في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تصاحب إلا مؤمنًا ، ولا يأكل طعامك إلا تقي ) ، يقول : ما هي الحدود التي عندها لا أُدخل أخي المسلم لبيتي ولا أُطعمه طعامي ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : يسأل السائل في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا تصاحب إلا مؤمنًا ، ولا يأكل طعامك إلا تقي ، يقول ما هي الحدود التي عندها لا أدخل أخي المسلم لبيتي ولا أطعمه طعامي ؟
الشيخ : الذي نفهمه من هذا الحديث - والله أعلم - أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يضع للمسلم منهجًا ينطلق عليه في حياته ، فلا يصاحب إلا مؤمنًا ، ولا يأكل طعامه إلا تقي ، ولا يعني الحديث أنه لا يجوز للمسلم أن يطعم غيرَ المؤمن الصالح ، وإنما يقصد الحديث أنه ينبغي له أن لا يُخالط إلا مؤمنًا ، وألا يأكل طعامه إلا تقي ، المخالطة والمصاحبة والمصادقة شيء ، وأن يطعم بمناسبة ما كافرًا أو فاسقًا شيء آخر ، هذا يجوز ، ولكن ينبغي أن لا يكون ذلك منهج حياته ، ذلك لأن المصاحب للصالحين وللصادقين يتأثر بصحبتهم منهم خيرًا ، والعكس بالعكس ، مثل الجليس الصالح كمثل بائع المسك ، إما أن يُحذيك - أي : يعطيك مجانًا - ، وإما أن تشتري منه ، وإما أن تشمَّ منه رائحة طيبة ، ومثل الجليس السوء كمثل الحداد ، إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تشمَّ منه رائحة كريهة ، ومعنى الحديث أن الصاحب للصالح لا بد أن يخرج منه بكسب ، والعكس بالعكس ، أن المصاحب للطالح لا بد أن يتضرَّر منه ، كما مثَّل الرسول - عليه السلام - في الجليس الصالح كمثل بائع المسك ، إما أن يقدم إليك مجانًا من المسك ، فهذه منفعة ظاهرة ، وإما أن تشتري منه ، فهي منفعة دون تلك ، وإما أن تشم منه رائحة طيبة ؛ فهي منفعة - أيضًا - ، ولو دون المنفعتين السابقتين ، كذلك مثل الجليس السوء كمثل الحداد ، إما أن يحرق ثيابك بالنار التي يوقدها ، وإما أن تشمَّ بسببها رائحة كريهة ، فإذن الصاحب - كما يقال - ساحب ، الصاحب ساحب ، إن كان صالحًا سحبه إلى صلاحه ، وإن كان طالحا سحبه إلى الطلاح ، ولذلك قيل :
" عن المرء لا تسل وسَلْ عن قرينه *** فكلُّ مقارن بالمقارن يقتدي "
من هنا جاء أمر هام جدًّا من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حينما نهى في غير ما حديث ثابت ، نهى المسلمَ أن يخالط المشرك ، فقال - عليه الصلاة والسلام - : من جامع المشرك - أي : من خالطه وصاحبه - ؛ فهو مثله ، وقال - عليه السلام - : أنا بريء من مسلم يُقيم بين ظهراني المشركين ، وقال - أيضًا - : المسلم والمشرك لا تتراءى نارهما ، أي : المسلم يسكن بعيدًا عن المشرك ولا يخالطه ، بحيث أن أحدهما إذا أوقد ناره على قاعدة العرب في خيامهم قديمًا - وأيضًا حديثًا - في بعض الصحابة ، فتتراءى نارهما ، يقول الرسول : ابعد في سكنك عن سكن المشرك خشيةَ أن يتأثر بشيء من تقاليده وعاداته وأخلاقه وأطباعه ، لذلك ؛ فلا يجوز للمسلم أن يخالط إلا الصالحين ، هذا هو المقصود بقوله - عليه السلام - في الحديث السابق المسؤول عنه : لا تُصاحب إلا مؤمنًا ، ولا يأكل طعامك إلا تقي . نعم .
