تحب أن ينقص دينها قال : "أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟ قلن : بلى، قال : فذلك من نقصان دينها" المسلمون يصومون وهنَّ مفطرات، المسلمون يصلون وهن لا يصلين، قال : طيب "ونقص العقل؟ قال : أليس شهادة المرأتين بشهادة رجل واحد ؟ قلنا : بلى. قال : ذلك من نقصان عقلها" صح ولا لا ؟ الرجل أضبط للشهادة تحملاً وأداءً، لا عند التحمل والمشاهدة، ولا عند الأداء عند القاضي، الرجل أحفظ للشهادة من المرأة، المرأة يجي يشهد واحد من الرجال وآخر معه تقبل الشهادة، فلو قال زيد : أنا أطلب عمراً ألف ريال، فقال له القاضي: هات الشهود، قال: عندي شهود فلان وفلان، هل يثبت الحق على عمرو أو لا المدعى عليه ؟ يثبت، قال آخر : أنا عندي رجل وامرأة يثبت أو لا يثبت ؟ لا يثبت، لأن شهادة المرأتين عن شهادة رجل واحد، المهم أن المرأة إذا حاضت أو نفست فإنها لا تصوم بالإجماع، ولكن : قولوا لي هل هي حين صبرت على قضاء الله وشرع الله هل هي مأجورة ؟ نعم مأجورة، لكنها ليست كأجر الفاعل، ليست كأجر الفاعل، بدليل : رجل غني يتصدق ويعتق ويحج، وآخر فقير لا يقدر على الحج ولا على الصدقة ولا على العتق، أيهما أعظم أجر ؟ أجيبوا، الأول، ولهذا شكا الصحابة رضي الله عنهم للرسول صلى الله عليه وسلم، قالوا : "يا رسول الله! ذهب أهل الدثور بالأجور، راحوا بها، يتصدقون ويعتقون فكيف بنا ؟ علمهم النبي عليه الصلاة والسلام أن يسبحوا الله ويحمدوا الله ويكبروا الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وقال : إنكم تدركون من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحدٌ أفضل منكم" لكن ما قال الرسول عليه الصلاة والسلام : إنكم مثلهم في الأجر، فالفاعل ليس كغير الفاعل، وإن كان من لم يفعل غير قادرٍ شرعاً أو غير قادرٍ حساً .

Webiste