حينما يقوم المسبوق لِيُتِمَّ صلاته ؛ هل يلزمه اتخاذ سترة حتى لا يمرَّ أحد بين يديه ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : يا شيخ ، مسألة حينما يقوم المسبوق لِيُتِمَّ صلاته ؛ هل يلزمه اتخاذ سترة ؟ وإذا مرَّ أحدهم بين يديه هل يلزمه سترة ؟
الشيخ : ... يمكن أنا ما سمعت ... أعد عليَّ .
السائل : شيخ - حفظك الله - ، المسبوق بالصلاة حينما يقوم يأتي بما فاتَه من الصلاة ؛ هل يلزمه اتخاذ سترة ؟ هذا ... الأول ... يا شيخ ، هل يلزمه دفع مَن يمرُّ بين يديه ؟
الشيخ : نقول : لا يلزمه وقد يلزمه ، لا يلزمه باعتبار أنه لا يزال في حكم المقتدي بالإمام الذي كان سُبِقَ ببعض صلاته ، ويلزمه اتخاذ السترة إذا كانت قريبًا منه لا تتطلب منه عملًا كبيرًا ، نفترض - مثلًا - أنه يصلي إلى القبلة ، وهناك سارية عمود ، لو أخذ يمينًا أو يسارًا خطوة أو خطوتين لَصار متستِّرًا بسترة ، هكذا ممكن الإنسان يتصوَّر صور كثيرة ، فإذا كان اتِّخاذه للسترة في حالة الإتمام لصلاته لا يستلزم منه طلبًا عملًا غير مطلوب شرعًا ؛ فله أن يفعل ذلك بما قد يتعرَّض هو شخصه لمرور أحد بين يديه ، وبخاصة إذا كان المارُّ بين يديه مما يقطع الصلاة ؛ كما جاء في الحديث الصحيح وهو معلوم .
سائل آخر : ... .
...
الشيخ : في الواقع قلت ما قلت آنفًا من أنه أعني ذاك المسبوق إذا كان يستطيع أن يتستَّر مجدَّدًا بدون كلفة وبدون عمل كثير فذلك أولى له ؛ كي لا ينشغل باله مما قد يمرُّ بين يديه ، لكن ليس عندي علم جازم من أن هذا المسبوق ... ولم يصلِّ إلى سترة جديدة ، ومرَّ عليه مارٌّ من الأنواع الثلاثة : المرأة ، والحمار ، والكلب الأسود ؛ فهل تبطل صلاته أم لا ؟
ليس عندي جواب أنا أقتنع به ، وفاقد الشيء لا يعطيه ، لكن أقول : الأحوط أن يتَّخذ سترة خروجًا من الخلاف ، واتخاذ السترة ولو في هذه الحالة لا أحد يقول بأن صلاته معرَّضة للفساد والبطلان ، بينما على الحديث الصحيح الذي أشرت إليه آنفًا إذا كان سترة الإمام السابقة التي هو الآن عمليًّا لا سترة أمامه ؛ لا ... ولا سترة تقوم مقام سترة الإمام ، فاحتياطًا على الأقل نقول : ينبغي أن يتعاطى بعض الأعمال التي لا تعرِّض صلاته للفساد ، من أجل أن يحفظها من فساد قد يعرض له ، ونحن نعلم أنه قد ثبت في السنة : " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يصلي ... جاءت شاة تسعى ، فساعاها الرسول - عليه السلام - حتى ألزقَ بطنه بجدار ، وجعلها تمرُّ خلفه " . فهذا بلا شك فيها بعض الحركات بعض الخطوات في سبيل منع هذه الشاة أن تمرَّ بين يديه ؛ مع أنها ليست من الأنواع الثلاثة التي تُبطل الصلاة ، فإذا كان في مكان ما يخشى أن يمرَّ شيء من هذه الأشياء الثلاثة فهنا يسعى الإنسان ... بالشرط السابق ، هذا ما عندي والله أعلم .
السائل : وإن لم يتوقَّع مرور ... ؟
الشيخ : يبقى هنا ... كما أشرنا إليها في حديثي السابق عندنا نوعين من المرور ؛ مرور يبطل الصلاة ... ، ومرور يبطل جزء من أدب الصلاة ومن قيمتها ، على هذا النوع الثاني قال - عليه الصلاة والسلام - : إذا صلى أحدكم فليصلِّ إلى سترة ، وفي حديث آخر : فَلْيَدْنُ من سترته ؛ لا يقطع الشيطان عليه صلاته . هنا لفظ شيطان المتبادر من الإطلاق كما لا يخفى عليكم هو شيطان الجن ، وإن كان يدخل فيه شيطان الإنس ، ولكن المعنى الأول في الحقيقة ... الخاصة الناس عنه غافلون ؛ إما لأنهم ما عرفوا هذا الحديث ، أو سمعوا به ثم دخل من أذن وخرج من الأذن الأخرى ، فهم لا يستحضرون أن أحدهم إذا قام يصلي أنه يمكن أن يمرَّ بين يديه من وصفه الله - عز وجل - بقوله : إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ ، فلذلك يجب اتخاذ السترة ولو كان مقدِّرًا قدرًا حجم الصلاة ؛ لأن هناك شيطان له من السلطة والقدرة من الدخول والخروج لا يستطيعه بنو الإنسان ، وبخاصة أنه قد جاء في " صحيح مسلم " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان قائما يصلي بأصحابه يومًا ، فرأوه همَّ وكأنه يقلب على شيء ، فسألوه بعد فراغه من الصلاة ؟ قال : ذاك شيطان همَّ أن يرميني بشررٍ من نار أو نحو ذلك .
