تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما هو السبيل إلى معرفة السنة النبوية بعد موت ا... - الالبانيالشيخ : ومقدمة ثانية: ما هو السبيل إلى معرفة سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو الآن ليس بين ظهرانَينا حتى نعود إليه ونستشيره ونأخذُ الحكم الذي أنزله...
العالم
طريقة البحث
ما هو السبيل إلى معرفة السنة النبوية بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف يكون الرد إليه عليه الصلاة والسلام بعد موته ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ومقدمة ثانية: ما هو السبيل إلى معرفة سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو الآن ليس بين ظهرانَينا حتى نعود إليه ونستشيره ونأخذُ الحكم الذي أنزله الله عليه مباشرة من فمه الشريف إلى آذاننا لا سبيل إلى ذلك، فهل معنى ذلك أن الإسلام مات بموت مَن أُنزل عليه الإسلام ؟
الجواب: لا والحمد لله، وإنما الإسلام لا يزال ولن يزال حياً ببقاء كتاب وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين ظهراني المسلمين إلى يوم لا يبقي الله على وجه الأرض من يوقل: الله الله، كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم أيضاً في * صحيحه * مِن حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض مَن يقول: الله الله": ومعنى ذلك ليس كما يزعم بعض المتصوِّفة الذين غلوا بالانحراف عن السنة بالتمسك بما تشابه عندهم من الحديث فقالوا: لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يذكر الله بالاسم المفرد يقول: الله الله الله اللهُ وهكذا حتى ينتهي بهم القول إلى لا قول له مفهوم حيث يقولون: آه آه آه آه، ليس هذا والحمد لله هو المراد من قوله السابق عليه الصلاة والسلام: "لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض مَن يقول: الله الله" إنما المقصود به أي من يوحد الله تبارك وتعالى، ذلك مما جاء صراحة في رواية رواها الإمام أحمد في * مسنده * لهذا الحديث بلفظ: "لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول: لا إله إلا الله" أي: لفظة الجلالة في الرواية الأولى كناية عن التوحيد الذي يُنجي من قال به يوم الله من الخلود في النار مهما كانت معاصيه كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي أخرجه البزار في * مسنده * وغيره في غيره بلفظ: "مَن قال لا إله إلا الله نفعته يوماً مِن دهره".
أعود لأقول: لا يمكن فهم الإسلام إلا بطريق السنة لأن السنة هي البيان الذي أشار الله عزوجل إليه في الآية السابقة: { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّل إليهم } فمن رد السنة فقد رد القرآن، ومن شك في السنة فقد شك في القرآن، فلا قيمة لجعجعةٍ قد تُسمع من بعض الناس إن الإسلام هو القرآن، ومن البداهة بمكان إذا الأمر كذلك أو لعل الأصح أن نقول: إن كان الأمر كذلك أي: أن الإسلام هو القرآن فقط، فكيف يصلي المصلي، وكيف يحج وكيف يعتمر وكيف يزكي، من أين يأخذ تفاصيل هذه الأركان إلا من السنة والبيان الذي في القرآن ؟!
بعد هذا وذاك نستطيع أن نقول: إن الحديث الأول: "إن أبي وأباك في النار" يجب أن يُفسَّر به كل نص كان في القرآن لا يمكن أن يُفهم فهماً صحيحاً إلا من طريق السنة كما ذكرت آنفاً، هناك الآية الكريمة: { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولًا } فكثير من أهل الأهواء قديماً وحديثاً سواء كانوا بأسماء قديمة أو بأسماء حديثة مِن المعتزلة ومن أذنابهم في العصر الحاضر لا يمكن فهم هذه الآية الكريمة: { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً } إلا بطريق السنة.

Webiste