الشيخ : الذي نفهمه من هذا الحديث - والله أعلم - أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يضع للمسلم منهجًا ينطلق عليه في حياته ، فلا يصاحب إلا مؤمنًا ، ولا يأكل طعامه إلا تقي ، ولا يعني الحديث أنه لا يجوز للمسلم أن يطعم غيرَ المؤمن الصالح ، وإنما يقصد الحديث أنه ينبغي له أن لا يُخالط إلا مؤمنًا ، وألا يأكل طعامه إلا تقي ، المخالطة والمصاحبة والمصادقة شيء ، وأن يطعم بمناسبة ما كافرًا أو فاسقًا شيء آخر ، هذا يجوز ، ولكن ينبغي أن لا يكون ذلك منهج حياته ، ذلك لأن المصاحب للصالحين وللصادقين يتأثر بصحبتهم منهم خيرًا ، والعكس بالعكس ، مثل الجليس الصالح كمثل بائع المسك ، إما أن يُحذيك - أي : يعطيك مجانًا - ، وإما أن تشتري منه ، وإما أن تشمَّ منه رائحة طيبة ، ومثل الجليس السوء كمثل الحداد ، إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تشمَّ منه رائحة كريهة ، ومعنى الحديث أن الصاحب للصالح لا بد أن يخرج منه بكسب ، والعكس بالعكس ، أن المصاحب للطالح لا بد أن يتضرَّر منه ، كما مثَّل الرسول - عليه السلام - في الجليس الصالح كمثل بائع المسك ، إما أن يقدم إليك مجانًا من المسك ، فهذه منفعة ظاهرة ، وإما أن تشتري منه ، فهي منفعة دون تلك ، وإما أن تشم منه رائحة طيبة ؛ فهي منفعة - أيضًا - ، ولو دون المنفعتين السابقتين ، كذلك مثل الجليس السوء كمثل الحداد ، إما أن يحرق ثيابك بالنار التي يوقدها ، وإما أن تشمَّ بسببها رائحة كريهة ، فإذن الصاحب - كما يقال - ساحب ، الصاحب ساحب ، إن كان صالحًا سحبه إلى صلاحه ، وإن كان طالحا سحبه إلى الطلاح ، ولذلك قيل :
" عن المرء لا تسل وسَلْ عن قرينه *** فكلُّ مقارن بالمقارن يقتدي "
من هنا جاء أمر هام جدًّا من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حينما نهى في غير ما حديث ثابت ، نهى المسلمَ أن يخالط المشرك ، فقال - عليه الصلاة والسلام - : من جامع المشرك - أي : من خالطه وصاحبه - ؛ فهو مثله ، وقال - عليه السلام - : أنا بريء من مسلم يُقيم بين ظهراني المشركين ، وقال - أيضًا - : المسلم والمشرك لا تتراءى نارهما ، أي : المسلم يسكن بعيدًا عن المشرك ولا يخالطه ، بحيث أن أحدهما إذا أوقد ناره على قاعدة العرب في خيامهم قديمًا - وأيضًا حديثًا - في بعض الصحابة ، فتتراءى نارهما ، يقول الرسول : ابعد في سكنك عن سكن المشرك خشيةَ أن يتأثر بشيء من تقاليده وعاداته وأخلاقه وأطباعه ، لذلك ؛ فلا يجوز للمسلم أن يخالط إلا الصالحين ، هذا هو المقصود بقوله - عليه السلام - في الحديث السابق المسؤول عنه : لا تُصاحب إلا مؤمنًا ، ولا يأكل طعامك إلا تقي . نعم .
الفتاوى المشابهة
- باب : " باب من زار قوما فطعم عندهم " . شرح حدي... - الالباني
- الأكل من طعام الكفار - اللجنة الدائمة
- هل يجوز أكل طعام الكفار ؟ - الالباني
- وعن معمر بن عبدالله رضي الله عنه قال : إني ك... - ابن عثيمين
- الأكل من طعام الكفار - الفوزان
- فوائد حديث :( الطعام بالطعام مثلا بمثل ). - ابن عثيمين
- ما معنى حديث "لا تصاحب إلا مؤمنًا"؟ - ابن باز
- كيف نجمع بين حديث : ( لا يأكل طعامَك إلا تقيٌّ... - الالباني
- ما معنى: «لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إل... - ابن باز
- في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تصاحب إل... - الالباني
- في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تص... - الالباني