تم نسخ النصتم نسخ العنوان
باب " بابٌ لا يصلح الكذبُ "
شرح حديث عبد الله... - الالبانيالشيخ : أتبع ذلك الحديث الذي فيه تلك الرخصةبقوله: " بابٌ لا يصلح الكذبُ " .ثم ساق تحته بإسناده الصحيح:عن عبد الله -وهو هنا عبد الله بن مسعود- عن النبي ص...
العالم
طريقة البحث
باب " بابٌ لا يصلح الكذبُ " شرح حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة .. ).
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : أتبع ذلك الحديث الذي فيه تلك الرخصة
بقوله: " بابٌ لا يصلح الكذبُ " .
ثم ساق تحته بإسناده الصحيح:
عن عبد الله -وهو هنا عبد الله بن مسعود- عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل يصدق حتى يُكتب عند الله صدّيقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يُكتب عند الله كذّاباً أو كاذباً .
ففي هذا الحديث كما هو واضح وبيّن حض الرسول عليه الصلاة والسلام الناس جميعاً رجالاً ونساءً أزواجاً وأعزاباً أن يلتزموا بالحديث الصدق، عليكم هذا يساوي في التعبير واجب عليكم أن تتمسكوا بالصدق ثم علل ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم بجملة تعليلية فقال: فإن الصدق يهدي إلى البر يهدي إلى الخير يهدي إلى العمل الصالح، فمن كان أصله وديدنه في كلامه الصدق فيه فهذا الصدق يفتح له طريقاً إلى البر وإلى الخير.
وماذا بعد ذلك، قال: وإن البر يهدي إلى الجنة يعني يكون سبباً ليوصل صاحبة الذي التزم الصدق في كلامه أن يُدخله إلى الجنة، وهذا نحو الحديث الصحيح المشهور في مسلم وغيره: ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة فطلب الإنسان العلم هو سبب يصل به إلى الجنة، لماذا؟
هذا أمر واضح لأنه الإنسان بالعلم يتعرف على الحلال فيأتيه ويمتع نفسه منه، ويتعرف على الواجب فيأتيه ويتعبد الله به، ويتعرف على المحرمات فيجتنبها ويكون بسبب ذلك عند الله تقياً وبذلك يصل الإنسان إلى الجنة، هكذا الصدق حينما يلتزمه المسلم في كلامه وفي حديثه فهذا الصدق سيطبعه بطابع الخير وطابع البر وهذا سيهديه إلى الجنة.
وعلى العكس من ذلك إذا التزم الكذب وهنا جملة يقول فيها الرسول عليه السلام: وإن الرجل يصدق حتى يُكتب عند الله صدّيقاً وفي رواية أخرى: وإن الرجل لايزال يصدق وهذه أوضح من رواية المصنف هنا.
وإن الرجل يصدق قد يفيد أنه يصدق كثيراً ولكن الرواية الأخرى: وإن الرجل لا يزال يصدق آكد في توضيح أن هذا الرجل هو من دأبه وشيمته أن يتحدث في حديثه دائماً بما هو صدق ومطابق للواقع، فلا يزال هذا الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صدّيقاً، وهذا مقام سام قلّ ما وصف الله عز وجل به عبدا من عباده إلا ذكر نبيه وخليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام حيث قال فيه: إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا.

Webiste