الامتحان الأكبر.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد : فهذا هو اللقاء الثاني من اللقاءات الشهرية التي تتم مساء كل سبت ثالث من كل شهر. نسأل الله تبارك وتعالى أن يديمها ، وأن يرزقنا وإياكم علماً نافعاً، وعملاً صالحاً متقبلاً، ورزقاً طيباً واسعاً. هذه الليلة هي ليلة الأحد السابع عشر من شهر صفر عام واحد وعشرين وأربعمائة وألف.
نذكر إخواننا جميعاً ونذكر أنفسنا ونحن في زمن الاختبار والامتحان لطلابنا من ذكور وإناث - نذكر أنفسنا وإياكم بالاختبار الأعظم الذي يكون بين الإنسان وبين ربه يوم القيامة. إن هذا الاختبار الذي يكون يوم القيامة ليس اختباراً للظواهر بل للبواطن. الظواهر كل واحد يمكن أن يحسنها أحسن شيء، كما قال الله عز وجل في المنافقين : إذا رأيتهم كما قال الله تعالى في المنافقين : وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ أي: أن منظرهم حسن بهي يظن الإنسان أنهم من أهل التقى وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ فهم خطباء فصحاء. لكن لا خير فيهم كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ لا تستقيم بنفسها بل على جدار.
أيها الإخوة : الاختبار يوم القيامة على البواطن، كما قال الله عز وجل : إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ أي: البواطن، تبلى أي : تختبر وينظر ما فيها ولا عبرة بالظواهر.
يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِر ٍ. إن المشركين ينكرون أن يكونوا مشركين يقولون : وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ولكن تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون.
أخي المسلم : استمع إلى قول الله تبارك وتعالى : أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ . أعمال الجوارح كل يستطيع أن يحسنها أحسن شيء. لكن أعمال القلوب صعبة. ولهذا قال بعض السلف : " ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص ". - استمع يا أخي -. الإخلاص الذي نظن أننا مخلصون في أعمالنا. ومع ذلك السلف يجاهدون أنفسهم على الإخلاص. يقول : " ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على -كمل - على الإخلاص ". فتش قلبك - يا أخي - هل فيك رياء؟ هل فيك كراهة للحق؟ هل فيك بغضاء للمؤمنين؟ هل فيك حقد على المؤمنين؟ فتش قلبك يا أخي، غسيل القلب كل يوم أهم من غسيل الثياب كل يوم. اغسل قلبك طهره، واستمع إلى قول الله عز وجل : أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ . طهر قلبك. اللهم طهر قلوبنا يا رب العالمين ، الله طهرها من الرياء، اللهم طهرها من البغضاء للمسلمين ومن الحقد عليهم يا رب العالمين. اللهم اختم لنا بخاتمة السعادة واجعلنا ممن كتبت له الحسنى وزيادة.
أيها الإخوة : بعد هذا الاختبار - أعني: اختبار يوم القيامة - إما إلى الجنة وإما إلى النار. قال الله عز وجل : وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ . أخي المسلم : فكر في ذلك اليوم لا درهم ولا دينار ولا متاع ولا ثياب ولا حميم ولا صديق ولا قريب يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ .
يا أخي المسلم : هل هذا اليوم قريب أم بعيد؟ أجب؟ قريب. قال الله تعالى : وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً . وقال تعالى : وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ . نتطلع إلى آخر العام ونقول : باقي اثنا عشر شهراً. وإذا به في لحظة يصل إلينا. كذلك عمر الإنسان يقول : متى الموت؟ ويؤمل. وإذا بحبل الأمل قد انصرم. ثم بعد النقلة من الدنيا إلى أي شيء؟ إلى الآخرة، ما في عمل. انتهى وقت العمل، ما بقي إلا الجزاء ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا إلا من ثلاث : صدقة جارية يعني شيء يضعه في حياته يجري ثوابه، كبناء المساجد، وبناء الدور لطلبة العلم، وطباعة الكتب للانتفاع بها، وإصلاح الطرق، وما أشبه ذلك مما يدوم نفعه. أو علم ينتفع به وهذا أعظم. العلم الذي ينتفع به أفضل الثلاثة ، لأن العلم الذي ينتفع به يبقى. يبقى بعد ذكرك مئات السنين. أو ولد صالح يدعو له . الولد الصالح يفنى عن قريب أو بعيد. لكن العلم النافع الذي ينتفع به يبقى ما شاء الله. الآن نحن ننتفع بما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وهل ننتفع بأموال الأغنياء الذين أنفقوا كثيراً منها في سبيل الله؟ هل ننتفع بها؟ أجب يا رجل. لا، لكن علم أبي هريرة بين أيدينا يقرأ صباحاً ومساءً في المساجد والمدارس. الإمام أحمد له مئات السنين ومع ذلك ننتفع بعلمه الآن. شيخ الإسلام ابن تيمية له مئات السنين ننتفع بعلمه الآن. هل يحصل على أجر من انتفاعنا بعلمه؟ أجب. نعم. قال النبي صلى الله عليه وسلم : أو علم ينتفع به يحصل على أجر.
أيها الأخ : حاسب نفسك، واستعد للاختبار، الاختبار الأعظم.
اللهم ثبت أقدامنا يا رب العالمين، ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، إنك على كل شيء قدير.
أما بعد : فهذا هو اللقاء الثاني من اللقاءات الشهرية التي تتم مساء كل سبت ثالث من كل شهر. نسأل الله تبارك وتعالى أن يديمها ، وأن يرزقنا وإياكم علماً نافعاً، وعملاً صالحاً متقبلاً، ورزقاً طيباً واسعاً. هذه الليلة هي ليلة الأحد السابع عشر من شهر صفر عام واحد وعشرين وأربعمائة وألف.
