كيف نجمع بين حديث : ( لا يأكل طعامَك إلا تقيٌّ ) ، وما كان يحصل في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - من كون كلِّ الناس كانوا يأكلون من طعامه وقد يكون منهم كفار ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : ... بين الحديثين : لا يأكل طعامك إلا تقيٌّ .
الشيخ : طعامَك .
السائل : طعامَك إلا تقيٌّ ، وأنُّو كان الرسول - عليه الصلاة والسلام - يعني كان يأكل من طعامه أو أكثر الصحابة يأكل من طعامه أي واحد من الناس ، وقد يكون من الكفار اليهود و ... ؟
الشيخ : نعم ، بس أنا شعرت في الأول ذكرت الرسول .
السائل : نعم ، الرسول - عليه الصلاة والسلام - .
الشيخ : صحابته ... .
السائل : لأ ، نفس الشيء الجهتين ؛ الرسول - عليه الصلاة والسلام - والصحابة .
الشيخ : طيب .
السائل : ممكن يكون استضاف يهودي أو مشرك أو .
الشيخ : على كل حال الجواب - أخي - واضح ؛ وهو : لا يأكل طعامَك إلا تقيٌّ ؛ أي : لا تجعل ديدنَك أن يأكل طعامَك غيرُ تقي ، فهذا لا ينفي أنُّو أحيانًا قد يأكل طعامَك غيرُ تقي ؛ لأنُّو غير التقي لا بد أن تستجلبه إلى التقى وإلى الصلاح ، ومثل ما يقولوا عندنا بالشام : " طعم التّمّ تستحي العين " ؛ يعني أو كما قال الشاعر :
" أحسِنْ إلى الناسِ تستعبِدْ قلوبَهم *** فطالما استعبَدَ الإنسانَ إحسانُ "
فالإطعام هو من جملة الإكرام ، فإذا فعلَه الإنسان مع بعض الناس المنحرفين بهذه النية كذلك إذا أكل طعام المنحرفين بهذه النية ، كثيرًا ما نُسأل يعني أنُّو فلان مرابي - مثلًا - بيدعونا إلى دعوة نستجيب دعوته ولَّا لا ؟ فأنا أقول : أنت ونيتك ، إذا كان قصدك بس تملي بطنك فلا ؛ ابعِدْ عنه ، إذا كان قصدك تتخذ ذلك ذريعة ووسيلة لإلقاء بعض الكلمات في ذهنه وفي عقله مما يدلُّه على خطأ عمله فما في مانع في هذا أبدًا . وبهذا نستطيع أن نوجِّه قبول الرسول - عليه السلام - أحيانًا هدايا بعض الكفار ؛ مع أنُّو الأصل ألَّا يقبل ؛ حيث قال - عليه السلام - : إني لا أقبل رَبَذَ المشركين ؛ يعني هداياهم ، فهكذا كأنَّ الحديث بمعنى : شرُّ الطعام طعام الوليمة يُدعى إليها الأغنياء ويُترك عنها الفقراء . فعكس هذا لازم يكون المسلم ؛ لا يأكل طعامَه إلا تقي ؛ يعني هذه لازم تكون عادته .
وانظر أنت الآن تجد هذا المعنى غير متحقِّق في المُترَفين من الناس ، فهم يدعون خلاف هذا الحديث تمامًا ؛ يتركون الأتقياء ولا يشاركونهم ولا يطعمونهم إلى آخره ، بعكس الناس الطَّيِّبين الصالحين ، فالمفروض فيهم أنُّو يكون أكثر دعوتهم للصالحين ، لكن ذلك لا يعني أنُّو يمنعوا الآخرين من رفدهم ومن خيرهم إذا كان بالنية السابقة ، وسبحانك اللهم وبحمدك ... .
الشيخ : طعامَك .
السائل : طعامَك إلا تقيٌّ ، وأنُّو كان الرسول - عليه الصلاة والسلام - يعني كان يأكل من طعامه أو أكثر الصحابة يأكل من طعامه أي واحد من الناس ، وقد يكون من الكفار اليهود و ... ؟
الشيخ : نعم ، بس أنا شعرت في الأول ذكرت الرسول .
