تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ماذا تقولون فيما يراه بعض أهل العلم أنه لا داع... - الالبانيالسائل : فضيلة الشيخ يرى بعض أهل العلم أنه لا داعي لتسمية دعوى معينة كالدعوة السلفية وغيرها ، ولكن يقولون : أهل السنة والجماعة فماذا تقولون أثابكم الله ...
العالم
طريقة البحث
ماذا تقولون فيما يراه بعض أهل العلم أنه لا داعي لتسمية دعوى معينة كالدعوة السلفية وغيرها ولكن يقولون أهل السنة والجماعة ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : فضيلة الشيخ يرى بعض أهل العلم أنه لا داعي لتسمية دعوى معينة كالدعوة السلفية وغيرها ، ولكن يقولون : أهل السنة والجماعة فماذا تقولون أثابكم الله ؟

الشيخ : لا أوافقهم على ما يذهبون إليه ولكلٍ وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات ، ذلك لأن العرف القديم في هذه التسمية : " أهل السنة والجماعة " إنما يدخل فيها طوائف ليسوا حقيقة من أهل السنة والجماعة مثل الأشاعرة والمعتزلة ، والذين يستعملون هذه الكلمة هم في الحقيقة كانوا قديماً يريدون أن تكون كلمةً عامَّةً شاملةً تشمل كلَّ المسلمين الذين لا يزالون في دائرة الإسلام مع شيءٍ قليل أو كثير من الانحراف عمَّا كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم ، ولذلك فإذا ثبتنا على هذا الاستعمال أي : أهل السنة والجماعة فنُدخل فيها من ليس منها حقيقة ، ولو كانوا حقيقة كذلك فعندنا سؤال امتحان وهو :
هل كل مَن كان من أهل السنة والجماعة على التعريف المتوارث حتى اليوم ، هل هو على منهج السلف الصالح ولا يجيزون مخالفة السلف الصالح فيما كانوا عليه من هدي واتباع لسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم سواء كان ذلك في العقائد أو في الأحكام ؟ !
الجواب مع الأسف الشديد : لا يزال كثيراً مِن هؤلاء الذين ينتمون إلى أنهم من أهل السنة والجماعة يقولون : بأن مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم ، لا يزالون يقولون هذه الكلمة ، وبناءً على ذلك فهم ليسوا سلفيين حتى في أعزِّ ما يجب أن يتمسك به المسلم من دينه أَلَا وهي العقيدة في الله تبارك وتعالى .
ومن كان منكم مِن طلاب العلم فستتجلى له هذه الحقيقة بصورة جلية لأنه يقرأ في بعض كتب الأشاعرة وكذلك الماتريدية هذه الجملة ، يقولونها ولا يبالون بأن فيها غمزاً ولمزاً للسلف الصالح حيث أنهم يُشعرون الخلف بأن السلف كانوا جماعة كما يقولون في بعض البلاد : " جماعة دراوييش " أي : بسطاء فمذهبهم أسلم ، أما مذهب الخلف فهو أعلم أي : أدق وأحكم ، كيف يكون هذا الذي يقول هذا الكلام يكون مِن أهل السنة وهو يغمز جماعة السنة الأولى ؟! التي سبق مِني فيما مضى قريباً أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جعل العلامة للفرقة الناجية أن يكون على ما عليه هو وأصحابه ، فكيف يكون من الفرقة الناجية من يقول : إن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا على لا علمٍ أو على علم قليلٍ وليس بالعلم الحكيم ، أما الخلف فمذهبهم أعلم وأحكم ؟! كيف حينئذ يكون مذهب أهل السنة وفيهم من يقول هذه الغمزة أو هذه اللَّمزة في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذين هم خير القرون ، خير الناس كما جاء في الحديث الصحيح المشهور بل المتواتِر .
ونحن من أجل ذلك حتى نكون صريحين في دعوتنا غيرَ ممالئين ولا منافقين ولا مدارين لعموم المسلمين نقول : دعوتنا على الكتاب وعلى السنة ومنهج السلف الصالح ، فمن ذا الذي يستطيع أن يتبرأ من مذهب السلف الصالح هكذا بإطلاق ؟!
وإن كانوا تبرؤوا من بعض مذهبهم كما سمعتم آنفًا حينما يقولون : " مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم " ، الذي يعلنها صريحة بأنه على مذهب السلف فإنما يعني أنه تمسك بما أمرَ الله به ورسولُه ولا أُعيد ما قلته آنفاً إلا باختصار شديد قال تعالى : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين من هم المؤمنين هنا ؟
هم السلف الأول ، ليسوا هم الأشاعرة ولا الماتريدية يقيناً إلا إذا كانوا على مذهب السلف الصالح ، والحديث السابق : الفرقة الناجية من تمسك بما كان عليه الرسول وأصحابه وبخاصة منهم الخلفاء الراشدين المهديين .
فما هو السر يا تُرى أن يأبى بعض الناس في هذا الزمان الانتساب إلى السلف الصالح الذين أثنى عليهم رسولُ الله بأنهم خير القرون ويريد أن يطلقها كلمة عامة : أهل السنة والجماعة ؟!
أهلُ السنة والجماعة هم أصحاب الرسول عليه السلام ، أما الذين جاؤوا من بعدهم فقد انقسموا فرقاً شتى وأحزابَ كثيرة وقد نهى ربنا عز وجل عن ذلك في قوله تبارك وتعالى : ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا كل حزبٍ بما لديهم فرحون فالحزب الإسلامي هو حزب واحد وهو الذي يحرص -ليس فقط يدعي- يحرص على أن يكون على ما كان عليه الرسول وأصحابه ، هذا هو الناجي ، وهو الذي يمشي سويًّا على صراط مستقيم ، أما من أخذ ببعض المذاهب المتأخرة كما أشرنا آنفاً فهو على خطر لأنه لم يتمسك بالجماعة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن التمسك بهذه الجماعة هو النجاة من النار بينما حكم بها على اثنين وسبعين فرقة إسلام مسلمون ، ولكن مسلمون قد انحرفوا في بعض ما ذهبوا إليه من عقائد ومن أحكام ومن أخلاق ، وما الصوفية وانحرافهم في السلوك عما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم بل وانحرافهم في العقيدة وفي التوحيد حتى وصل بهم الأمر أن يعتقدوا اعتقاد الدَّهريين الطبيعيين الذين يقولون : أن لا خالق هناك ، وإنما هي كما قال بعض أهل الجاهلية : " إنما هي أرحام تدفع وأرض تبلع " ، يقول بعض الصوفية : " كل ما تراه بعينك فهو الله " ، فليس هناك في زعمهم خالق ومخلوق ، وهؤلاء الصوفية إلى اليوم يكتبون بعض المؤلفات ويزعمون أنهم من المسلمين بل يزعمون أنهم على الصراط المستقيم ، أما نحن فنقول لهم : هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين .

Webiste