تم نسخ النصتم نسخ العنوان
ما القول في الفتنة القائمة بين طلبة العلم وا... - ابن عثيمينالسائل : جزاك الله خيراً يا شيخ يا شيخ ما رأيك في الفتنة الموجودة بين بعض طلبة العلم والمشايخ بالنسبة للشباب، بعضُهم يتعصب لقول، ويُنكر على الآخر، فما ت...
العالم
طريقة البحث
ما القول في الفتنة القائمة بين طلبة العلم والمشايخ وتعصب كل واحد لقول وإنكازه على الآخر؟
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
السائل : جزاك الله خيراً يا شيخ يا شيخ ما رأيك في الفتنة الموجودة بين بعض طلبة العلم والمشايخ بالنسبة للشباب، بعضُهم يتعصب لقول، ويُنكر على الآخر، فما تقول في هذه؟

الشيخ : الذي أرى أن هذا مما يلقيه الشيطان بين الناس بالتحريش بينهم، لأن الشيطان لما رأى الفتح في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، وقوة الإسلام، يَئِس من أن يُعْبَد في هذه الجزيرة، ولكن بالتحريش بينهم، وهذا هو الواقع.
والذي نرى أن الواجب على الشباب وغير الشباب أن يتقوا الله سبحانه وتعالى ويصلحوا ذات بينهم، كما أمر الله بذلك: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وأن لا يكون همهم القيل والقال وكثرة السؤال، بل كل إنسان يرى مصلحته الدينية والدنيوية ويقوم بها، وأما التعرُّض لأناس بأشخاصهم بالقَدْح فيهم وقد يكونوا ليسوا محلاً للقدح، فهذا خطأ عظيم.
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الغيبة؟ فقال: هي: ذِكْرُك أخاك بما يَكْرَه، قال: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بَهَتَّه .
وغيبة العلماء والأمراء أشد من غيبة غيرهم، لأن غيبة العلماء يحصل بها انحطاط قدر العالِم بين الناس، وإذا انحط قدر العالِم بين الناس لم يكونوا يقبلون ما يجيء به من شريعة الله، فتكون غيبة العالِم قدحاً فيه، ومنعاً لما ينتفع به الناس مِمَّا يُلْقِيه من شريعة الله عزَّ وجلَّ.
وغيبة الأمراء أيضاً هي الأخرى مصيبتها عظيمة، لأن الناس إذا انحط قدر أمرائهم عندهم فإنهم لن ينصاعوا لأوامرهم، وسوف يحتقرونهم، فتحصل الفوضى، ويختل الأمن، ولهذا قال الله عزَّ وجلَّ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ وهذا يشمل العلماء والأمراء، فإذا كان هؤلاء قد أمرنا بطاعتهم في غير معصية الله فالواجب احترامهم واحترام أعراضهم، وإذا عَلِمنا عن أحد منهم خطأ أو زللاً فالواجب النصيحة لهذا حتى يزول الإشكال.
المهم إنِّي أنا أنصح الشباب من هذا التفرُّق، وأقول: إياكم والتعصُّب للشخص، تعصبوا للحق أينما كان، ولا تكرهوا هذا لأنه ليس على رأي هذا، أو هذا لأنه ليس على رأي هذا، بل الواجب محبة أهل الخير، وتجنُّب نشر المساوئ. بعده

Webiste