السائل : سؤال حول أو يتمم هذا الموضوع ولو من بعد يقول فيه السائل يقول البعض لابد من التمذهب في أول طريق العلم دون تعصب حتى ينضبط لك الأمر وتنضبط لك الألفاظ الاصطلاحية عند أهل العلم ، ثم بعد ذلك تنظر وتبحث بالترجيح والبرهان والدليل ؛ فما هو رأيكم ؟
الشيخ : هذا هو الرأي مع قيد ، نحن دائما نؤكد بأن واجب الدعاة الإسلاميين حقا أن يعودوا بمجتمعتهم إلى هدي المجتمع الأول ؛ كيف كان المجتمع الأول ؟ هل كان هناك مذاهب ؟ هل كان هناك مذهب لبعض الصحابة ؟ مذهب يسمى بكري وآخر يسمى عمري وثالث عثماني ورابع علوي ؟ الجواب لا ، وإنما كانوا فعلا أمة واحدة ولاشك أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليسوا كلهم علماء بل كما نفهم من كتب أهل العلم أقلهم كان من أهل العلم ؛ أما جمهورهم فكان كما أشار القرآن { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } فالجمهور كانوا يسألون يتقصدون في سؤالهم رجلا منهم يتعصبون له دون الآخرين ؟ الجواب لا ، من تيسر لهم من أهل العلم من الصحابة سألوه دون تحيز إلى واحد منهم ، يجب كما يقال التاريخ يعيد نفسه لكن التاريخ يعيد نفسه بفعل أهل التاريخ ؛ فأريد أن أقول القيد هو صحيح ما جاء في السؤال في العصر الحاضر ينبغي الإنسان أن يدرس دراسة نظامية مذهبية لكن القيد الذي أريد أن أقوله هذا في المجتمعات العامة المعروفة اليوم بالتمذهب ، أما إذا قيد لرجل ما أنه يعيش في بلد أو في قرية فيها أفراد من أهل العلم الذين لا يتعصبون لمذهب من المذاهب الأربعة وإنما منهجهم الكتاب والسنة ، فهذا البعض المقيم في هذا البلد ليس له أن يدرس هذه الدراسة التي قلنا عنها إنها هي اليوم وإنما عليه أن يدرس على هؤلاء العلماء دراسة على الكتاب والسنة في كل أحكام الشريعة ؛ أما إذا كان لا يوجد كما هو الواقع مع الأسف في أكثر بلاد الإسلام إلا علماء مذهبيين فلا يسعه إلا أن يدرس على أحد ثم بعد ذلك يتوسع في دراسة السنة ودراسة تفاصيل الأئمة ليتعرف على أدلة الشريعة وعلى ما ذهب إليه كل مذهب من الاستنباط فيعمل الترجيح حينما يصل إلى هذه المنزلة ، هذا القيد هو الذي أردت أن أضمه إلى ذاك السؤال الذي أقررته لكن مع هذه الضميمة وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ؛ أما بعد فالرجاء من إخواننا الحاضرين الذين انتقلوا من مخيم إلى هذا المخيم أن يفسحوا الفرصة لأهل هذا المخيم أن يوجهوا أسئلتهم حتى نجيب عليها لأنهم أحق بذلك من غيرهم ولاسيما أننا قضينا ساعات كثيرة في مخيمنا هناك ، ولذلك فأرجو أن لا يعتدي الحاضرون من هناك على الحاضرين هنا وأن يفسحوا المجال لأسئلتهم ، فإذا ما أفلسوا من أسئلتهم جاء دوركم ولعلهم أغنياء إن شاء الله ، أغنياء بأسئلتهم فهاتوا ما عندكم يا معشر المخيم ؟
أبو ليلى : يا دكتور حتى أنت تلقي الأسئلة يعني اكتبوا يا إخوة الأسئلة على الأوراق .
الشيخ : أنت تفسح المجال للاعتداء ؟
أبو ليلى : وهو يا شيخنا المعنيين أهل المخيم هذا .
الشيخ : ترقيعة حلوه هذه ، بس بدك من يفهمها أول من استجاب لدعوتك غير أهل المخيم اهتبلوها فرصة .
السائل : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد : فإننا نهتبل هذه الفرصة المناسبة لوجود فضيلة الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني وهو رجل معروف ولولا أنه لا يجوز التمادح للمسلم أمام أخيه لوصفنا الشيخ بما هو أهل له ، ولكن هذا لا يجوز كما أن الشيخ لا يرضى بذلك إلا أننا نقول إن الشيخ قد قضى أكثر من نصف قرن في خدمة السنة النبوية وفي تحقيق الأحاديث ولا نظن إلا أن الشيخ من مجددي هذه الأمة أمر دينها في علم الحديث فنسأل الله عز وجل أن يجيزه بذلك ويجزيه الثواب العظيم والأجر الكبير لما يقدمه وما قدمه لطلاب العلم وللأمة كافية ، وقبل أن نجيب على الأسئلة التي سوف يسأل فيها إخواننا الشيخ عما يتعلق في أمورهم سواء فيما يتعلق بمسائل الحج أو المسائل العامة نريد كلمة من الشيخ يختارها هو إما نصيحة لطلاب العلم أو للناس كافة كما يرى فليتقدم مشكورا .
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما } ... .