الشيخ : أظنكم لستم بحاجة إلى التذكير إلى أنه قد شاع الآن ... مقابل ذلك التقصير الذي مضى عليه قرون من العلماء الفحول الذين يحق لهم أن يشتغلوا في نصوص الكتاب والسنة ومع ذلك ظلوا جامدين مقلدين طيلة تلك القرون التي صار التمذهب ديناً أما الآن فصار ردة فعل غريبة عجيبة جدا أصبح كل من قد لا يحسن أن يقرأ آية كما أنزلت مع أنها قد أتقنت كتابتها وشكّلت أحرفها بحيث لا يعذر من يخطئ في تلاوتها بخلاف الحديث فإن الاعتناء بتشكيل المتون لم يكن كاعتناء تشكيل الآيات القرآنية مع ذلك فبعض الذين يتسلقون على مرتبة الاجتهاد الفقهي فقه القرآن وفقه السنة ليسوا فقط لا يحسنون تلاوة حديث كما تلاه أو قرأه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بل هم لا يحسنون تلاوة آية كما أنزلت وقد ذكر علماء الحديث أنه يجب على طالب العلم أن يحسن نطقه بدراسته للغة العربية نحوا وصرفا حتى لا يقع في اللحن الذي يساوي الكذب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويقع في وعيد قوله عليه الصلاة والسلام: من قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار هذه بادرة مشهودة ملموسة في هذا الزمان وهي أن يدعي الاجتهاد بل وما دون ذلك من الابتداع الذي يستلزم القدرة على الترجيح ترجيح قول على آخر يدعي هذا الاجتهاد فضلا عن الاتباع من وصفنا شيئا من صفته آنفا مثل هذا الذي وقع في الفقه وبصورة واسعة في هذا العصر أيضا وقع نحوه ولو بأقل منه في الاجتهاد في تضعيف الأحاديث أو في تصحيحها .