هل يلتزم طالب العلم في بداية طلبه على مذهب خاص أم يبدأ بالاجتهاد ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : إذا كان الإنسان يعني في بداية الطلب - طلب العلم - يعني هل يتمسَّك بمذهب معيَّن يتفقَّه عليه ثم يجتهد بعد ذلك أم يبدأ بالاجتهاد ؟
الشيخ : لا ما يبدأ بالاجتهاد ، والاجتهاد ليس بتلك السهولة التي يتصوَّرها بعض الناس اليوم ، في عصرنا الحاضر - مع الأسف - يغلب على الشعوب الإسلامية التقليد المذهبي ، وطالب العلم لا يستطيع أن يقفز قفزةً واحدة إلى المرتبة الوسطى التي هي بين التقليد وبين الاجتهاد ، لا يستطيع أن يقفز قفزة واحدة إلى المرتبة الوسطى وهي الاتباع ، والتي هي خير من التقليد ودون الاجتهاد ، لا يستطيع ؛ لأن الجوَّ الذي يعيشه جوٌّ تقليدي ، كل جماعة تتَّبع مذهبًا من المذاهب الأربعة ، فإذا كان المسلم في مثل هذه الأجواء ؛ فعليه أن يدرس الفقه من المصادر الموجودة بين يديه ، والشيوخ الذين يُدرِّسون من تلك الكتب وهو شيوخ التقليد ، ولكن يجب أن يدرس مع ذلك الوسائل العلميَّة التي تُساعده على فهم الكتاب والسنة ، فضلًا عن فهم أقوال العلماء ؛ سواء كان منهم من المتقدِّمين أو المتأخِّرين ؛ لأن دراسة هذه الوسائل كعلم النحو والصرف ونحو ذلك ، فضلًا عن أصول الفقه وأصول الحديث ؛ ذلك يُمكِّنه أن يتدرَّج في سلَّم الوصول إلى المرتبة الوسطى ؛ ألا وهي الاتباع ، ثم بعد ذلك إلى أن يجتهدَ في ترجيح بعض الأقوال على بعض في بعض المسائل ، إلى أن يُصبح عالمًا متمكِّنًا بالإفتاء فيما قد ينزل على الناس من مسائل أو مشاكل حديثة .
المفروض أن يكون المجتمع الإسلامي كما كان المجتمع الأول في عهد الرسول - عليه السلام - والتابعين وأتباعهم ، ولكن هذا يحتاج إلى جهود كثيرة وكثيرة جدًّا ، ولَريثما يعود المجتمع الإسلامي سيرته الأولى الذي كان فيه عامة المسلمين لا يتَّبعون مذهبًا معيَّنًا كما هو شأنهم في هذا الزمان ، وإنما كان يسألون العالم الفقيه - أي : العالم حقًّا بالكتاب وبالسنة - فيفتيه ، فيُصبح فتوى هذا العالم مذهبًا لهذا المستفتي .
هكذا كان الأمر في العهد الأول ، وكذلك ينبغي أن يعود الأمر في كلِّ زمان وفي كلِّ مكان ، ولكن هذا يحتاج إلى جهود جبَّارة وجبَّارة جدًّا ، لذلك فطالب العلم اليوم مضطر أن يدرس الفقه المذهبي ، ولكن لا يجوز له أن يجعله دينًا ؛ أن يتعبَّد الله به ، ولو علم فيما بعد من زمن قريب أو بعيد أنَّ بعض المسائل التي جاءت فيه خلاف الكتاب والسنّة ؛ ففي هذه الحالة لا يجوز له أن يظلَّ مقلِّدا لمذهبه ما دام أنه تبيَّن له أن الصواب - ولو في بعض المسائل - في مذهب غير مذهبه .
هذا هو طريق الابتداء في طلب العلم ، أما هذا القفز الذي نراه من بعض الشباب المتحمِّسين حيث يدَّعون الاجتهاد ، وهم بعد ما وصلوا إلى مرتبة الاتباع التي هي مرتبة محاولة ترجيح قول على قول ؛ ولذلك فخير الأمور الوسط ، وحب التناهي غلط ، فلا يجوز للمسلم أن يقنعَ بالتقليد ولو صار من كبار الشيوخ ، كما أنه لا يجوز للمبتدئ في طلب العلم أن يقفز قفزًا إلى مرتبة الاتباع وهو لا يستطيع الترجيح ، فضلًا عن أن يتمكَّن أن يجتهد ويُعطي آراء في مسائل لم يُسبق إليها .
تفضل .
