تم نسخ النصتم نسخ العنوان
نحن نعيش في بلادنا تحت ظلِّ حكومة علمانية لا ت... - الالبانيالسائل : يقول السائل : نحن نعيش في بلادنا تحت ظلِّ حكومة علمانية لا تطبِّق نظام الإسلام في الحكم فما الطريقة السليمة التي ينبغي أن تسلكها الدعوة مع هذا ...
العالم
طريقة البحث
نحن نعيش في بلادنا تحت ظلِّ حكومة علمانية لا تطبِّق نظام الإسلام في الحكم فما الطريق السليم التي ينبغي أن تسلكها الدعوة مع هذا النظام من حيث الرضا بهذا الوضع وعدمه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومن حيث ما إذا تعرَّضت الدعوة لبعض المظالم من الحكومة كإغلاق بعض المساجد ، أو إيقاف بعض الأنشطة ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : يقول السائل : نحن نعيش في بلادنا تحت ظلِّ حكومة علمانية لا تطبِّق نظام الإسلام في الحكم فما الطريقة السليمة التي ينبغي أن تسلكها الدعوة مع هذا النظام من حيث الرضا بهذا الوضع وعدمه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومن حيث ما إذا تعرَّضت الدعوة لبعض المظالم من الحكومة كإغلاق بعض المساجد ، أو إيقاف بعض الأنشطة ؟

الشيخ : التاريخ يعيد نفسه كما يقولون، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم كما قال محمد نفسه عليه الصلاة والسلام، عجيب من المسلمين ما أدري هل هو الجهل أو الغفلة أو يجتمعان معا؟ هم يعلمون أنَّ ما يُصيب المسلمين اليوم في كثير من البلاد أو في بعضها قد أصاب الدعوة في أوَّل نشأتها، فأنتم تعلمون أن الدعوة كان لها مرحلتان مكية ومدنية ، ففي المرحلة المكِّيَّة كان يُلاقي المؤمنون بالله ورسوله أكثر مما يُلاقي المسلمون في مثل هذا الحكم العلماني الذي ذكرَه السائل، فماذا يفعل هؤلاء تحت هذا الحكم الكافر الجائر ؟ يفعل ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ما الذي فعلوه ؟ لا شيء سوى أنهم صبروا على ما أوذوا مع الدعوة بقدر ، وأوذي رسول الله وأوذي أصحاب رسول الله كما تعلمون كثيرا وكثيرا ، وإما إذا كان لا يجدون صبراً على الأذى الذي يلقونه مع أني أشهد بأن الأذى الذي لقيَه الجيل الأول لا مثل له في زماننا هذا بسبب تطور ما يسمُّونه بالحرية والقوانين و وإلى آخره ، وإن كان لا يخلو الأمر من الظلم ، هذا لا يُمكن إنكاره ، لكن وين الذين كانوا يُنشرون بالمناشير ، والذي كان يُوضع تحت أشعَّة الشمس الحارَّة ، ويوضع على بطنه الصخرة نار وثقل وما شابه ذلك ؟ حتى لم يصبر أحدهم وهو عدي بن حاتم الطائي كما جاء في بعض الروايات ولو أن فيها ضعفا ، لكنَّها تمثِّل الحياة الضَّنك والعذاب الشَّديد الذي كان ييلقاه هؤلاء الصحابة فماذا فعلوا ؟ صبروا كما قال تعالى : الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ يقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح كالتفسير لهذه الآية الكريمة : كان من قبلكم كان أحدهم يُؤخذ فيوضع المنشار على مفرق رأسه ليرتدَّ عن دينه فلا يرتدُّ عن دينه حتى يقعَ فلقتين على الأرض ، شو أصابنا نحن ؟ ما أصابنا شيء من هذا العذاب الأليم الذي أُصيب به الأولون ، مع ذلك صبروا وصبروا حتى نفذ الصبر فأذن الرسول عليه السلام لمن شاء منهم بالهجرة ، وبعضهم بقي يأكل العذاب ويتلقَّى العذاب حتى جاء الأمر بالهجرة إلى ...
جو علماني فهو ذاك ، جو العرب جو قُريش في بيت الله الحرام هو الجو الوثني العلماني الملحد ، التاريخ يُعيد نفسَه ، إما أن يصبر وإما أن يُهاجر ، أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَة فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ، فإن استطاع أن يُهاجر فَبِها وإلا فليس له إلا الصبر ، مع الانشغال بالعلم والدعوة إلى الله بالتي هي أحسن حتى يأتي الله عز وجل بالفرج .
أما القيام بالثورات الدموية وبالانقلابات الليلية في ليلة لا قمر فيها فهذا ليس من صنع الإسلام أبداً ، ليس في الإسلام ثورات ، وليس في الإسلام انقلابات ، لأنها لا تأتي إلا بالشَّرِّ الأكبر ، نريد أن نفرَّ من الشَّرِّ الأصغر فنقع في الشَّرِّ الأكبر ، والواقع في العصر الحاضر يؤكِّد لكم هذه الحقيقة ، فلا جرمَ أنه كان من عقائد السلف أنه لا يجوز الخروج على الحكام هم يعنون طبعا الحكَّام المسلمين الذين ينحرفون في قليل أو كثير ، في قريب أو بعيد عن الأحكام الشرعية لماذا لا يجوز الخروج ؟ لأن هذا الخروج سيؤدي إلى سفك الدماء ثم لا يُحقِّق الغرض المنشود ، أما إذا كان الحاكم غير مسلم فعرفتم الجواب، أن نصبر على ذلك ، وأن نهتمَّ بأنفسنا ، وبتعلُّمنا لديننا ، وتربيتنا لأولادنا على هذا الإسلام ، ومن الإسلام أن نُغذِّي نفوسنا ونفوس أولادنا بتحمُّل الأذى في سبيل الله عز وجل، وأن لا نتصوَّر أن الدنيا تصبح جنَّة بالنسبة للمسلمين ، هذا أمر مستحيل ، الأمر كما قال عليه السلام : الدُّنيا سجنُ المؤمنِ وجنَّةُ الكافرِ فمن كان سجيناً فمعنى ذلك أنَّه يكون تصرُّفه في حدود ضيِّقة جدّاً إلى أن يأذن الله عز وجل بالفرج .
نعم .

Webiste