تم نسخ النصتم نسخ العنوان
تجارب في العلاج بالصوم الطبي. - الالبانيالشيخ : وبالمناسبة يحسن أن أذكر لكم أن أحد إخواننا في دمشق كان قد أُصيب بنوع من الصرع يشتد عليه أحيانًا ، حتى لا يقفَ أمامه شيء في الدار حيث يكسِّره ويح...
العالم
طريقة البحث
تجارب في العلاج بالصوم الطبي.
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : وبالمناسبة يحسن أن أذكر لكم أن أحد إخواننا في دمشق كان قد أُصيب بنوع من الصرع يشتد عليه أحيانًا ، حتى لا يقفَ أمامه شيء في الدار حيث يكسِّره ويحطِّمه شرَّ تحطيم ، وتعالج في المستشفيات التي تعالج هذا النوع من المرض ، حتى ذهب إلى بيروت إلى الجامعة الأمريكية ، وتعالج هناك بهذه الطريقة أي : الصدمات الكهربائية ، ورجع إلى دمشق ولم يشف، بقي كذلك لكن كان على نوبات مش دائمًا هو مصروع ، وبعد ذلك قدمت أنا إليه اقتراحي ، وهو ما يُسمَّى حديثًا بالتطبيب بالصوم ، والمقصود بالصوم ليس هو بطبيعة الحال الصوم الشرعي ، وإنما فلنسمِّه بالتجويع التطبيب بالجوع ، هذا التطبيب بالجوع ليس له علاقة بالشرع ، فلا نقول هو بدعة ، ولا نقول هو سنة ، إن نجح أو نجحت هذه الوسيلة كوسيلة لمعالجة بعض الأمراض ، فهو خير ، وإن لم ينجح ، فلا شيء في ذلك إطلاقًا ، وأنا شخصيًّا لعل بعضكم يعلم أنني بلغت هذا النوع من التطبيب بالجوع ، فصمتُ أربعين يومًا ، ومعنى هذا الصوم أن لا يأكل هذا الصائم شيئًا إطلاقًا ولا يشرب شيئًا مطلقًا سوى هذا الماء أربعين يومًا ، وبعد هذه الأيام كلها يبدأ يتمرَّن رويدًا رويدًا على الطعام الذي هو معتاد له ، فيجد أثرًا للشفاء في كثير مما كان يشكوه من الأمراض ، أنا بلوتُ هذا بنفسي ولا أطيل الشرح ، وإنما الشاهد هذا الذي عولج بالصدمات الكهربائية ، وأنفق الأموال الطائلة في المستشفيات العديدة في سوريا وفي لبنان ما عوفي إلا في هذا الصوم ، صام أول مرة ستة أيَّام ، ثم بعد ذلك أكثر وأكثر ، حتى وصل به الأمر أنه صام أربعًا وثلاثين يومًا ، ثم لم يرَ لهذا المرض أثرًا ، فمثل هذا العلاج الذي لم يكن معهودًا ، وإن كان بعض الوعَّاظ اليوم يشجَّعون عليه بمثل قوله عليه السلام فيما يقولون : صوموا تصحُّوا ، لا شك أن الصوم الشرعي فيه كل الفوائد ، لكن هذا الحديث هو بهذا اللفظ لم يصح كما كنَّا بيَّنَّا ذلك في *سلسلة الأحاديث الضعيفة* . لكن هذا الصوم الطبي الذي يُباح فيه لهذا الصائم أن يشرب من الماء ما يشاء ومتى ما شاء ، حصل منه فوائد كثيرة وكثيرة جدًّا في شخصي وفي شخص ذلك الطالب من إخواننا هناك ، وفي غيرهم كثير وكثير .
وعلى سبيل أيضًا المثال الأخير مع شيء من الطرافة والنكتة ، هذا الذي كان يُصرع مما لمس من هذا النوع من الصوم من الفائدة ، صار كلما جاء إليه إنسان يشكو مرضًا ألمَّ به وعَيَا الأطباء علاجه يقول له عليك بالصوم ، عليك بالصوم ، جاءه شخص شاب وسيم يشكو إليه أمَّه ، وهي عجوز وأصبحت طريحة الفراش، ولا تستطيع أن تنطلق لقضاء حاجتها ، ومع أن لها ابنتين ممرَّضتين في بعض المستشفيات ملَّتا وكلَّتا من خدمتهما لأمِّهما العجوز ، لأنه تتصوَّرون معي أصبحت في حالة يعني من القذارة بحيث أنّه حتى الأولاد يعافون هذه الأمور ، فلما شكى ابن هذه العجوز أمرَها قال له : صوِّمْها ، وهو شرح له ماذا يعني بالصوم ، أي : امنعها من كل طعام ، وضع أمامها على الطاولة مثل هذه إبريق الماء والكأس ومتى شاءت تشرب ، قال يا أخي هذه تصيح وهذه عجوز وربما تموت ووإلى آخره تموت جوعًا بزعمه ، هو يقول له مازحًا : الحكي بيناتنا أنت ما لك مصدق أن تموت العجوز فتستريح أنت وأختاك منها ؟ صوِّمها ، فالرجل كأنَّه اقتنع ، وفعلًا وضع الماء أمام العجوز ومنعوا عنها الطعام بكل أشكاله ، والشراب بكل أنواعه ، هي تصيح وهم لا يردُّون عليها ، طعام طعام أكل ما أحد يرد عليها ، فاضطرت أن تشرب الماء حينما تشعر بالحاجة ، يقول ابنها الذي أخذ هذه الوصفة من صاحبنا : ما مضى إلا نحو ستِّ أيام إلا جاء يبشِّر صاحبنا بأن أمَّه قامت من فراشها وبدأت تخدم نفسها بنفسها ، وهكذا ظلَّت هي بعد أن رأت أثر هذا الصوم صارت هي تمنع نفسها من الطعام حتى شفاها الله تبارك وتعالى .

Webiste