السائل : ... .
الشيخ : نعم ؟
السائل : ... .
الشيخ : ... فإذا كان الرسول - عليه الصلاة والسلام - يمكن أن يتفلَّت عليه الشيطان وأن يمرَّ بين يدي صلاته ؛ فما بالنا نحن عامة الناس ؟ فأولى أن نتَّخذ مثل هذه الوسيلة الشرعية ، هذه الوسيلة قلت عنها وسيلة شرعية لدفع قول بعض الناس إنه ما في حدا يمرُّ ؛ فإذًا هناك عالم من عوالم الغيب ما نراهم ، والرسول يأمرنا أن نصلي لسترة دون أن يكون - مثلًا - كنت في غرفة أو كنت في المسجد أو كنت في العراء ؛ كل ذلك يدخل في عموم هذا الحديث .
أنا أعلم أنني كنت قرأت بأول نشأتي العلمية وعلى مذاهب الحنفية أنهم قالوا : إذا كان مسجد أربعين ذراعًا في أربعين ذراعًا ... إلى السُّترة ، لكني فيما بعد علمت أن الأحاديث الآمرة بالسترة والمؤكدة لهذا الأمر ، والتي رتَّبت في بعضها بطلان الصلاة بمرور تلك الأنواع المشار إليها كلها ... الرسول - عليه السلام - ... يصلي في مسجد أو بغيره ثم هو ... المسجد بمسافة محدودة أو بغيرها ؛ فينبغي إذًا إعمال الأحاديث على شمولها وعلى إطلاقها ، هذا الذي عندي .
الشيخ : ... يمكن أنا ما سمعت ... أعد عليَّ .
السائل : شيخ - حفظك الله - ، المسبوق بالصلاة حينما يقوم يأتي بما فاتَه من الصلاة ؛ هل يلزمه اتخاذ سترة ؟ هذا ... الأول ... يا شيخ ، هل يلزمه دفع مَن يمرُّ بين يديه ؟
الشيخ : نقول : لا يلزمه وقد يلزمه ، لا يلزمه باعتبار أنه لا يزال في حكم المقتدي بالإمام الذي كان سُبِقَ ببعض صلاته ، ويلزمه اتخاذ السترة إذا كانت قريبًا منه لا تتطلب منه عملًا كبيرًا ، نفترض - مثلًا - أنه يصلي إلى القبلة ، وهناك سارية عمود ، لو أخذ يمينًا أو يسارًا خطوة أو خطوتين لَصار متستِّرًا بسترة ، هكذا ممكن الإنسان يتصوَّر صور كثيرة ، فإذا كان اتِّخاذه للسترة في حالة الإتمام لصلاته لا يستلزم منه طلبًا عملًا غير مطلوب شرعًا ؛ فله أن يفعل ذلك بما قد يتعرَّض هو شخصه لمرور أحد بين يديه ، وبخاصة إذا كان المارُّ بين يديه مما يقطع الصلاة ؛ كما جاء في الحديث الصحيح وهو معلوم .
سائل آخر : ... .
...
الشيخ : في الواقع قلت ما قلت آنفًا من أنه أعني ذاك المسبوق إذا كان يستطيع أن يتستَّر مجدَّدًا بدون كلفة وبدون عمل كثير فذلك أولى له ؛ كي لا ينشغل باله مما قد يمرُّ بين يديه ، لكن ليس عندي علم جازم من أن هذا المسبوق ... ولم يصلِّ إلى سترة جديدة ، ومرَّ عليه مارٌّ من الأنواع الثلاثة : المرأة ، والحمار ، والكلب الأسود ؛ فهل تبطل صلاته أم لا ؟
ليس عندي جواب أنا أقتنع به ، وفاقد الشيء لا يعطيه ، لكن أقول : الأحوط أن يتَّخذ سترة خروجًا من الخلاف ، واتخاذ السترة ولو في هذه الحالة لا أحد يقول بأن صلاته معرَّضة للفساد والبطلان ، بينما على الحديث الصحيح الذي أشرت إليه آنفًا إذا كان سترة الإمام السابقة التي هو الآن عمليًّا لا سترة أمامه ؛ لا ... ولا سترة تقوم مقام سترة الإمام ، فاحتياطًا على الأقل نقول : ينبغي أن يتعاطى بعض الأعمال التي لا تعرِّض صلاته للفساد ، من أجل أن يحفظها من فساد قد يعرض له ، ونحن نعلم أنه قد ثبت في السنة : " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يصلي ... جاءت شاة تسعى ، فساعاها الرسول - عليه السلام - حتى ألزقَ بطنه بجدار ، وجعلها تمرُّ خلفه " . فهذا بلا شك فيها بعض الحركات بعض الخطوات في سبيل منع هذه الشاة أن تمرَّ بين يديه ؛ مع أنها ليست من الأنواع الثلاثة التي تُبطل الصلاة ، فإذا كان في مكان ما يخشى أن يمرَّ شيء من هذه الأشياء الثلاثة فهنا يسعى الإنسان ... بالشرط السابق ، هذا ما عندي والله أعلم .
