تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بيان صور احتيال اليهود في السبت وغيره وذم الله... - الالبانيالشيخ : وما قصة تحريم رب العالمين عليهم أن يعملوا يوم السبت ثم كيف احتالوا على العمل بصيد الحيتان يوم الأحد معروفة لا تخفى عليكم -إن شاء الله-، ولكني في...
العالم
طريقة البحث
بيان صور احتيال اليهود في السبت وغيره وذم الله لهم وبيان حال من وافقهم في التحايل على الربا من هذه الأمة.
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : وما قصة تحريم رب العالمين عليهم أن يعملوا يوم السبت ثم كيف احتالوا على العمل بصيد الحيتان يوم الأحد معروفة لا تخفى عليكم -إن شاء الله-، ولكني في اعتقادي أنَّ هناك حديثًا لا يعلمه إلا القليل من المسلمين اليوم وهو يؤكد أن الله عز وجل لعن اليهود أيضًا ليس بسبب احتيالهم لصيد السمك يوم السبت، بل وبأمور أخرى ارتكبوها احتالوا فيها على ارتكاب ما حرم الله، فقال عليه الصلاة والسلام: لعن الله اليهود حُرِّمت عليهم الشحوم فجملوها ثم باعوها وأكلوا أثمانها، وإن الله إذا حرَّم أكل شيءٍ حرَّم ثمنه : الحديث مفهوم في الجملة، لكن منه لفظة قد لا يفهمها بعض الناس وهي قوله عليه السلام: فجملوها ومعنى فجملوها أي: ذوبوها.
لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها أي: ذوبوها، أشار الله عز وجل إلى مثل هذا التحريم في قوله تعالى: فبظلمٍ مِن الذين هادوا حرَّمنا عليهم طيباتٍ أُحلَّت لهم مِن هذه الطيبات ألا يأكلوا الشحم، فما صبروا على هذا الحكم الإلهي وهو عدلٌ، فاحتالوا عليه بأن أخذوا هذه الشحوم وألقوها على القدور وأوقدوا النار مِن تحتها فذابت وأخذت شكلًا غير الشكل الطبيعي للشحم، فزين لهم الشيطان أنَّ هذا الشحم المحرم عليهم في شرعهم صار بسبب تغير شكله حلالًا، إذن لم يقصّ ربنا عز وجل علينا قصتهم يوم السبت ولا نبيه عليه السلام كيف احتالوا على أكلهم الشحم المحرم عليهم فقط كقصة وإنما لعبرة لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ، فقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لتتبعن سَنَنَ مَن قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع حتى لو دخلوا جُحر ضبٍ لدخلتموه ، وفي رواية الترمذي -رحمه الله-: كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك وواقع المسلمين اليوم مع الأسف الشديد يحقق كثيرًا أو قليلًا من هذا النبأ لتتبعن سَنَن من قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضبٍ لدخلتموه لا شك أنَّ المسلمين اليوم حينما يحاولون جمهورهم استحلال الربا وبعض خاصتهم استباحتهم هذا الربا بطريقة اللف والدوران كما فعل اليهود في صيدهم يوم السبت وكما ذوبوا الشحوم والشحم لا يزال هو هو، فالآن يسمون الربا إذا أردتم أن تتبينوا بكلمة واحدة كيف احتال الشيطان على المسلمين فأزاحهم عن شيءٍ كبير مِن شرعهم أنهم يُسمون الأشياء المحرمة بنص الكتاب والسنة بأسماء هيّنة ليّنة، فلا تكاد تسمع أحدًا منهم اليوم يقول: أنا أضع المال في البنك لكن ما آخذ الربا، ما تسمع اليوم كلمة الربا أبدًا، وإنما الفائدة، أنا ما آخذ الفائدة، لماذا جرى هذا الاصطلاح اليوم ؟!
هذا من كيد الشيطانِ لبني الإنسانِ كما أشار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى شيء من ذلك حينما قال: لا تقومُ الساعة حتى يكون في أُمتي أُناس يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها ، يشربون الخمر المحرمة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة بغير اسمها، ما هو مثلًا؟!
ويسكي، نبيذ، ألفاظ ناعمة لطيفة على اللسان لكنها خبيثة في الميزان، لأنها تصور للإنسان أن هذه المعصية لا قيمة لها، كذلك جاءَهم الشيطان من باب تسمية الربا بالفائدة، ومَن الذي يمتنع من الاستفادة مِن الفائدة ؟!
لا تكاد تجد أحدًا يفعل شيئًا من ذلك إلا من عصم الله.

Webiste