إلزام بعض الأحزاب أتباعهم بالبيعة وطاعة الأمير ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : في سؤال يا شيخ ... وهي مسألة الإمارة في الدعوة ، بحيث أن هناك بعض الجماعات أو حتى من السلفيين من يطلبون الإمارة ، ويستدلون بحديث السفر ، وكذلك يلزمون من يكون معهم بالإمارة عن طريق قولهم إن المؤمنين عند شروطهم ، وكذلك بالنذر ، أن هذا يُقاس على النذر ، أن الإنسان إذا نذر نذرًا فإنه يلتزم به ، فكذلك .
الشيخ : عفوًا هذه الأخيرة ما فهمتها إيش هي ؟
السائل : النذر .
الشيخ : النذر ما باله ؟
السائل : أن الإنسان إذا التزم بالنذر وجب عليه الإيفاء ، فكذلك الإنسان إذا دخل داخل هذه الجماعة وسلَّم لهذا الأمير ؛ فإنه يجب عليه الطاعة لهذا الأمير قياسًا على النذر ، وقياسًا على قوله : إن المؤمنين عند شروطهم في البيوع وغير ذلك ، فتجدهم يضعون أميرًا ، وقد يكون هذا الأمير ليس من علمائهم ولا من العلماء ، إنما فقط أن يكون رجلًا منظِّمًا ومدبِّرًا ، وقد يكون صاحب وظيفة عادية من مهندس أو دكتور أو غير ذلك .
الشيخ : إي نعم ، أول ذلك يخطر في بالي أن أقول من الذي قاس هذا القياس ؟ هل هو عالم أم جاهل ؟ سيُقال إنه عالم ، هل هو عالم بالمعنى الحقيقي الشرعي أم هو مقلد ؟ وقد لا يكون عالمًا بالتقليد - أيضًا - !! فهذه من عجائب ما يقع في هذا الزمان ، يجتهد من لا يحسن التقليد ، لماذا ؟ لتنفيذ أحكام وتضليل الناس باسم إيش ؟ القياس ، القياس يا إخواننا هو الدليل الرابع كما تعلمون ، وأنه لا يُصار إليه إلا للضرورة ، إلا للضرورة كما يقول الإمام الشافعي - رحمه الله - في بعض كتبه ولعلها " الرسالة " : " القياس ضرورة ، فإن لم يكن هناك ضرورة ؛ فلا يُشرع اللجأ إلى القياس " ، الآن هؤلاء يستدلون بمثل هذه الأمور التي ذكرتها ، ومنها القياس لتسليك واقعهم المخالف للشرع والمُفرِّق لجماعة المسلمين .
أما من كان سلفيَّ العقيدة وهو وكان عالمًا بطبيعة الحال بالدعوة السلفية القائمة على الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح ؛ فهو يجد أن هذه الاستدلالات إنما هي من باب ذرِّ الرماد على العيون ليقولوا للناس : نحن عندنا أدلة من الكتاب والسنة والقياس الصحيح ، فنحن نقول لقد جرى المسلمون في العهد الأول على البيعة الشرعية ، ثم - مع الأسف - تفرَّق المسلمون فيما بعد إلى دُويلات تشبه دويلاتنا القائمة الآن ، ولو أنه ربَّما تكون أقل عددًا وأوسع دائرة ، وما أحد من هذه الدول سلكَ سبيل هذه الجماعات والأحزاب ليسوِّغوا هذا التفرُّق الذي كان قائمًا بين الدول الإسلامية يومئذ ، ذلك لأنهم كانوا لا يزالون على شيء من العلم بالنسبة لعلمائهم ، أما الناشئة الجديدة اليوم ، والذين يدعون إلى تكتُّل ما وتحزُّب ما ؛ فليس فيهم ما كان في أولئك من العلماء ، العلماء حقيقةً ، على الأقل علماء بالمذهب ، هؤلاء ليس عندهم علماء حقيقة ، ولا علماء وقد أحسن - حيث أخطأ كثيرًا ! - الدكتور البوطي حينما سمَّى نفسه وأمثاله من العلماء ، إنهم علماء مجازًا ، كانت هذه في الواقع يعني فلتة ؛ لكن رمية من غير رامي ! أصاب الحق دون أن يقصده ، لقد كان فيهم يومئذ على الأقل علماء مجازيِّين ، يعني علماء بالمذهب ، ولا يوجد في المذاهب مثل هذه الأحكام التي أنت حكيتها آنفًا فضلًا عن أن يُوجد مثلها في الفقه المُستقى من الكتاب والسنة ، فهذه أحكام تصدر من بعض الرؤوس التي لا تفهم الإسلام على وجهه الصحيح لتسليك واقعهم ولاصطياد الناس وضمِّهم إليهم .
