تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ضرب مثال على القياس الذي لا بد منه في عصرنا ال... - الالبانيالشيخ : من القياس الذي لا بد منه مما يتجلى الآن في العصر الحاضر حينما وجدت بعض المسائل لا أستطيع أن نقول الآن والإشارة الآن تغني عن صريح العبارة لأننا ف...
العالم
طريقة البحث
ضرب مثال على القياس الذي لا بد منه في عصرنا الحاضر .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : من القياس الذي لا بد منه مما يتجلى الآن في العصر الحاضر حينما وجدت بعض المسائل لا أستطيع أن نقول الآن والإشارة الآن تغني عن صريح العبارة لأننا فصّلنا القول هل يصح قياس إذاعة الإقامة على إذاعة الأذان الجواب هذا باطل لأنه يخالف السنة وكل قياس يكون هكذا فمصيره إلى الرد لكن نأتي الآن بقياس لابد لنا منه لم تكن الطائرة التي هي سفينة الفضاء اليوم معروفة في الأزمنة السابقة أو القرون الأولى فإذا سئلنا هل تصح الصلاة في السفينة أم لا؟ سنقول تصح ما هو الدليل ؟
قال بعضهم وأصاب في اعتقادي تصح الصلاة في الطائرة قياسا لها على الصلاة في السفينة فقد ثبت في السنة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أذن بالصلاة في السفينة لكن إذا كانت السفن يومئذ صغيرة وتضطرب بركابها فقد أذن الرسول عليه السلام بأن يصلي فيها جالسا أما السفن اليوم كما نرى بعضها كأنها مدينة في البحر وهي تمشي وتنخر عرض البحار والذين هم فيها كأنهم في بيوتهم بل قد يكون الأمر كذلك بالنسبة لبعض الطائرات فنقول قياس الصلاة في الطائرة على الصلاة في السفينة هذا قياس جيد لكن ماذا كان قول بعض المتقدمين الذين تخيلوا مثل هذه الطائرة فقاسوا وقالوا لا تصح الصلاة فيما تخيلوا فقد ذكر الإمام الرافعي في شرح الوجيز من كتب الشافعية النص التالي بأن رجلا صلى في أرجوحة ليست معلقة بالسقف ولا مدعمة من الأرض فصلاته باطلة تخيل الأرجوحة المراجيح معروفة لها ركائز ثابتة في الأرض معلّقة بعامود في الوسط لكن هو تخيل شيئا يخالف لواقع الأمر في ذاك الزمان أرجوحة ليست معلقة بالسقف وهذا نوع من المراجيح تعلّق بالسقف ولا هي مدعمة من الأرض إذاً الصلاة في هذه الأرجوحة باطلة لماذا؟ لأنه قال صلى في غير مكان ما تخيل المكان إلا على الأرض والآن نسمع الطائرات والصواريخ ونشوف الناس عم يتقلبوا فيها أشكال وألوانا بسبب الفراغ الموجود هناك من الهواء فلو أراد الإنسان اليوم أن يفتي بناء على هذا الفرع الفقهي الخيالي لأبطل الصلاة في السفينة لأنها هي التي يصدق عليها وصف ذلك الواصف للأرجوحة التي لم تكن معلقة بالسقف ولا مدعمة من الأرض .
الطالب : في الطائرة قلت السفينة .

الشيخ : إيه في الطائرة جزاك الله خير البحث كله في الطائرة ولكن هكذا اللسان يسبق الفكر فالقصد أن القياس كما قال الإمام الشافعي ضرورة ما هي الضرورة التي ألجأت ذلك القائل بأن الصلاة في الأرجوحة التي وصفها بما سبق ذكره باطلة توسّع في استعمال العقل والرأي أكثر مما يشرع على هذا فإذا وقف العالم المجتهد حقا أمام مسألة لم يجد هناك أصلا يعتمد عليه مباشرة من كتاب أو سنة فليقس النظير على النظير فيسلم من أن تضيق به الأرض مهما كانت واسعة لأن في الاعتبار الذي اصطلح على تسميته بالقياس ملجأ يلجأ إليه العالم المجتهد فيجد الطريق مفتوحا للإفتاء عن مسألة حدثت ثم لم يجد لها نصا صريحا فالقياس هو الاعتبار الذي أشار إليه القرآن من جهة ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من جهة أخرى
والقياس أحيانا قياس علة أو قياس أولوي فإذا كان القياس من هذا النوع فحيا هلا به .
أما إن كان قياسا يوجب ما قلنا آنفا من قياس النقيض على النقيض كما قلنا آنفا لمن قال بأن صلاة المتكلم ساهيا أو جاهلا تبطل الحجة قياس الجاهل على العامد وهذا كما قال ابن حزم إنه ذكرنا قصة وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم تكلم فيها بعضهم إما جهلا أو ذهولا ثم لم يأمره عليه الصلاة والسلام بإعادة الصلاة كما وقع ذلك لمعاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه في قصة مروية في صحيح مسلم وذكرتها بتمامها في كثير من المجالس والآن فقط آخذ منها الخلاصة حيث كان يصلي يوما والحديث هو الذي يحدث به كان يصلي يوما وراء النبي صلى الله عليه وسلم فعطس رجل بجانبه فقال له يرحمك الله العاطس يصلي والمشمت معه يصلي وراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنظر إليه الصحابة الذين حوله ... عيونهم فضج وضاق ذرعا ورفع صوته عاليا وقال " واثكل أمياه ما لكم تنظرون إليّ " الظاهر أنه تنبأ في الصلاة أنه أخطأ خطأ فاحشا لأنه قال فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصلاة أقبل إليّ فوالله ما قهرني ولا كهرني ولا ضربني ولا شتمني وإنما قال لي: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو تسبيح وتحميد وتكبير وتلاوة القرآن لا يصلح فيها شيء من كلام الناس مفهومه أن كلام الناس في الصلاة يبطلها فهل بطلت صلاة هذا الرجل؟ الجواب لا لماذا ؟ لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يأمره بإعادة الصلاة وإنما أدبه بهذا الكلام اللطيف لم يزد على أن قال له: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو تسبيح وتحميد وتكبير وتلاوة للقرآن ولما رأى لطفه عليه الصلاة والسلام في تعليم هذا المخطئ ما نش أن يوجه أسئلة عديدة وأجابه الرسول عليه السلام عليها وهي منقولة في صحيح مسلم .
هذا ما يمكن الجواب عن ذاك السؤال .

Webiste