ذكر الأكل والشرب و الجماع وأنها من مفطرات الصوم مع الأدلة.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
الشيخ : أقول أولا نبدأ بالأكل والشرب والجماع دليل هذه الثلاثة قوله تعالى : فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل الجماع أين ذكر في الآية باشروهن والأكل والشرب معروف وفي الآية دليل على أن من آداب الخطاب أن يكني الإنسان عما يستحيا من ذكره انتبه الأشياء التي يستحيا من ذكرها ينبغي للإنسان أن يكني عنها لأن هذا هو الأسلوب الصحيح الذي كان الله عز وجل يتكلم به في القرآن نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذنا منكم ميثاقا غليظا فتجد الآيات كلها في هذا الباب لا تذكر الشيء بصريحه وإنما يأتي الله عز وجل بألفاظ تدل عليه لكن بدون تصريح لأن هذا من الآداب لكن إن دعت الضرورة إلى ذكره صريحا فإنه يذكر صريحا ولا يكنى عنه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن كان يقرره للإقرار بالزنا قال له : أنكتها لا تكنى يعني رجل جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأقر بأنه زنا بامرأة فكان الرسول يسأله لعلك قبلت غامزت لمست فيقول إنه فعل الزنا حتى صرّح له النبي صلى الله عليه وسلم باللفظ الصريح لأن المقام يقتضيه أما إذا كان المقام لا يقتضيه فالأولى أن يعبّر بالكناية عنه لأنه يستحيا منه صريحا الأكل والشرب يا إخوان نبدأ أولا بالجماع إذا جامع الإنسان في نهار رمضان وهو ممن يجب عليه الصوم لزمه ترتب على جماعه أربعة أحكام : الإثم وجوب الإمساك وجوب القضاء وجوب الكفارة انتبهوا للأحكام إذا جامع الإنسان في نهار رمضان وهو ممن يجب عليه الصوم ترتب على جماعه أمور أربعة : الإثم وجوب الإمساك وجوب القضاء الكفارة طيب. وقولنا : وهو ممن يجب عليه الصوم احترازا مما لو جامع في نهار رمضان وهو لا يجب عليه الصوم مثل المسافر لو أن رجلا سافر ومعه أهله وصام رمضان وفي أثناء اليوم أراد الرجل أن يتمتع بأهله فجامع زوجته وهو صائم فهذا ليس عليه إثم ولا إمساك ولا كفارة وإنما عليه القضاء لأنه أفطر وليس عليه سوى ذلك طيب إذا تمت الشروط إذا جامع في نهار رمضان والصوم واجب عليه تترتب عليه الأربعة الدليل على هذا أما التحريم فظاهر دليله ظاهر لأن الله قال : ثم أتموا الصيام إلى الليل فأوجب الله الإمساك إلى الليل فإذا أفطر الإنسان بأحد هذه الأمور الثلاثة صار مخالفا لأمر الله عز وجل واقعا فيما حرم الله عليه طيب وجوب الإمساك ليش يجب الإمساك وهو لا ينتفع بهذا اليوم لأن هذا اليوم محترم في حقه محترم لأنه يوم من رمضان والواجب على المسلم أن يكون في نهار رمضان صائما فلما انتهك حرمة اليوم على وجه غير مشروع لم يكن لهذا الانتهاك أثر وبقيت حرمة الزمن في حقه فلزمه الإمساك أما وجوب القضاء فظاهر لأنه أفطر فيجب عليه القضاء وأما وجوب الكفارة فدليله حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله هلكت قال : ما أهلكك ؟ قال : وقعت على امرأتي في رمضان وأنا صائم فسأله النبي عليه الصلاة والسلام هل يجد رقبة قال : لا هل يستطيع أن يصوم شهرين متتابعين قال : لا هل يستطيع أن يطعم ستين مسكينا قال : لا ثم جلس الرجل فجيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بتمر فقال له النبي عليه الصلاة والسلام : خذ هذا فتصدق به فقال الرجل : أَعَلى أفقر مني يا رسول الله والله ما بين لابتيها أهل بيت أفقر مني فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال : أطعمه أهلك فرجع هذا الرجل الذي خرج من بيته خائفا وجلا رجع إلى بيته غانما إيش اللي حصل ؟ حصل التمر طعام لأهله هل نقول سلم من الكفارة هذا فيه اختلاف بين العلماء منهم من قال إنه إذا عجز عن الكفارة سقطت عنه لأن جميع الواجبات تسقط بالعجز ومنهم من قال إذا عجز عن الكفارة بقيت في ذمته والأقرب أنه إذا عجز عن الكفارة وقت الوجوب سقطت عنه لأن من شرط الوجوب القدرة وغير القادر يقول الله عز وجل : فاتقوا الله ما استطعتم طيب إذا تجب الكفارة في الجماع في نهار رمضان متى إذا كان الصوم واجبا عليه وإلا فلا.
الفتاوى المشابهة
- المفطرات التي تصرف الصائم عن صومه - اللجنة الدائمة
- كلمة للشيخ حول مفطرات الصوم. - ابن عثيمين
- تعريف الصيام ومفطراته - ابن عثيمين
- مفطرات الصيام - ابن عثيمين
- الأول والثاني والثالث : الأكل والشرب والجماع... - ابن عثيمين
- أدلة خاصة على اعتبار هذه الشروط الثلاثة في ا... - ابن عثيمين
- من المفطرات : أولا الأكل وثانيا الشرب وثالثا... - ابن عثيمين
- الأكل والشرب والجماع - ابن عثيمين
- ما هو الذي يصام عنه (المفطرات وهي ثلاثة : ال... - ابن عثيمين
- الدليل أن الأكل والشرب والجماع مبطل للصوم. - ابن عثيمين
- ذكر الأكل والشرب و الجماع وأنها من مفطرات ال... - ابن عثيمين