ولذلك نحن نقول أن قائمة المسلمين لا تقوم إلا على أساسين اثنين - منذ نحو أربعين سنة وأنا أقول بكلمتين - وأقيم عليها محاضرات كثيرة - لا بد من " التصفية والتربية " ؛ تصفية الإسلام مما دخل فيه في كل نواحي الإسلام ، - ولستم بحاجة إلى شيء من التفصيل - ، ثم اقتران التربية مع هذا العلم الصحيح ، فأين العلماء الذين ينبغي أن يكون عددهم بالألوف المؤلَّفة في هذا المجتمع الإسلامي العظيم ، ينبغي أن يكون فيهم علماء بالألوف المؤلفة ، ومضى عليهم سنين كثيرة وهم يربُّون الجيل الذى يعيشون بينهم على هذا العلم الصحيح ، لا وجود لهذا ولا لهذا ؛ فمن الذى سيقيم الدولة المسلمة ؟!
لذلك فأول أساس لإقامة الدولة المسلمة هو ما يؤخذ من قوله - تعالى - : إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ ، لا شكَّ نصر الله هو العمل بأحكامه ، لكن نصر الله اليوم المترتِّب على العمل بأحكامه ليس كنصر الله في أول يوم حين بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلَّمه الاسلام مباشرة ، أما نحن بحاجة إلى دراسات طويلة وسنين عديدة وعديدة جدًّا حتى يتسنَّى لنا أن نُوجد الألوف المؤلفة من العلماء الفقهاء حقيقة بكتاب الله وبسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى منهج السلف الصالح .
انظروا الآن صعوبة الحصول على العلم الصحيح ، وسهولة الحصول على العلم يومئذٍ ، نحن الآن بحاجة لعديد من الوسائل والوسائط ، نحن الآن نكون بحاجة أن نعرف شيئًا غير الكتاب والسنة ، وهو الذى نُدندن دائمًا حوله ، وهو معرفة ما كان عليه سلفنا الصالح ، كيف نستطيع أن نعرف ما كان عليه سلفنا الصالح ؟ لا يمكننا إلا :
أولًا : بالكتاب . ثانيًا : بالسنة . ثالثًا : بالآثار السلفية .
فنحن الآن لا نجد علماء بالعشرات يتقنون علم السنة ، فأين هؤلاء العلماء بالمئات والألوف يُحسنون معرفة ما كان عليه سلفنا الصالح من الآثار التي خلَّفوها ؟ لأنها قولًا أو فعلًا وتطبيقًا منهم للكتاب والسنة . الآن في صعوبات كثيرة في طريق الدعاة اليوم حقًّا ، لم تكن هذه الصعوبات موجودة في القرون الأولى ، لقرب العهد من نزول الوحي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فإذًا نحن اليوم بحاجة إلى مساعي ضخمة وواسعة جدًّا ، هذه المعاني لا يفكِّر فيها الدعاة الإسلاميون إسلامًا عامًّا ، لا يعرفون أن هذا الإسلام اليوم يتطلب من المسلمين الخاصة دراسة علوم كثيرة وكثيرة جدًّا ، منها تتبُّع الآثار السلفية حتى يصونوا بها أنفسهم عن أن يكونوا فرقةً من الفرق الضالة ، كالمعتزلة والخوارج والمرجئة ونحو ذلك ، لأن هؤلاء ركبوا رؤوسهم ، وفسَّروا الآيات والآحاديث بعقولهم ، ولم يحاولوا أن يستعينوا بما كان عليه السلف الصالح ، مع ذلك هذه الفرق كانت قريبة العهد بالنسبة إلينا ، بينهم وبين الرسول - عليه السلام - مئتين سنة ثلاثمائة سنة ، الآن بيننا وبينه - عليه السلام - أربعة عشر قرنًا .
فإذًا لتصفية العلم يحتاج الى زمن طويل وعريض ، ثم قرن التربية على هذا العلم - أيضًا - يحتاج إلى جهود جبارة ، وجبارة جدًّا ، فأين هذه العلماء بهذه الكثرة التي لا تتحقَّق الفكرة الصحيحة إلا بالعلم الصحيح ، ولا يكون هذا إلا كما شرحنا بالكتاب والسنة والآثار السلفية ، ثم أن يقترن مع هذا التعليم الصحيح التربية الصحيحة ، بدون هذا وهذا لا يمكن أن تقوم قائمة الدولة المسلمة التي يشترك فيها كل الدعاة الإسلاميين لفظًا ، ويختلفون فيها منهجًا وتطبيقًا ، وأسهل شيء أن يقول القائل منهم : نريد أن نقيم دولة إسلامية ، ولو كانوا لا يعرفون من الإسلام شيئًا !!
