تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما حكم العادة السرية ؟ - الالبانيالسائل : يسأل سائل فيقول : ما حكم عادة الاستمناء ... العادة السّريّة ؟الشيخ : لسنا نشكُّ في تحريم هذه العادة من الاستمناء ، التي سمَّوها بالعادة السرية ...
العالم
طريقة البحث
ما حكم العادة السرية ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : يسأل سائل فيقول : ما حكم عادة الاستمناء ... العادة السّريّة ؟

الشيخ : لسنا نشكُّ في تحريم هذه العادة من الاستمناء ، التي سمَّوها بالعادة السرية تغطيةً لشؤمها وإثمها ، وذلك لسببين اثنين :
أوَّل ذلك : قوله - تعالى - في صريح القرآن ، وفي وصفه للمؤمنين : { قد أفلح المؤمنون الذي هم في صلاتهم خاشعون } والذين والذين والذين والذين { والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون } ، - أيضًا - من فضائل الإمام الشافعي - رحمه الله - أنه لفت النظر - أيضًا - إلى الاستدلال بهذه الآية على تحريم الاستمناء ، ذلك لأن الله - تبارك وتعالى - وصف المؤمنين حقًّا بصفات منها قوله : { والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم } ، فجعل للمؤمنين حقًّا سبيلين اثنين لقضاء شهوتهم ؛ إما التزوج بالحرائر ، وإما التمتع بالإماء والجواري ، طبعًا هذا في الزمن الأول يوم كان هناك جهاد في سبيل الله ، وكان هناك حصَّة من الكفار ، وكان هناك تنظيم في تقسيم هؤلاء الأسرى على الغانمين ؛ فحينئذٍ كان الرجل يتمتع - أيضًا - بالجارية التي أُعطيت له من أمير المؤمنين كما يتمتَّع بزوجته الحرة ، ثم قال - تعالى - : { فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون } أي : الباغون الظالمون ، فمن ابتغى سبيلًا يروي به شهوته غير سبيل الزواج والتسرِّي ؛ فأولئك هم الباغون الظالمون ، هذا هو السبب الأول في عدم جواز الاستمناء .
والسبب الثاني : أنه ثبت طبيًّا أن عاقبة المتعاطين لهذه العادة السرية فيها ضرر بالغ جدًّا على صحتهم ، لا سيما الذين يُدمنونها صباح مساء ، ويكرِّرونها بحيث يصبح عاقبة أمر هؤلاء أنه بدل أن يُنزل المنيَّ الأبيض يُنزل الدم الأحمر ، وقد قال - عليه السلام - في الحديث الجامع المانع : "لا ضرر ولا ضرار" ؛ فلا يجوز للمسلم أن يتعاطى شيئًا يضرُّ بنفسه أو يضرُّ بغيره ، فهذا الذي يتعاطى هذه العادة الخبيثة يضر بنفسه صحيًّا ، لذلك فلا يجوز له أن يتعاطى هذه العادة السرية .
وثمَّة شيء ثالث لا بد ... أن هؤلاء الذين يتعاطون هذه العادة السيئة يصدق فيهم قول الله - عز وجل - : { أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير } ، ما هو الخير بالنسبة لهؤلاء الشباب ؟ لقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قوله : "ما تركت شيئًا يقرِّبكم إلى الله إلا وأمرتكم به ، وما تركت شيئًا يُبعِّدكم عن الله ويقرِّبكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه" ، لقد قدم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لأمثال هؤلاء الشباب الدواء سلفًا ، لأنه يعلم بحكمته إن كان لم يعلم بوحيه أن كل الناس لا يُمكنهم أن يتيسَّر لهم الزواج في شبابهم وفي قوة عرامتهم وشهوتهم ، ولذلك قال - عليه الصلاة والسلام - : "يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ؛ فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع ؛ فعليه بالصوم ؛ فإنه له وجاء" ، فلو أن هؤلاء الشباب لجؤوا إلى هذا الطب النبوي الذي وصفه لهم أن يصوموا ، وأفضل الصيام - كما تعلمون - صوم داود - عليه السلام - كان يصوم يومًا ويفطر يومًا ؛ لَاستغنوا بهذه الوسيلة الشرعية عن أن يقعوا في تلك الوسيلة الخبيثة المخالفة للقرآن وللصحة كما ذكرنا آنفًا .
نعم .

Webiste