" القَدحُ ليسَ بغيبَةٍ في ستَّةٍ *** متظلِّمٍ ومعرِّفٍ ومحذِّرِ "
الخصلة الثالثة : أنا شايف فلان يعاشر فلان ، يقول له : إياك أن تماشي فلان ، ليه إن شاء الله ؟ هذا أخلاقه كذا وكذا ، استغيبه ليه ؟ لأن هذا المقصود به التحذير الشاب الصالح يحذّره من أن يخالط الشاب الفاسد ، الشاب ذو الخلق الحسن ينهى أن يصاحب الشاب ذو الخلق السيء ، ليه ؟ لأن طبيعة الناس أنها تنعدي مثل الفواكه الجميلة إذا وضعت بجانب الفاكهة الفاسدة أفسدتها وسرت إليها العدوى ، سنة الله في خلقه { وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا } ، ومن أجل ذلك حذّر الرسول - عليه السلام - من رفقة السوء فقال : "مثل الجليس الصالح كمثل بائع المسك ؛ إما أن يُحذِيَك - يعني يعطيك بالمجان - ، وإما أن تشتري منه ، وإما أن تشمَّ منه رائحة طيبة" فجليس الرجل الصالح على كل حال كسبان مثله كمثل أن يجالس العطار إما أن يعطيه مجانًا وإما أن يشتري منه بمصاري وإما على الأقل أن يشتم الرائحة الطيبة .أما مثل الجليس السوء فهو قال - عليه السلام - في تمام الحديث : "كمثل الحداد ؛ إما أن يحرقَ ثيابك ، وإما أن تشتَمَّ منه رائحة كريهة" ، هذا وذاك مثل الجليس الصالح والجليس السوء ، فإذا رأينا إنسانًا صالحًا يخالط إنسانًا طالحًا فنحن نحذّره ونقول له لا تمشي معه يفعل كذا يقول كذا ويعتقد كذا الخ ، أو نقول نحن لا نريد أن نستغيب الناس ؟ هذه ليست غيبة مكروهة بل هذه غيبة واجبة مو بس جائزة ، هذا التحذير إياك أن تمشي مع فلان لأن صفته كذا وكذا هذا واجب ، إذن صار معنا إلى الآن ست خصال : " متظلِّم ومعرِّف ومحذِّر " .الخصلة الرابعة : " ومجاهر فسقًا " : ومجاهر فسقًا واحد يشرب خمرًا علنا لا هو يخشى الله ولا هو يستحي من عباد الله هذا هو الفاسق المجاهر بفسقه هذا يُستغاب ، يقال هذا إنسان يشرب الخمر ولا يستحي من الناس إطلاقا هذا داخل في النص العام : "ذكرك أخاك بما يكره" ؟ من حيث المعنى داخل لكن من حيث الأدلة المخصصة استثنى هذا النوع من هذا النص العام هذا هو الفاسق المعلن لفسقه وفجوره ، فلان فتح مثلًا " بار " فاتح محل خمور هذا ليس من الغيبة المحرمة أبدًا هذا مستثنى من الغيبة المحرمة .النوع الخامس بعد أن قال : " ومجاهر فسقًا " .قال : " ومستفتٍ " هذا القسم الخامس من الغيبة المستثناة من التحريم ، ومستفتٍ ، المستفتي له أمثلة ووقائع وأنواع كثيرة جدًا ، يأتي الرجل إلى العالم فيقول زوجتي تفعل كذا وكذا وكذا إيش الحكم ؟ ، أو المرأة تأتي إلى العالم وتقول زوجي يفعل كذا وكذا ، وكل منهما يصف الآخر بوصف الغيبة هذا جائز أم حرام ؟ هذا جائز ، هذا مستثنى من الغيبة المحرّمة ، والدليل على ذلك قصة هند لما جاءت إلى الرسول - عليه الصلاة والسلام - وقالت : "يا رسول الله ، إنَّ زوجي رجل شحيح" انظر شلون تبخِّله ، رجل شحيح اي بخيل ، يعني ليس بقائم في واجب أولاده وزوجته . " أفيجوز لي أن آخذ من ماله ما يكفيني أنا وأولادي ؟ فقال - عليه السلام - : "خذي من ماله" " .