تم نسخ النصتم نسخ العنوان
مخالفة الشيخ الألباني لأبيه في مسألة الصلاة في... - الالبانيالشيخ : ولقد كان مِن عادته -رحمه الله- أن يصلي في مسجد بني أمية ، وكان متأثرًا ببعض الأقوال والآثار المذكورة في كتب الحنفية في فضل الصلاة في مسجد بني أُ...
العالم
طريقة البحث
مخالفة الشيخ الألباني لأبيه في مسألة الصلاة في مسجد بني أمية لما فيه من القبور .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ولقد كان مِن عادته -رحمه الله- أن يصلي في مسجد بني أمية ، وكان متأثرًا ببعض الأقوال والآثار المذكورة في كتب الحنفية في فضل الصلاة في مسجد بني أُمية ، مِن ذلك مثلاً ما جاء في الكتاب الأخير من كتب الحنفية المعتمدة : * حاشية ابن عابدين * : " ذكر فيه عن سفيان الثوري أن الصلاة في مسجد بني أمية بسبعين ألف صلاة " ، أنا ما كنت أَعقل هذه الفضيلة لمثل هذا المسجد المــــُحدث بعد الرسول عليه السلام ، وما كان عندي استعداد أن أتقبَّل مثل هذه المبالغة في الفضيلة فطرةً ، ثم تمضي الأيام مع السنين ويصل بَحثي ودراستي إلى أن أدرس أكبر تاريخ إسلامي معروف وهو * تاريخ دمشق * لابن عساكر ، وهذا الأثر المذكور في * حاشية ابن عابدين * في فضيلة المسجد الأموي مَعزوٌ لابن عساكر ، وهكذا متفقِّهة آخر الزمان يُقنعهم أن يكون الحديث معزوًّا ولو لابن عساكر حتى يُصبحَ كما تقول العامة : حديث مُثبت ، فلما تمكَّنتُ -هذا طبعًا بعد سنين- وصل بي الدور إلى دراسة مخطوطات المكتبة الظاهرية كلها .

السائل : سنة كم دا كان يا شيخ ؟

الشيخ : ما أحفظ سنوات ، ولا ، والسبب في ذلك أنني لستُ طالب علم على الطريقة النظامية ، بحيث يوجِّهني موجِّه أنّك أنت سجِّل ، ما كان عندي هالخاطرة إطلاقًا ، فلمَّا وصل بي البحث والدراسة إلى * تاريخ ابن عساكر * مررتُ عليه كله ، وموجود منه في المكتبة الظاهرية سبعة عشر مجلد ، كل مجلد ضخم هكذا ، مرَّ بي هذا الأثر .

السائل : مسجد بني أمية ؟

الشيخ : آه ، وإذا الإسناد إليه ظلمات بعضها فوق بعض ! فقلت : سبحان الله ! كيف هؤلاء الفقهاء بسبب إهمالهم لدراستهم للحديث يروون أثرًا أولًا : لو صحَّ السند إليه فهو كما تعلم في علم الحديث مُعضل !

السائل : نعم.

الشيخ : فكيف والسند إليه كما قلنا ظلمات بعضها فوق بعض ؟!
وبذلك يعني يسيئون من حيث يريدون الإحسان .
ثم اطَّلعت على قصة دفن يحيى عليه السلام أو قبر يحيى عليه السلام المزعوم في مسجد بني أمية ، قرأت ذلك في * تاريخ ابن عساكر * أيضًا .
المهم وصلَ بي البحث إلى أن الصلاة في مسجد بني أُمية لا تجوز ، انظر هذا الصوفي السلفي !

السائل : يعني وحُقَّ له !

الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله ما بعرف كيف يجتمعان في شخص ؟!
من يحترم شيخه على طريقة الصوفية ، لكن هو سلفي .

السائل : أي نعم.

الشيخ : المقصود تبيَّن لي أن الصلاة في هذا المسجد لا تصحُّ ، وما وصلت إلى ذلك طَفرَة ، بل على تدرُّج وتمهُّل ، تكونت هذه الفكرة في اجتهادي ، فأحببتُ أن آخذ رأي بعض المشايخ ، منهم أبي ، ومنهم الشيخ البرهاني ، ففي يوم من الأيام بعدما صليت عنده الظهر يمكن والله أعلم ، أسررت إليه بأنّ أنا تبيَّن لي أنّ الصلاة في مسجد فيه قبر لا تصح .

السائل : أسررت للوالد ؟

الشيخ : لا ، البرهاني أقول ، قال : اكتب الأشياء التي أنت حصلتها ، فكتبت وقدمتها إليه يمكن في ثلاث صفحات أو أربع صفحات ، كان الوقت فيما يغلب على ظنِّي يومئذٍ في شهر رمضان ، فلما قدَّمت الورقات هذه إليه قال لي : إن شاء الله بعد العيد بعطيك الجواب ، بعد العيد قال لي : كل هذا الذي كتبته وجمعته لا قيمة له ، قلت له : ليش متعجِّبًا ؟! قال : لأنَّ هذه الكتب التي أنت نقلتَ منها هذه كتب غير معتمدة عندنا .

السائل : عندنا !؟

الشيخ : إي ، المعتمد عندنا * مراقي الفلاح * ، * حاشية ابن عابدين * وبس يعني ! أنا نقلت له من * مبارق الأزهار شرح مشارق الأنوار * لابن ملك ، وهو حنفي ، نقلت له من * مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح * لملا علي قاري ، وهو حنفي ، وما عَاد أذكر نصوص أخرى ، نبذها نبذ النواة ، وقال : هذه لا قيمة لها ، على أنَّ هناك أحاديث كنتُ جمعتها له فلم يعبأ بها ، ولم يرفع إليها رأسًا ، وقال : نحن مرجعنا في الدين هو كتب الفقه فقط ليس كتب الحديث ، وعلى هذا النمط كان موقف والدي أيضًا ، وكان ذلك نواة لتأليف كتابي * تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد * .
والمهم أنَّ من عيوبي التي يظنُّها بعض الناس أنني لا أُريد أن يُخالفَ فعلي قولي ، فما دام تبنَّيت أن الصلاة في المساجد المبنيَّة على القبور لا تجوز فإذًا أنا لازم ما عاد روح مع والدي إلى مسجد بني أُمية ، وهكذا كان ، طبعاً هذا أزعجه وأغضبه ، لكنه أسرَّها في نفسه .

Webiste