الشيخ : لا ما يبدأ بالاجتهاد ، والاجتهاد ليس بتلك السهولة التي يتصوَّرها بعض الناس اليوم ، في عصرنا الحاضر - مع الأسف - يغلب على الشعوب الإسلامية التقليد المذهبي ، وطالب العلم لا يستطيع أن يقفز قفزةً واحدة إلى المرتبة الوسطى التي هي بين التقليد وبين الاجتهاد ، لا يستطيع أن يقفز قفزة واحدة إلى المرتبة الوسطى وهي الاتباع ، والتي هي خير من التقليد ودون الاجتهاد ، لا يستطيع ؛ لأن الجوَّ الذي يعيشه جوٌّ تقليدي ، كل جماعة تتَّبع مذهبًا من المذاهب الأربعة ، فإذا كان المسلم في مثل هذه الأجواء ؛ فعليه أن يدرس الفقه من المصادر الموجودة بين يديه ، والشيوخ الذين يُدرِّسون من تلك الكتب وهو شيوخ التقليد ، ولكن يجب أن يدرس مع ذلك الوسائل العلميَّة التي تُساعده على فهم الكتاب والسنة ، فضلًا عن فهم أقوال العلماء ؛ سواء كان منهم من المتقدِّمين أو المتأخِّرين ؛ لأن دراسة هذه الوسائل كعلم النحو والصرف ونحو ذلك ، فضلًا عن أصول الفقه وأصول الحديث ؛ ذلك يُمكِّنه أن يتدرَّج في سلَّم الوصول إلى المرتبة الوسطى ؛ ألا وهي الاتباع ، ثم بعد ذلك إلى أن يجتهدَ في ترجيح بعض الأقوال على بعض في بعض المسائل ، إلى أن يُصبح عالمًا متمكِّنًا بالإفتاء فيما قد ينزل على الناس من مسائل أو مشاكل حديثة .
المفروض أن يكون المجتمع الإسلامي كما كان المجتمع الأول في عهد الرسول - عليه السلام - والتابعين وأتباعهم ، ولكن هذا يحتاج إلى جهود كثيرة وكثيرة جدًّا ، ولَريثما يعود المجتمع الإسلامي سيرته الأولى الذي كان فيه عامة المسلمين لا يتَّبعون مذهبًا معيَّنًا كما هو شأنهم في هذا الزمان ، وإنما كان يسألون العالم الفقيه - أي : العالم حقًّا بالكتاب وبالسنة - فيفتيه ، فيُصبح فتوى هذا العالم مذهبًا لهذا المستفتي .
هكذا كان الأمر في العهد الأول ، وكذلك ينبغي أن يعود الأمر في كلِّ زمان وفي كلِّ مكان ، ولكن هذا يحتاج إلى جهود جبَّارة وجبَّارة جدًّا ، لذلك فطالب العلم اليوم مضطر أن يدرس الفقه المذهبي ، ولكن لا يجوز له أن يجعله دينًا ؛ أن يتعبَّد الله به ، ولو علم فيما بعد من زمن قريب أو بعيد أنَّ بعض المسائل التي جاءت فيه خلاف الكتاب والسنّة ؛ ففي هذه الحالة لا يجوز له أن يظلَّ مقلِّدا لمذهبه ما دام أنه تبيَّن له أن الصواب - ولو في بعض المسائل - في مذهب غير مذهبه .
هذا هو طريق الابتداء في طلب العلم ، أما هذا القفز الذي نراه من بعض الشباب المتحمِّسين حيث يدَّعون الاجتهاد ، وهم بعد ما وصلوا إلى مرتبة الاتباع التي هي مرتبة محاولة ترجيح قول على قول ؛ ولذلك فخير الأمور الوسط ، وحب التناهي غلط ، فلا يجوز للمسلم أن يقنعَ بالتقليد ولو صار من كبار الشيوخ ، كما أنه لا يجوز للمبتدئ في طلب العلم أن يقفز قفزًا إلى مرتبة الاتباع وهو لا يستطيع الترجيح ، فضلًا عن أن يتمكَّن أن يجتهد ويُعطي آراء في مسائل لم يُسبق إليها .
تفضل .
الفتاوى المشابهة
- ما حكم تقليد مذهب معين؟ - الالباني
- ما حكم ( التعبد ) بمذهب معين.؟ - الالباني
- كيف يطلب طالب العلم علم الفقه ؟ - الالباني
- هل يجوز التزام مذهب معين في بداية الطلب ثم بعد... - الالباني
- ما رأيك في التقليد لمذهب من المذاهب أو عالم من... - الالباني
- هل يلزم طالب العلم تقليد أحد الأئمة الأربعة في... - الالباني
- حكم من يلتزم مذهبًا معينًا في الصلاة والعبادة - ابن باز
- ما حكم تقليد المذهب ؟ - الالباني
- هل يلتزم طالب العلم في بداية طلبه على مذهب خاص... - الالباني
- هل يلتزم طالب العلم في بداية طلبه على مذهب خاص... - الالباني
- هل يلتزم طالب العلم في بداية طلبه على مذهب خاص... - الالباني