تم نسخ النصتم نسخ العنوان
فائدة : أنواع الغيبة المشروعة المحل الأول : "... - الالبانيالشيخ : " القدح ليس بغيبة في ستّة "أولها: متظلّم متظلّم بمعنى مظلوم يشكو ظلمه إلى الناس لكي يُنصفوه ويخلّصوه من ظالمه ، فيجوز له هذا المتظلّم أن يقول: ف...
العالم
طريقة البحث
فائدة : أنواع الغيبة المشروعة المحل الأول : " متظلّم " .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : " القدح ليس بغيبة في ستّة "
أولها: متظلّم متظلّم بمعنى مظلوم يشكو ظلمه إلى الناس لكي يُنصفوه ويخلّصوه من ظالمه ، فيجوز له هذا المتظلّم أن يقول: فلان ظلمني فقوله فلان ظلمني إذا طبّقنا عليه الحديث السابق: الغيبة ذكرك أخاك بما يكره لا شك أن قوله فلان ظلمني يكرهه الإنسان ، فهل هذا أي قولي أنا فلان ظلمني هل هو من الغيبة المحرّمة التي حرّمت في الكتاب والسنّة ؟! أم هذه الغيبة الجائزة ؟ الجواب: هي غيبة جائزة بل قد تجب أحياناً إذا كان ما يمكن الوصول إلى الحق إلا من طريق استغابة الظالم، وهذا بالطبع لم يقله العلماء بمجرّد رأي من عندهم ، بل هناك وقائع في السّنّة تشهد بجواز وصف الظالم بظلمه من المظلوم لكي يصل إلى حقه المهضوم، من ذلك ما رواه مؤلف كتابنا هذا الإمام البخاري في * الأدب المفرد * وغيره من حيث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله جاري ظلمني، قال عليه الصلاة والسلام : اجعل متاعك على قارعة الطريق، ففعل الرجل ، فشيء ... الناس بطبيعة الحال، فكلما مرّ بعضهم قالوا: مالك يا فلان؟ يقول: جاري ظلمني، مالك يا فلان ؟ جاري ظلمني فما كان منهم إلا أن ينالوا منه وأن يسبوه ويشتموه ، بل يقولون لعنه الله كيف مسلم يظلم أخاه المسلم ؟ قاتله الله لعنه الله والجار يسمع هذه السباب وهذه الشتائم بأذنه ، فكان هذا كافياً لتأديبه وردعه ونهيه عن ظلمه فجاء إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فقال : يا رسول الله مُر جاري بأن يعيد متاعه إلى داره .
فقول الرجل أولاً للرسول صلى الله عليه وسلم : هذا الرجل ظلمني هذه غيبة ، لأنه يصفه بما يكره بطبيعة الحال ، ولكن لما كان هذا المظلوم لا يصف جاره بالظلم هكذا من باب التشفّي، ومن باب إرواء غليل غيره ، وإنما ليعرّف الرسول عليه السلام بحاله حتى يعالج له أمره، وهذا االذي وقع فعلا فوصّاه الرسول عليه السلام بطريقة عملية وينهيه من ظلمه جاره الظالم ، وتقيل الظالم في الوقت نفسه وذلك أنه عليه السلام أمره بأن يلقي بمتاع البيت في الطريق فكان الناس كما سمعتم إذا رأينا ذلك سألوه عن السبب فيقول : جاري ظلمني، فتنهال عليه تلك السّبائب والشتائم فكان ذلك سبباً لردعه عن ظلمه.
بمثل هذا الحديث أخذ العلماء جواز غيبة الظالم من المظلوم ، وهذا ما صرّح به القرآن الكريم حيث قال عز وجل : لا يحبّ الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلم هذه الآية صريحة أن الإنسان لا يتكلم بكلام سيء إلا من المظلوم، فيجوز أن يتكّلم بكلام ضد ظالمه حتى يتوصل به إلى حقه المهضوم، ومن هنا يأتي الحديث الذي يذكره الفقهاء في كتاب الحقوق والبيوع، قال عليه السلام : لَيُّ الواجد يحل عرضه وعقوبته لي الواجد : الّلَي يعني المماطلة، والواجد : هو الغني المستقرض مالا من غيره يجد في ماله وفاءً له ثم يماطله ولا يوافيه حقّه ، كما قال عليه السلام في حديث آخر : مطل الغني ظلم لكن في حديثنا الأول يقول: لي الواجد يُحلّ عرضه وعقوبته لي: المماطلة، الواجد: يعني الغني، يحل عرضه يعني يحل لصاحب الحق الذي يطالبه بالوفاء أن ينال منه، أن يقول فلان مقترض مني من سنة من سنتين وعنده مال ... هذه غيبة لكنها غيبة جائزة ، لما ذكرنا آنفاً من قصة ذلك الرجل الذي ظلمه جاره لَيُّ الواجد يحل عرضه وعقوبته يحل عرضه : من الدائن الذي لا يفيه ، وعقوبته من الحاكم فهو يستطيع أن يطوله وأن يناله بأذى ، بحبس أو بجلد جلدات من باب التأديب لماذا تمنع أخاك المسلم حقّه.
الشاهد : من الحديث قوله عليه السلام : لَيُّ الواجد يحل عرضه يعني النيل منه بينما هذا النّيل لا يجوز لأخ الإسلام كما سمعتنّ في هذا الحديث من قوله عليه السلام : إلا امرءً اقترض امرء ظلما فذاك الذي هلك وحرج هذا النّوع الأول مما يجوز استغابته وهو المتظلّم لظالمه.

Webiste