تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ضرب بعض الأمثلة لسنن العبادات التي يخالف فيها... - الالبانيالشيخ : صورة الفعل والقصد والنية في ذلك الفعل، وخذوا مثالاً الآن في العبادات التي لا خلاف فيها:لو أنَّ مسلماً صلى ركعتي الفجر سنة الفجر، وهذه بلا شك عبا...
العالم
طريقة البحث
ضرب بعض الأمثلة لسنن العبادات التي يخالف فيها بعض الناس بالنية دون الظاهر، وكذا بيان بعض سنن العادات التي يتقرب بها بعض الناس وهي ليست عبادة
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : صورة الفعل والقصد والنية في ذلك الفعل، وخذوا مثالاً الآن في العبادات التي لا خلاف فيها:
لو أنَّ مسلماً صلى ركعتي الفجر سنة الفجر، وهذه بلا شك عبادة، وهي كما قال عليه السلام : "ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها" لو صلاها مصل بنية الوجوب، هل يكون مقتدياً بالرسول ؟
سيكون جوابكم جميعاً -إن شاء الله- لا يكون متبعاً للرسول، لماذا؟
لأنه خالفه في نيته، صحيح وافقه في فعله، كان يصلي ركعتين فهو يصلي ركعتين، لكن إذا نوى بهاتين الركعتين أنهما واجبتان فقد خالف الرسول عليه السلام لأنه لم يكن ينوي الوجوب، وكيف وقد ثبت عنه بطرقٍ متعددة أن الله تبارك وتعالى فرض على أمته خمس صلوات في كل يوم وليلة لا تقبل الزيادة ولا تقبل النقص، فمن صلى إذن ركعتي الفجر بِنية غير نية الرسول عليه السلام لا يكون متبعاً له بل يكون مخالفاً له.
إذا جئنا لمن يُطيل شعره يتقرب إلى الله عز وجل بهذه الإطالة فقد خالف السنَّة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أطال شعره ما قصد التقرب به إلى الله تبارك وتعالى.
على العكس من ذلك تماماً: قصر القميص وجعله إلى نصف الساقين، من فعل ذلك مقتدياً بالرسول عليه السلام فهو مأجور وهذه من سنن العبادة وليست من سنن العادة، فكل فعل فعله الرسول عليه السلام بباعث العادة أو بباعث الطبيعة والجبلة لا ينبغي للمسلم أن يبالغ في ذلك وأن يفعله متقرباً إلى الله تبارك وتعالى.
جاء في الصحيح: "أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس على مائدة فقيل له: هذا لحم ضب، فأمسك عن الطعام، وكان أحد الصحابة يأكل منه بشراهة وبحب بالغ وتسيل مرقة هذا اللحم على لحيته، ورسولنا صلوات الله وسلامه عليه ينظر إليه نظرة المتعجب، حتى توهم ذلك المحب".
"أجد نفسي تعافه": فإذن من كان يحب أكل لحم الضب كخالد بن الوليد لا يكون مخالفاً للسنة، والذي يكره بجبلته أكل هذا النوع من اللحم لا يكون متبعاً للسنة لأن هذه ليس لها علاقة بالعبادة، وعلى ذلك فقس.
فسُئلت اليوم عن إنسان يُرى بأنه قد فك أزرار قميصه هكذا، ويظهر منه صدره مثلاً، لماذا تفعل هكذا ؟
قال: هكذا جاء في الحديث والحديث عن ابن عمر: "أنه رأى الرسول عليه السلام قد حلل أزرار قميصه حتى بدا منه صدره": يا أخي يمكن أن يكون الرسول مشوب بسبب الحرارة أراد أن يترطب بعض الشيء ففك القميص، فليس هناك ما يُشعر بأن من السنة أن يحل الأزرار الإنسان ويكشف عن صدره وإلا، أنا أقول من عندي، هذه فلسفة من عندي قد تكون صواباً وقد تكون خطأ: إذن لا حاجة لوضع الأزرار لأنه يكون عبثاً، لا، لأن الأزرار فيها مصلحة، إن كان يريد أن يتقي البردَ زرر، وإن كان يريد التبرد فكَّها وهكذا، فهذه القضية ليس لها علاقة إذن بالعبادة، وإنما هي من العادة فيجب أن نفرق بين سنن العادة وسنن العبادة.

Webiste