نذكر إخواننا جميعاً ونذكر أنفسنا ونحن في زمن الاختبار والامتحان لطلابنا من ذكور وإناث - نذكر أنفسنا وإياكم بالاختبار الأعظم الذي يكون بين الإنسان وبين ربه يوم القيامة. إن هذا الاختبار الذي يكون يوم القيامة ليس اختباراً للظواهر بل للبواطن. الظواهر كل واحد يمكن أن يحسنها أحسن شيء، كما قال الله عز وجل في المنافقين : إذا رأيتهم كما قال الله تعالى في المنافقين : وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ أي: أن منظرهم حسن بهي يظن الإنسان أنهم من أهل التقى وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ فهم خطباء فصحاء. لكن لا خير فيهم كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ لا تستقيم بنفسها بل على جدار.
أيها الإخوة : الاختبار يوم القيامة على البواطن، كما قال الله عز وجل : إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ أي: البواطن، تبلى أي : تختبر وينظر ما فيها ولا عبرة بالظواهر.
يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا نَاصِر ٍ. إن المشركين ينكرون أن يكونوا مشركين يقولون : وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ولكن تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون.
أخي المسلم : استمع إلى قول الله تبارك وتعالى : أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ . أعمال الجوارح كل يستطيع أن يحسنها أحسن شيء. لكن أعمال القلوب صعبة. ولهذا قال بعض السلف : " ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص ". - استمع يا أخي -. الإخلاص الذي نظن أننا مخلصون في أعمالنا. ومع ذلك السلف يجاهدون أنفسهم على الإخلاص. يقول : " ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على -كمل - على الإخلاص ". فتش قلبك - يا أخي - هل فيك رياء؟ هل فيك كراهة للحق؟ هل فيك بغضاء للمؤمنين؟ هل فيك حقد على المؤمنين؟ فتش قلبك يا أخي، غسيل القلب كل يوم أهم من غسيل الثياب كل يوم. اغسل قلبك طهره، واستمع إلى قول الله عز وجل : أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ . طهر قلبك. اللهم طهر قلوبنا يا رب العالمين ، الله طهرها من الرياء، اللهم طهرها من البغضاء للمسلمين ومن الحقد عليهم يا رب العالمين. اللهم اختم لنا بخاتمة السعادة واجعلنا ممن كتبت له الحسنى وزيادة.
أيها الإخوة : بعد هذا الاختبار - أعني: اختبار يوم القيامة - إما إلى الجنة وإما إلى النار. قال الله عز وجل : وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ فَأُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ . أخي المسلم : فكر في ذلك اليوم لا درهم ولا دينار ولا متاع ولا ثياب ولا حميم ولا صديق ولا قريب يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ .
يا أخي المسلم : هل هذا اليوم قريب أم بعيد؟ أجب؟ قريب. قال الله تعالى : وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً . وقال تعالى : وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ . نتطلع إلى آخر العام ونقول : باقي اثنا عشر شهراً. وإذا به في لحظة يصل إلينا. كذلك عمر الإنسان يقول : متى الموت؟ ويؤمل. وإذا بحبل الأمل قد انصرم. ثم بعد النقلة من الدنيا إلى أي شيء؟ إلى الآخرة، ما في عمل. انتهى وقت العمل، ما بقي إلا الجزاء ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا إلا من ثلاث : صدقة جارية يعني شيء يضعه في حياته يجري ثوابه، كبناء المساجد، وبناء الدور لطلبة العلم، وطباعة الكتب للانتفاع بها، وإصلاح الطرق، وما أشبه ذلك مما يدوم نفعه. أو علم ينتفع به وهذا أعظم. العلم الذي ينتفع به أفضل الثلاثة ، لأن العلم الذي ينتفع به يبقى. يبقى بعد ذكرك مئات السنين. أو ولد صالح يدعو له . الولد الصالح يفنى عن قريب أو بعيد. لكن العلم النافع الذي ينتفع به يبقى ما شاء الله. الآن نحن ننتفع بما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وهل ننتفع بأموال الأغنياء الذين أنفقوا كثيراً منها في سبيل الله؟ هل ننتفع بها؟ أجب يا رجل. لا، لكن علم أبي هريرة بين أيدينا يقرأ صباحاً ومساءً في المساجد والمدارس. الإمام أحمد له مئات السنين ومع ذلك ننتفع بعلمه الآن. شيخ الإسلام ابن تيمية له مئات السنين ننتفع بعلمه الآن. هل يحصل على أجر من انتفاعنا بعلمه؟ أجب. نعم. قال النبي صلى الله عليه وسلم : أو علم ينتفع به يحصل على أجر.
أيها الأخ : حاسب نفسك، واستعد للاختبار، الاختبار الأعظم.
اللهم ثبت أقدامنا يا رب العالمين، ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، إنك على كل شيء قدير.
الفتاوى المشابهة
- كلمة للشيخ حول الامتحانات والإجازة . - ابن عثيمين
- الغش في الامتحان - اللجنة الدائمة
- الغش في الامتحان - اللجنة الدائمة
- صيام هذا الشهر يأتي في أيام امتحان وسوف نشتغ... - ابن عثيمين
- كيف يوفق طالب العلم بين طلب العلم والامتحانا... - ابن عثيمين
- حكم تغشيش المدرس للطالب في الامتحان - ابن عثيمين
- حكم سؤال الطالب زميله في الامتحان - ابن باز
- رخصة الفطر للطالب في الامتحان - اللجنة الدائمة
- إذا كان الطالب مجتهدا ومرض في يوم الامتحان و... - ابن عثيمين
- الاستعداد للامتحان الأعظم في الآخرة. - ابن عثيمين
- الامتحان الأكبر. - ابن عثيمين