السائل : وإن لم يتوقَّع مرور ... ؟
الشيخ : يبقى هنا ... كما أشرنا إليها في حديثي السابق عندنا نوعين من المرور ؛ مرور يبطل الصلاة ... ، ومرور يبطل جزء من أدب الصلاة ومن قيمتها ، على هذا النوع الثاني قال - عليه الصلاة والسلام - : إذا صلى أحدكم فليصلِّ إلى سترة ، وفي حديث آخر : فَلْيَدْنُ من سترته ؛ لا يقطع الشيطان عليه صلاته . هنا لفظ شيطان المتبادر من الإطلاق كما لا يخفى عليكم هو شيطان الجن ، وإن كان يدخل فيه شيطان الإنس ، ولكن المعنى الأول في الحقيقة ... الخاصة الناس عنه غافلون ؛ إما لأنهم ما عرفوا هذا الحديث ، أو سمعوا به ثم دخل من أذن وخرج من الأذن الأخرى ، فهم لا يستحضرون أن أحدهم إذا قام يصلي أنه يمكن أن يمرَّ بين يديه من وصفه الله - عز وجل - بقوله : إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ ، فلذلك يجب اتخاذ السترة ولو كان مقدِّرًا قدرًا حجم الصلاة ؛ لأن هناك شيطان له من السلطة والقدرة من الدخول والخروج لا يستطيعه بنو الإنسان ، وبخاصة أنه قد جاء في " صحيح مسلم " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان قائما يصلي بأصحابه يومًا ، فرأوه همَّ وكأنه يقلب على شيء ، فسألوه بعد فراغه من الصلاة ؟ قال : ذاك شيطان همَّ أن يرميني بشررٍ من نار أو نحو ذلك .
السائل : ... .
الشيخ : نعم ؟
السائل : ... .
الشيخ : ... فإذا كان الرسول - عليه الصلاة والسلام - يمكن أن يتفلَّت عليه الشيطان وأن يمرَّ بين يدي صلاته ؛ فما بالنا نحن عامة الناس ؟ فأولى أن نتَّخذ مثل هذه الوسيلة الشرعية ، هذه الوسيلة قلت عنها وسيلة شرعية لدفع قول بعض الناس إنه ما في حدا يمرُّ ؛ فإذًا هناك عالم من عوالم الغيب ما نراهم ، والرسول يأمرنا أن نصلي لسترة دون أن يكون - مثلًا - كنت في غرفة أو كنت في المسجد أو كنت في العراء ؛ كل ذلك يدخل في عموم هذا الحديث .
أنا أعلم أنني كنت قرأت بأول نشأتي العلمية وعلى مذاهب الحنفية أنهم قالوا : إذا كان مسجد أربعين ذراعًا في أربعين ذراعًا ... إلى السُّترة ، لكني فيما بعد علمت أن الأحاديث الآمرة بالسترة والمؤكدة لهذا الأمر ، والتي رتَّبت في بعضها بطلان الصلاة بمرور تلك الأنواع المشار إليها كلها ... الرسول - عليه السلام - ... يصلي في مسجد أو بغيره ثم هو ... المسجد بمسافة محدودة أو بغيرها ؛ فينبغي إذًا إعمال الأحاديث على شمولها وعلى إطلاقها ، هذا الذي عندي .
الفتاوى المشابهة
- تكلم على اتخاذ السترة في المساجد كلها ومنها ال... - الالباني
- هل تستمر سترة الإمام على المأموم بعد السلام.؟ - الالباني
- بيان حكم اتخاذ المصلي للسترة . - الالباني
- السترة بالنسبة للمسبوق في الصلاة هل تجوز أنه ي... - الالباني
- هل حديث ( سترة الإمام سترة لمن خلفه ) صحيح ؟ - الالباني
- تتمة الكلام عن حكم السترة في الصلاة.؟ - الالباني
- كلمة حول اتِّخاذ السترة في الصلاة ، وذكر الأدل... - الالباني
- هل يجوز اتخاذ المرأة سترة بين يدي زوجها أو محر... - الالباني
- هل يلزم المسبوق اتخاذ سترة، وإذا مرَّ أحد بين... - الالباني
- إذا أتى الإنسان للصلاة مسبوقاً ولم يستطع اتخاذ... - الالباني
- حينما يقوم المسبوق لِيُتِمَّ صلاته ؛ هل يلزمه... - الالباني