أما وصيته الأخيرة فهي وصية خاصة لا تتعدى غيرَه وهي قوله : " وإذا مت فادفنوني بأرضٍ لا تشعر بدفني بكر بن وائل ، فإني كنت أغافلهم في الجاهلية " : في الجاهلية كانوا كما نعلم جميعًا قبائل كما قال بعض الشعراء : " يقتل بعضهم بعضًا ظلمًا " " " ولا يخاف حرجًا وإثمًا " ثم هذا الرجل أسلم وبطبيعة الحال حسن إسلامه لكن خشي أن تثور النعرة الجاهلية في بعض من كان غافلهم في الجاهلية وقتل منهم ، والإسلام يجُبُّ ما قبله ، فخشي أنه إذا دفن في مكان فيتنبه بكر بن وائل أي : بعض أفراده فيأتون وينبشون قبره ، فأوصى بهم أن يدفنوه في أرض لا يعرفها بنو بكر بن وائل ، لأنه لهم ثأر عنده في الجاهلية فقد يكون ثأرهم منه بأن ينبشوا قبره وهذا لا يجوز إسلاميًا .هذه آخر وصية أوصى بها قيس بن عاصم أولادَه -- رحمه الله -- وجعلنا نتمثل وصاياه هذه كلها ونعمل بها .
وبهذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين .