بعض الأشخاص يتعصَّبون لبعض المشايخ ؛ فما هي النصيحة التي توجُّهونها لهم ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : قال : السؤال الرابع: هناك بعض الأشخاص يتعصَّبون لبعض المشايخ ؛ فماذا تقول لهؤلاء ؟
الشيخ : ماذا يفعلون ؟
السائل : يتعصَّبون لبعض المشايخ .
الشيخ : لا شك أنه لا يجوز لمسلم أن يتعصَّب لشخص في الدنيا إلا لنبيِّنا - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ لأنه هو الذي أُرسل رحمةً وهدايةً للعالمين ، وهو الذي فقط - عليه الصلاة والسلام - أُمرنا باتخاذه أسوة حسنة ، وكل العلماء الذين نستفيد من علومهم إنما نستفيد منهم لا لذواتهم وأشخاصهم ، وإنما لأنهم أدلَّاء يدلُّوننا على ما كان عليه نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - من الهدى والنور ، فإذا ما تعصَّب المسلم لواحد من المشايخ سواء كان من الأحياء أو الأموات ؛ فمعنى ذلك أنه نسي رسالة الرسول - عليه السلام - ، وتشبَّث بهذا الشخص الذي لا يجوز أن يُقرن مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في العلم أو في الخلق أو في الكمال ؛ فلا غرابة حينما أقول إن تعصُّبَ المسلم لشخص أو لشيخ واحد إنما هو إخلال منه بشهادته أن محمدًا رسول الله ، ولذلك فأنا حينما أشرح الشهادة بأن الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله ؛ أقول : إن الشهادة الأولى تستوجب على المسلم ألا يتخذ معبودًا مع الله أحدًا ، وإلا ؛ فهو الشرك بعينه ، كذلك بالنسبة للشهادة الثانية أن محمدًا رسول الله أو عبده ورسوله من اتَّخذ أسوة أو قدوة له في هذه الحياة غير رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كما يفعل كثير من المتعصبة اليوم ، وكما هو مذهب الصوفية الذين يقتدون بشيوخهم ، وقد غلا بعض هؤلاء فخطَّطوا لمُريديهم هذه الضلالة الكبرى ؛ ألا يتخذوا مع الشيخ أسوة أخرى ، فقالوا - دون خجل أو حياء - : " مَثل المريد يتَّخذ شيخين كمثل المرأة تتخذ زوجين " !! ولذلك فقد استعبدوا المريدين وجعلوهم عبيدًا لهم ، بحيث كنا نسمع عن بعضهم بأنه لا يتصرَّف في شيء من شؤون حياته إلا أن يستشير شيخه ، لقد اتخذوا الشيوخ أسوة أكثر من أصحاب الرسول للرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ذلك لأن أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كانوا يسألونه فيما يتعلق بشؤون عباداتهم ، أما في شؤون دنياهم في بيعهم وشراءهم وتجارتهم هل يذهبون هل يسافرون أم لا ؟ فكانوا أحرارًا ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان من كمال دعوته وتبليغه لشريعة ربِّه أن قال لهم : ما أمرتُكم من شيءٍ من أمر دينكم ؛ فأتوا منه ما استطعتم ، وما أمرتكم من شيء من أمر دنياكم ؛ فأنتم أعلم بأمور دنياكم . لقد أوضح النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه أنه لم يأتِ ليعلِّمهم أمور الدنيا والسعي والضرب في الأرض في سبيل طلب الرزق ، وإنما جاء ليعلمهم ما يتقون الله - تبارك وتعالى - به من الطاعات والعبادات واجتناب المحرمات .
أما شيوخ الصوفية ؛ فقد استعبدوا مريديهم استعبادًا كاملًا ، وأوهموهم أن عليهم أن يستشيروهم في كل شيء من أمور دنياهم ، فضلًا عن دينهم ، فقد كان هناك أشخاصٌ نعرفهم بأسمائهم لا يتزوج إلا برأي الشيخ ، ولا يسافر سفرة إلا برأي الشيخ ، إن قال له: سافر سافر ، وإن قال : لا تسافر لا يسافر !! استعباد سبق أيَّ استعباد كافر مهما سما وعلا !! لأن الكفار يستعبدون الناس من الناحية المادية ، أما هؤلاء فقد استعبدوهم من الناحية النفسية ، فهم أذلُّ من العبيد مع شيوخ مع أسيادهم .
الشيخ : ماذا يفعلون ؟
السائل : يتعصَّبون لبعض المشايخ .
الشيخ : لا شك أنه لا يجوز لمسلم أن يتعصَّب لشخص في الدنيا إلا لنبيِّنا - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ لأنه هو الذي أُرسل رحمةً وهدايةً للعالمين ، وهو الذي فقط - عليه الصلاة والسلام - أُمرنا باتخاذه أسوة حسنة ، وكل العلماء الذين نستفيد من علومهم إنما نستفيد منهم لا لذواتهم وأشخاصهم ، وإنما لأنهم أدلَّاء يدلُّوننا على ما كان عليه نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - من الهدى والنور ، فإذا ما تعصَّب المسلم لواحد من المشايخ سواء كان من الأحياء أو الأموات ؛ فمعنى ذلك أنه نسي رسالة الرسول - عليه السلام - ، وتشبَّث بهذا الشخص الذي لا يجوز أن يُقرن مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في العلم أو في الخلق أو في الكمال ؛ فلا غرابة حينما أقول إن تعصُّبَ المسلم لشخص أو لشيخ واحد إنما هو إخلال منه بشهادته أن محمدًا رسول الله ، ولذلك فأنا حينما أشرح الشهادة بأن الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله ؛ أقول : إن الشهادة الأولى تستوجب على المسلم ألا يتخذ معبودًا مع الله أحدًا ، وإلا ؛ فهو الشرك بعينه ، كذلك بالنسبة للشهادة الثانية أن محمدًا رسول الله أو عبده ورسوله من اتَّخذ أسوة أو قدوة له في هذه الحياة غير رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كما يفعل كثير من المتعصبة اليوم ، وكما هو مذهب الصوفية الذين يقتدون بشيوخهم ، وقد غلا بعض هؤلاء فخطَّطوا لمُريديهم هذه الضلالة الكبرى ؛ ألا يتخذوا مع الشيخ أسوة أخرى ، فقالوا - دون خجل أو حياء - : " مَثل المريد يتَّخذ شيخين كمثل المرأة تتخذ زوجين " !! ولذلك فقد استعبدوا المريدين وجعلوهم عبيدًا لهم ، بحيث كنا نسمع عن بعضهم بأنه لا يتصرَّف في شيء من شؤون حياته إلا أن يستشير شيخه ، لقد اتخذوا الشيوخ أسوة أكثر من أصحاب الرسول للرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ذلك لأن أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كانوا يسألونه فيما يتعلق بشؤون عباداتهم ، أما في شؤون دنياهم في بيعهم وشراءهم وتجارتهم هل يذهبون هل يسافرون أم لا ؟ فكانوا أحرارًا ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان من كمال دعوته وتبليغه لشريعة ربِّه أن قال لهم : ما أمرتُكم من شيءٍ من أمر دينكم ؛ فأتوا منه ما استطعتم ، وما أمرتكم من شيء من أمر دنياكم ؛ فأنتم أعلم بأمور دنياكم . لقد أوضح النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه أنه لم يأتِ ليعلِّمهم أمور الدنيا والسعي والضرب في الأرض في سبيل طلب الرزق ، وإنما جاء ليعلمهم ما يتقون الله - تبارك وتعالى - به من الطاعات والعبادات واجتناب المحرمات .
أما شيوخ الصوفية ؛ فقد استعبدوا مريديهم استعبادًا كاملًا ، وأوهموهم أن عليهم أن يستشيروهم في كل شيء من أمور دنياهم ، فضلًا عن دينهم ، فقد كان هناك أشخاصٌ نعرفهم بأسمائهم لا يتزوج إلا برأي الشيخ ، ولا يسافر سفرة إلا برأي الشيخ ، إن قال له: سافر سافر ، وإن قال : لا تسافر لا يسافر !! استعباد سبق أيَّ استعباد كافر مهما سما وعلا !! لأن الكفار يستعبدون الناس من الناحية المادية ، أما هؤلاء فقد استعبدوهم من الناحية النفسية ، فهم أذلُّ من العبيد مع شيوخ مع أسيادهم .
الفتاوى المشابهة
- الإنكار على من يتعصب لمذهب إمام من الإئمة - الالباني
- من الشباب من يتعصب لبعض العلماء ومنهم من يتعصب... - الالباني
- هل في منهج السلف الصالح في الدعوة إلى الله تعص... - الالباني
- حكم التعصب للمذاهب والأشخاص والجماعات؟ - ابن باز
- ما القول في الفتنة القائمة بين طلبة العلم وا... - ابن عثيمين
- فائدة : التحذير من التعصب للأشخاص غير النبي صل... - الالباني
- التعصب للآراء والأشخاص - ابن عثيمين
- ما هي نصيحتك لمن يتعصَّب لرأيك في بعض المسائل... - الالباني
- ترك التعصب للأشخاص - ابن عثيمين
- بعض الأشخاص يتعصبون لبعض المشايخ فما هي النصيح... - الالباني
- بعض الأشخاص يتعصَّبون لبعض المشايخ ؛ فما هي ال... - الالباني