السائل : نعم ، الرسول - عليه الصلاة والسلام - .
الشيخ : صحابته ... .
السائل : لأ ، نفس الشيء الجهتين ؛ الرسول - عليه الصلاة والسلام - والصحابة .
الشيخ : طيب .
السائل : ممكن يكون استضاف يهودي أو مشرك أو .
الشيخ : على كل حال الجواب - أخي - واضح ؛ وهو : لا يأكل طعامَك إلا تقيٌّ ؛ أي : لا تجعل ديدنَك أن يأكل طعامَك غيرُ تقي ، فهذا لا ينفي أنُّو أحيانًا قد يأكل طعامَك غيرُ تقي ؛ لأنُّو غير التقي لا بد أن تستجلبه إلى التقى وإلى الصلاح ، ومثل ما يقولوا عندنا بالشام : " طعم التّمّ تستحي العين " ؛ يعني أو كما قال الشاعر :
" أحسِنْ إلى الناسِ تستعبِدْ قلوبَهم *** فطالما استعبَدَ الإنسانَ إحسانُ "
فالإطعام هو من جملة الإكرام ، فإذا فعلَه الإنسان مع بعض الناس المنحرفين بهذه النية كذلك إذا أكل طعام المنحرفين بهذه النية ، كثيرًا ما نُسأل يعني أنُّو فلان مرابي - مثلًا - بيدعونا إلى دعوة نستجيب دعوته ولَّا لا ؟ فأنا أقول : أنت ونيتك ، إذا كان قصدك بس تملي بطنك فلا ؛ ابعِدْ عنه ، إذا كان قصدك تتخذ ذلك ذريعة ووسيلة لإلقاء بعض الكلمات في ذهنه وفي عقله مما يدلُّه على خطأ عمله فما في مانع في هذا أبدًا . وبهذا نستطيع أن نوجِّه قبول الرسول - عليه السلام - أحيانًا هدايا بعض الكفار ؛ مع أنُّو الأصل ألَّا يقبل ؛ حيث قال - عليه السلام - : إني لا أقبل رَبَذَ المشركين ؛ يعني هداياهم ، فهكذا كأنَّ الحديث بمعنى : شرُّ الطعام طعام الوليمة يُدعى إليها الأغنياء ويُترك عنها الفقراء . فعكس هذا لازم يكون المسلم ؛ لا يأكل طعامَه إلا تقي ؛ يعني هذه لازم تكون عادته .
وانظر أنت الآن تجد هذا المعنى غير متحقِّق في المُترَفين من الناس ، فهم يدعون خلاف هذا الحديث تمامًا ؛ يتركون الأتقياء ولا يشاركونهم ولا يطعمونهم إلى آخره ، بعكس الناس الطَّيِّبين الصالحين ، فالمفروض فيهم أنُّو يكون أكثر دعوتهم للصالحين ، لكن ذلك لا يعني أنُّو يمنعوا الآخرين من رفدهم ومن خيرهم إذا كان بالنية السابقة ، وسبحانك اللهم وبحمدك ... .
الفتاوى المشابهة
- الحكم على حديث: "ما أكل أحد طعامًا خيرًا من..." - ابن باز
- ما المقصود بطعام أهل الكتاب ؟ - الالباني
- حديث ( إذا أكل أحدكم طعاما فليقل اللهم بارك لن... - الالباني
- في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تصاحب إل... - الالباني
- هل يجوز أكل طعام الكفار ؟ - الالباني
- هل من قال لا آكل هذا الطعام قد حرمه على نفسه؟ - ابن عثيمين
- في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تص... - الالباني
- ما معنى: «لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إل... - ابن باز
- الأكل من طعام الكفار - الفوزان
- الأكل من طعام الكفار - اللجنة الدائمة
- كيف نجمع بين حديث : ( لا يأكل طعامَك إلا تقيٌّ... - الالباني