تم نسخ النصتم نسخ العنوان
بيان ضلال الشعراوي ومن وافقه في تفسيرهم لقوله... - الالبانيالشيخ : الشاهد الآن : أن جملة أو آية :  الرحمن على العرش استوى  لعلماء المسلمين في تفسيرها قولان :قول للسلف وقول للخلف :السلف يقولون :  الرحمن على العرش...
العالم
طريقة البحث
بيان ضلال الشعراوي ومن وافقه في تفسيرهم لقوله تعالى : (( الرحمن على العرش استوى )) بمعنى استولى.
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : الشاهد الآن : أن جملة أو آية : الرحمن على العرش استوى لعلماء المسلمين في تفسيرها قولان :
قول للسلف وقول للخلف :
السلف يقولون : الرحمن على العرش استوى أي : استعلى ، ولذلك نحن نقول في كل سجود : سبحان ربي الأعلى ، تطبيقاً لقوله تعالى : سبح اسم ربك الأعلى .
القول الثاني هو الذي قاله الشيخ الشعراوي : الرحمن على العرش استولى يعني استولى ، هذا التأويل من أبطل الباطل ، لمَ ؟
لأنه يصور هذا المعنى أن هناك مبالغة بين الله وبين غيره لكن الله تغلَّب عليه فاستولى على ملكه ، وهل يقول بهذا مسلم ؟! أنت فاهم عليّ جيدًّا ؟

السائل : نعم .

الشيخ : الرحمن على العرش استوى فسره بمعنى استولى فمن كان مستولياً عليه من قبل آخالق مع الله ؟!
حاشا لله تبارك وتعالى .
ثم جاءت الأخرى -كما يقال-: " وهي ضغثًا على إبالة " ، لما صارحه بالسؤال السابق أين الله ، انتفض وقفّ شعرُه وقال : هذا ما يجوز توجيه مثل هذا السؤال ، علماً أن هذا السؤال صدر من الرسول عليه الصلاة والسلام وفي أصح الأحاديث التي رواها الإمام مسلم في صحيحه ، لعلك تسمع إنه أصح الكتب بعد القرآن : صحيح البخاري وصحيح مسلم ؟

السائل : نعم .

الشيخ : تسمع هذا ولابد ، كويس ، الحديث الذي سأذكره مروي في صحيح مسلم ، تُرى هذا الرجل الفاضل الشعراوي هالذي أخذ بمجامع قلوب الناس ، لا شك أنه أحد رجلين بالنسبة لهذا الحديث الذي سأذكره :
إما أن يكون على علمٍ به فجحده ، وأن يكون على جهل به فلم يقل به وكما يقال : " أحلاهما مر " ، يعني إن كان عرف وحاد فهذا أخطر مما لو لم يعرف ، مع ذلك كونه لم يعرف قد يقال هذا بالنسبة لعامة الناس ، أما بالنسبة لشخص يتولى إرشاد العالم الإسلامي كله وتوجيهه فهذا قبيح جدًّا أن نتصور نحن بأنه لم يطرق سمعه هذا الحديث الصحيح ، ما هو هذا الحديث الصحيح ؟!
الآن أرجو الانتباه : هي قصة طويلة لكن أريد أن آخذ منها ما يناسب المقام الآن : رجل من أصحاب الرسول عليه السلام اسمه معاوية بن الحكم السُّلَمي جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له : يا رسول الله لي جارية ترعى غنماً لي في أحد في المدينة ، فسطا الذئب يوماً على غنمي وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر فصككتها صكَّة يعني صفعها صفعة في خدها ، قال معاوية هذا : وعليّ يا رسول الله عتق رقبة : يستفسر ويستوضح من الرسول هل يُجزي عنه أن يعتق هذه الجارية ، لأنه ضربها بغير حق ، سطا الذئب ، الرجل ماذا يفعل مع الذئب فضلاً عن الجارية ؟!
فهو ندمان على تلك الصفعة أو الصكة كما قال هو ، فقال له عليه السلام : ائت بها ، فلما جاءت قال لها : أين الله ؟ -هنا الشاهد قال لها رسول الله : أين الله ؟ قالت : في السماء ، قال : فمن أنا ، قالت : أنت رسول الله ، فالتفت إلى سيدها وقال له : أعتقها فإنها مؤمنة : إذاً من الذي قال أين الله ؟
رسولُ الله، وأجابت الجارية بأن الله في السماء ، فالشعراوي وأمثاله كثير من علماء الأزهر لا يؤمنون بأن الله في السماء ، مع أن كل مسلم يقرأ قوله تعالى في سورة تبارك سورة الملك : أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير : فالجارية من هذه الحيثية أعلم مِن الشعراوي وأمثاله ، لأنها استطاعت أن تجيب الجواب الذي شهِد بسببه رسولُ الله لها بأنها مؤمنة ، وبناء على ذلك قال لسيدها : أعتقها فإنها مؤمنة ، شهدت بأن الله في السماء أي : عالياً ، وليس كما يقول كثير من أمثال الشعراوي وغيره وهذه عبارة مشهورة بين عامة الناس وستذكرها ، بيكون الواحد جالس في مجلس كهذا وفي صمت ، سكوت ، بيقول : الله موجود في كل مكان ، الله موجود في كل الوجود ، هذا كفر ، لكن الناس كما قال تعالى : ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون لماذا كفر ؟!
لأنه مخالف أولاً لما سبق أن ذكرنا لمثل قوله : الرحمن على العرش استوى ولمثل حديث الجارية هذه أين الله ؟ قالت : في السماء إيمانا بما جاء في سورة تبارك ، والأحاديث والآيات كثيرة وكثيرة جدًّا كمثل قوله صلى الله عليه وسلم : ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فيقول: ألا هل من داعٍ فأستجيب له، ألا هل من مستغفر فأغفر له، ألا هل من سائل فأعطيه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر ، فنزول الله من السماء معناه أنه على السماء ، وأنه ليس في كل مكان كما يقول العوام هذا من جهة فيه مخالفة للآيات وللأحاديث الصحيحة .
من جهة أخرى لو رجع العاقل المسلم متسائلاً : الله عز وجل أزلي لا أول له كما قال : هو الأول والآخر والظاهر والباطن ، أما الخلق فله أول كما قال عليه السلام : أول ما خلق اللهُ القلم ، فقال له : اكتب ، قال : ما أكتب ؟ قال : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ، فقبل أن يخلق الله الخلق هل كان في مكان وهم يقولون الله في كل مكان ، المكان لم يكن مع الله شريكاً له لأن الله هو الذي أوجده وخلقه بكلمة كن كما قال عز وجل : إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون فبكن خلق السماوات والأرض فكان الزمان وكان المكان ، فإيش معنى هؤلاء الناس حين يقولون : الله موجود في كل مكان ، وقد كان الله ولا مكان ؟!
هل معنى ذلك إذاً أن الله لما خلق الخلق دخل فيه فصار له ملجأ وصار له مأوى وصار مُحاطاً في هذا المكان ، صار المكان ظَرفًا له تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً لأنهم يقولون : الله في كل مكان ، هذه واحدة.

Webiste