هناك نكتة سورية تقول : لقي رجل من الأعاجم يهوديًّا في طريقه ، فقال له وهو متسلِّح بالخنجر قال ... : أسلم وإلا قتلتك . قال : دَخْلَكْ ، ماذا أقول ؟ قال له : والله لا أدري . فهو متحمس لإسلامه ويريد أن يقتل الكافر ، لكن الكافر لما يستسلم ويقول له علِّمني ماذا أقول ، يقول له لا أدري .
فهؤلاء الذين يريدون أن يقيموا دولة الإسلام ، دولة الإسلام تحتاج إلى دستور ، تحتاج الى شارح لهذا الدستور يسمى اليوم إيش ؟ بالقانون ، أين هؤلاء ؟ الآن مسألة أفغانستان باعتقادي ستكون عبرة عظيمة جدًّا للمسلمين ، لأنهم إن إنتصروا - ونرجو أن يكون ذلك قريبًا - ، وأخرجوا أذناب السوفييت والشيوعيين من كابول ونحوها من العواصم هناك ، واحتلَّها المجاهدون في سبيل الله ، ما صبغة هذه الدولة التي يُدندنون أنهم سيُقيمون الدولة الإسلامية ؟ أحسن أحوالهم أن يقيموها دولة حنفيَّة ، لا أريد من هذا أن أقول دعوهم والروس ولا تساعدوهم على إخراج الروس ، لا ، حنانيك ! بعض الشَّرُّ أهون من بعض ، لكننا يجب أن ننظر إلى العواقب ، " ومن لم ينظر في العواقب ما الدهر له بصاحب " ، سيقيمونها دولة حنفية ، ماذا يوجد في هذه الدولة الحنفية ؟
الشيخ : عفوًا هذه الأخيرة ما فهمتها إيش هي ؟
السائل : النذر .
الشيخ : النذر ما باله ؟
السائل : أن الإنسان إذا التزم بالنذر وجب عليه الإيفاء ، فكذلك الإنسان إذا دخل داخل هذه الجماعة وسلَّم لهذا الأمير ؛ فإنه يجب عليه الطاعة لهذا الأمير قياسًا على النذر ، وقياسًا على قوله : إن المؤمنين عند شروطهم في البيوع وغير ذلك ، فتجدهم يضعون أميرًا ، وقد يكون هذا الأمير ليس من علمائهم ولا من العلماء ، إنما فقط أن يكون رجلًا منظِّمًا ومدبِّرًا ، وقد يكون صاحب وظيفة عادية من مهندس أو دكتور أو غير ذلك .
الشيخ : إي نعم ، أول ذلك يخطر في بالي أن أقول من الذي قاس هذا القياس ؟ هل هو عالم أم جاهل ؟ سيُقال إنه عالم ، هل هو عالم بالمعنى الحقيقي الشرعي أم هو مقلد ؟ وقد لا يكون عالمًا بالتقليد - أيضًا - !! فهذه من عجائب ما يقع في هذا الزمان ، يجتهد من لا يحسن التقليد ، لماذا ؟ لتنفيذ أحكام وتضليل الناس باسم إيش ؟ القياس ، القياس يا إخواننا هو الدليل الرابع كما تعلمون ، وأنه لا يُصار إليه إلا للضرورة ، إلا للضرورة كما يقول الإمام الشافعي - رحمه الله - في بعض كتبه ولعلها " الرسالة " : " القياس ضرورة ، فإن لم يكن هناك ضرورة ؛ فلا يُشرع اللجأ إلى القياس " ، الآن هؤلاء يستدلون بمثل هذه الأمور التي ذكرتها ، ومنها القياس لتسليك واقعهم المخالف للشرع والمُفرِّق لجماعة المسلمين .
