الشيخ : ما حكم مَن كَفَرَ كُفْر ردَّة عند الله - عز وجل - في الآخرة ؟

السائل : الخلود في النار .

الشيخ : الخلود في النار ، ما في إشكال ، الآن خُذْ حذرك ؛ هل كلُّ مَن كفر هذا الكفر واستحقَّ الخلود في النار أكيد يدخل النار ؟ كل ، السؤال كل ، إيوا أنت مطوِّل بالك ، وأنا مطوِّل بالي أكتر منك .

السائل : عفوًا .

الشيخ : أنا عم أستنى الجواب ، يأخد حريته تمامًا .

السائل : الظاهر نعم ، أنه يدخل .

الشيخ : الآن أقول : أردْتُ أن أقول أذكِّرك ، لكني بدا لي أنه خير لي أن أتحفظ فأقول : لعلي أذكِّرك ، لأنه ممكن أنُّو تكون ممَّن طرق سمعه ما سأسأله عنه ، وممكن أنه ما طرق سمعه ، فإذا ما طرق سمعه أقول : أذكِّرك أكون مخطئ ، أما إذا طرق سمعه لعله ، هل طرق سمعك يومًا ما أن هناك مَن يسمَّى بأهل الفترة ؟

السائل : نعم .

الشيخ : مَن هم أهل الفترة ؟

السائل : وُجِدُوا في عصر معيَّن ما أتاهم رسول .

الشيخ : طيب ، هدول مسلمين ولَّا كفار ؟

السائل : يتحاجُّوا عند الله - عز وجل - ، يُقام عليهم الحجة أمام الله يوم القيامة .

الشيخ : أنا على طريقتي سين جيم ، مسلمين ولَّا كفار ؟ خد بالك ها .

السائل : لا مسلمين ولا كفار .

الشيخ : لا مسلمين ولا كفار ؟

سائل آخر : محيرين يا شيخي .

الشيخ : عم يذكِّرنا بقول المعتزلة : منزلة بين المنزلتين .

سائل آخر : قياسهم محير يا شيخ .

الشيخ : طيب ، هدول ما عبدوا الأصنام ؟

السائل : لا .

الشيخ : ها ؟

السائل : عبدوها .

الشيخ : إذًا ما بتعرف مين هم أهل الفترة .

سائل آخر : عبدوا أصنام .

سائل آخر : ما جاءهم رسول .

الشيخ : هم قوم أو طائفة من الكفار لم تبلُغْهم دعوة رسول ، هم كفار ، أهل الفترة باتِّفاق العلماء هؤلاء غير معذَّبين ؛ لماذا ؟ لقوله - تبارك وتعالى - في القرآن الكريم : وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ، عرفت مَن هم أهل الفترة ؟

السائل : نعم .
-- ... --

الشيخ : في عندك شيء تقوله حول أهل الفترة قبل ما نبني علالي وقصور على شفا جرف هار ؟

السائل : لا ، إن شاء الله ما يكون شفا جرف هار ، بس بالنسبة لآية الميثاق : وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ .

الشيخ : شو بها آية الميثاق ؟

السائل : أنت قلت .

الشيخ : قَالُوا بَلَى ، شو فيها ؟ هذا في عالم الذَّرِّ ، في عالم غير التكليف ، نحن الآن عم نتكلَّم في عالم التكليف ، لكني ألفت نظرك أنك ما جاوبتني عن سؤالي ، سؤالي : ظهر لك مَن هم أهل الفترة ؟ قلت : نعم ، لكن عالم الذَّر ، شو علاقة عالم الذَّر بأهل الفترة ، وهل يستوي أهل الفترة مع الذين جاءتهم الدعوة وبَلَغَتْهم الرسالة ، وكلهم قالوا في عالم الذر : بَلَى ، هل يستويان مَثَلًا الذين بلغتهم الدعوة والذين لم تبلغهم الدعوة وكلهم كفار ، وكلهم ادَّعوا أن مع الله إلهًا آخر ، هل يستويان مثلًا ؟

سائل آخر : لا يستويان ، لأنه يا شيخ أنت الآن المقصود في كلامك أنه لا يُكفَّر أحد حتى تقام عليه الحجة والدليل .

الشيخ : طبعًا هذا سبق ، لكن أردت أن أذكِّر أخانا هذا بما هو معروف عند العلماء بالعنوان هاد : " أهل الفترة " ، فأهل الفترة لا يُحكم لهم بنار مع أنهم كفار ، الآن تذكر كلمتي كل ككل : هل كل كافر كفر العقيدة يدخل النار ؟ الجواب : لا بد من التفصيل ، بدليل أن هناك ناس عند العلماء يقال عنهم أنهم من أهل الفترة ، هؤلاء مع أنهم كفار لا يحكم لهم بالنار ، فلا يشملهم قوله - تعالى - : إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ، مسائل العلم فيها دقة وبدها إحاطة .

السائل : هذا يعني سبحان الله يعني الكثير يلزمهم عدم التسرع ، ليس بالشديد بالصرعة ، لأن الناس يا شيخ الآن تتسرع ، الآن ما بجلس في خطبة أو خطبتين إلا بصير خطيب بين الناس وهذه مصيبة الناس اليوم .

الشيخ : صدق رسول الله .

السائل : كثير من دعاتنا السلفيين كمان يجهلها لو سئل هذا السؤال كل كافر كفر اعتقادي يخلد في النار إلى الأبد ؟ الجواب : منهم كلهم يقولون : نعم .

الشيخ : هاي صاحبنا هون .

السائل : يقولون : نعم ، لكن انظر الآن كيف الشيخ ما شاء الله بين بأن الأمر يحتاج إلى تفصيل وعدم تسرع . هذا أكبر دليل على عدم التسرع من إخواننا ، الله يجزيك الخير يا شيخنا .

سائل آخر : الله يبارك فيك يا شيخ .

الشيخ : كيف ؟

السائل : أول مرة نسمع هذا التفصيل .

سائل آخر : تفصيل رائع .

السائل : هذا هو الفقه الذي يؤتيه الله - عز وجل - لمن يشاء .

سائل آخر : يعني مش بس أنا يا شيخ .

الشيخ : والله بقول : مع الأسف صدقت ، وكنت بتمنى أن أقول لك كذبت .

السائل : ولا حتى في كتب العقيدة .

الشيخ : الله أكبر ! !راح أقول لك شيء أخير ، لعله أخير عشان ما نتورط مثل غيرنا .
هههههه