أما من كان سلفيَّ العقيدة وهو وكان عالمًا بطبيعة الحال بالدعوة السلفية القائمة على الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح ؛ فهو يجد أن هذه الاستدلالات إنما هي من باب ذرِّ الرماد على العيون ليقولوا للناس : نحن عندنا أدلة من الكتاب والسنة والقياس الصحيح ، فنحن نقول لقد جرى المسلمون في العهد الأول على البيعة الشرعية ، ثم - مع الأسف - تفرَّق المسلمون فيما بعد إلى دُويلات تشبه دويلاتنا القائمة الآن ، ولو أنه ربَّما تكون أقل عددًا وأوسع دائرة ، وما أحد من هذه الدول سلكَ سبيل هذه الجماعات والأحزاب ليسوِّغوا هذا التفرُّق الذي كان قائمًا بين الدول الإسلامية يومئذ ، ذلك لأنهم كانوا لا يزالون على شيء من العلم بالنسبة لعلمائهم ، أما الناشئة الجديدة اليوم ، والذين يدعون إلى تكتُّل ما وتحزُّب ما ؛ فليس فيهم ما كان في أولئك من العلماء ، العلماء حقيقةً ، على الأقل علماء بالمذهب ، هؤلاء ليس عندهم علماء حقيقة ، ولا علماء وقد أحسن - حيث أخطأ كثيرًا ! - الدكتور البوطي حينما سمَّى نفسه وأمثاله من العلماء ، إنهم علماء مجازًا ، كانت هذه في الواقع يعني فلتة ؛ لكن رمية من غير رامي ! أصاب الحق دون أن يقصده ، لقد كان فيهم يومئذ على الأقل علماء مجازيِّين ، يعني علماء بالمذهب ، ولا يوجد في المذاهب مثل هذه الأحكام التي أنت حكيتها آنفًا فضلًا عن أن يُوجد مثلها في الفقه المُستقى من الكتاب والسنة ، فهذه أحكام تصدر من بعض الرؤوس التي لا تفهم الإسلام على وجهه الصحيح لتسليك واقعهم ولاصطياد الناس وضمِّهم إليهم .
ولذلك نحن نقول أن قائمة المسلمين لا تقوم إلا على أساسين اثنين - منذ نحو أربعين سنة وأنا أقول بكلمتين - وأقيم عليها محاضرات كثيرة - لا بد من " التصفية والتربية " ؛ تصفية الإسلام مما دخل فيه في كل نواحي الإسلام ، - ولستم بحاجة إلى شيء من التفصيل - ، ثم اقتران التربية مع هذا العلم الصحيح ، فأين العلماء الذين ينبغي أن يكون عددهم بالألوف المؤلَّفة في هذا المجتمع الإسلامي العظيم ، ينبغي أن يكون فيهم علماء بالألوف المؤلفة ، ومضى عليهم سنين كثيرة وهم يربُّون الجيل الذى يعيشون بينهم على هذا العلم الصحيح ، لا وجود لهذا ولا لهذا ؛ فمن الذى سيقيم الدولة المسلمة ؟!
لذلك فأول أساس لإقامة الدولة المسلمة هو ما يؤخذ من قوله - تعالى - : إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ ، لا شكَّ نصر الله هو العمل بأحكامه ، لكن نصر الله اليوم المترتِّب على العمل بأحكامه ليس كنصر الله في أول يوم حين بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلَّمه الاسلام مباشرة ، أما نحن بحاجة إلى دراسات طويلة وسنين عديدة وعديدة جدًّا حتى يتسنَّى لنا أن نُوجد الألوف المؤلفة من العلماء الفقهاء حقيقة بكتاب الله وبسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى منهج السلف الصالح .
انظروا الآن صعوبة الحصول على العلم الصحيح ، وسهولة الحصول على العلم يومئذٍ ، نحن الآن بحاجة لعديد من الوسائل والوسائط ، نحن الآن نكون بحاجة أن نعرف شيئًا غير الكتاب والسنة ، وهو الذى نُدندن دائمًا حوله ، وهو معرفة ما كان عليه سلفنا الصالح ، كيف نستطيع أن نعرف ما كان عليه سلفنا الصالح ؟ لا يمكننا إلا :
أولًا : بالكتاب . ثانيًا : بالسنة . ثالثًا : بالآثار السلفية .
فنحن الآن لا نجد علماء بالعشرات يتقنون علم السنة ، فأين هؤلاء العلماء بالمئات والألوف يُحسنون معرفة ما كان عليه سلفنا الصالح من الآثار التي خلَّفوها ؟ لأنها قولًا أو فعلًا وتطبيقًا منهم للكتاب والسنة . الآن في صعوبات كثيرة في طريق الدعاة اليوم حقًّا ، لم تكن هذه الصعوبات موجودة في القرون الأولى ، لقرب العهد من نزول الوحي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فإذًا نحن اليوم بحاجة إلى مساعي ضخمة وواسعة جدًّا ، هذه المعاني لا يفكِّر فيها الدعاة الإسلاميون إسلامًا عامًّا ، لا يعرفون أن هذا الإسلام اليوم يتطلب من المسلمين الخاصة دراسة علوم كثيرة وكثيرة جدًّا ، منها تتبُّع الآثار السلفية حتى يصونوا بها أنفسهم عن أن يكونوا فرقةً من الفرق الضالة ، كالمعتزلة والخوارج والمرجئة ونحو ذلك ، لأن هؤلاء ركبوا رؤوسهم ، وفسَّروا الآيات والآحاديث بعقولهم ، ولم يحاولوا أن يستعينوا بما كان عليه السلف الصالح ، مع ذلك هذه الفرق كانت قريبة العهد بالنسبة إلينا ، بينهم وبين الرسول - عليه السلام - مئتين سنة ثلاثمائة سنة ، الآن بيننا وبينه - عليه السلام - أربعة عشر قرنًا .
فإذًا لتصفية العلم يحتاج الى زمن طويل وعريض ، ثم قرن التربية على هذا العلم - أيضًا - يحتاج إلى جهود جبارة ، وجبارة جدًّا ، فأين هذه العلماء بهذه الكثرة التي لا تتحقَّق الفكرة الصحيحة إلا بالعلم الصحيح ، ولا يكون هذا إلا كما شرحنا بالكتاب والسنة والآثار السلفية ، ثم أن يقترن مع هذا التعليم الصحيح التربية الصحيحة ، بدون هذا وهذا لا يمكن أن تقوم قائمة الدولة المسلمة التي يشترك فيها كل الدعاة الإسلاميين لفظًا ، ويختلفون فيها منهجًا وتطبيقًا ، وأسهل شيء أن يقول القائل منهم : نريد أن نقيم دولة إسلامية ، ولو كانوا لا يعرفون من الإسلام شيئًا !!
هناك نكتة سورية تقول : لقي رجل من الأعاجم يهوديًّا في طريقه ، فقال له وهو متسلِّح بالخنجر قال ... : أسلم وإلا قتلتك . قال : دَخْلَكْ ، ماذا أقول ؟ قال له : والله لا أدري . فهو متحمس لإسلامه ويريد أن يقتل الكافر ، لكن الكافر لما يستسلم ويقول له علِّمني ماذا أقول ، يقول له لا أدري .
فهؤلاء الذين يريدون أن يقيموا دولة الإسلام ، دولة الإسلام تحتاج إلى دستور ، تحتاج الى شارح لهذا الدستور يسمى اليوم إيش ؟ بالقانون ، أين هؤلاء ؟ الآن مسألة أفغانستان باعتقادي ستكون عبرة عظيمة جدًّا للمسلمين ، لأنهم إن إنتصروا - ونرجو أن يكون ذلك قريبًا - ، وأخرجوا أذناب السوفييت والشيوعيين من كابول ونحوها من العواصم هناك ، واحتلَّها المجاهدون في سبيل الله ، ما صبغة هذه الدولة التي يُدندنون أنهم سيُقيمون الدولة الإسلامية ؟ أحسن أحوالهم أن يقيموها دولة حنفيَّة ، لا أريد من هذا أن أقول دعوهم والروس ولا تساعدوهم على إخراج الروس ، لا ، حنانيك ! بعض الشَّرُّ أهون من بعض ، لكننا يجب أن ننظر إلى العواقب ، " ومن لم ينظر في العواقب ما الدهر له بصاحب " ، سيقيمونها دولة حنفية ، ماذا يوجد في هذه الدولة الحنفية ؟
الفتاوى المشابهة
- نجمت بعض الخلافات بين الإخوة السلفيين في السود... - الالباني
- ما حكم العمل تحت جماعة من الجماعات التي تدعي... - ابن عثيمين
- من هو الأمير الذي تجب طاعته في السفر.؟ - ابن عثيمين
- ما حدود طاعة الأمير؟ - ابن باز
- الكلام على مسألة طاعة الأمير في السفر . - الالباني
- بعض الجماعات المنتسبة للمنهج السلفي تتَّخذ لها... - الالباني
- حاجتنا إلى تعلم الكتاب والسنة على فهم السلف ال... - الالباني
- من مساوئ الأحزاب طاعة أمير الحزب كالطاعة الكبر... - الالباني
- ما حكم إلزام بعض الجماعات الإسلامية أتباعها بط... - الالباني
- ما رأيكم في إلزام بعض الأحزاب أتباعهم بالبيعة... - الالباني
- إلزام بعض الأحزاب أتباعهم بالبيعة وطاعة الأمير ؟ - الالباني