ما حكم قتل الجراد ؟ وكيف نوفِّق بين حديث : ( لا تقتلوا الجراد ) ، و حديث : ( أُحلَّت لنا ميتتان ، الحوت والجراد ) ؟ وما حكم قتل النمل ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل: هل في قوله - صلى الله عليه وسلم - : لا تقتلوا الجراد ؛ فإنه من جند الله الأعظم ، وهو في " صحيح الجامع الصغير " ، وبين قوله - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : أحلَّت لنا ميتتان - وقال - : الحوت والجراد ، وإذا كان بينهما تعارض .
الشيخ : إيش الحديث الثاني ؟
السائل : أحلَّت لنا ميتتان أو دمان ، الميتتان في الحوت والجراد ، في قوله : الجراد ، وبين الحديث الأول : لا تقتلوا الجراد ؛ فإنه من جند الله الأعظم هذا الحديث في " صحيح الجامع الصغير " ؟
الشيخ : أولًا ، يجب أن يلاحظ دائمًا إذا ما جاء حديثان بدا لبعض الناس التعارض بينهما يجب التدقيق في موضع التعارض ، الآن لا يوجد تعارض بين الحديثين ؛ ذلك لأن الحديث الأول : لا تقتلوا الجراد نهيٌ صريحٌ عن قتل الجراد ، الحديث الثاني : أحلَّت لنا ميتتان ودمان ، الحوت والجراد ، هنا ليس فيه ذكر اقتلوا الجراد حتى يقال : كيف التوفيق بين لا تقتلوا ، وبين اقتلوا ؟!
إذًا لا تعارض ! أنا أقول هذا كخطوة أولى في سبيل دفع التعارض الموهوم ، لا تقتلوا الجراد لا يعارضه قوله : أحل لكم أكل الجراد ، فقد يكون أكل الجراد على نحو أكل السمك الميِّت ، دون أن يُقتل دون أن يُصطاد ، فحينئذٍ لا تعارض بين هذين الحديثين ؛ لأن الأول فيه التصريح بعدم قتل الجراد ، والثاني فيه إباحة أكل الجراد ، ولكن ليس فيه التصريح بقوله - عليه السلام - : اقتلوا الجراد وكلوه !
زال التعارض ، ولكن يبقى هناك سؤال ليس كالسؤال السابق - وهو إزالة التعارض بين الحديثين - ؛ فإنه لا تعارض ، السؤال الذي يطرح نفسه كما يقولون اليوم هو : ألا يجوز قتل الجراد ؟ الجواب : ما دام أن الحديث جاء لا تقتلوا ؛ فهو الأصل ، وهو صريح الدلالة على أنه لا يجوز قتله ، ولكن ربنا - عز وجل - يقول : خلق لكم ما في الأرض جميعًا ، وهناك أشياء كثيرة ممَّا خلق الله كالنمل - مثلًا - لا يجوز قتله ؛ لأنه لا فائدة من قتله ، لكن مع ذلك إذا ترتَّب من وجود بعض الحيوانات أو الحشرات ضرر يُصيب المسلمين في أنفسهم في أموالهم في زروعهم ؛ حينئذ يجوز قتل ما يحصل منه الضَّرر في شيء من تلك الأمور التي أشرنا إليها آنفًا ، فقوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : لا تقتلوا الجراد هو الأصل ، لكن كما يقع في بعض السِّنين إذا غزا أطنانُ الجراد مزارعَ المسلمين فيُخشى أن تصبح هذه المزارع حصيدًا يتضرَّر بسبب ذلك المسلمون ، فيجوز قتل الجراد - والحالة هذه - دفعًا للضرر ، وهذا هو التوفيق بين لا تقتلوا وبين ما تقتضي الضرورة قتل بعض الحيوانات التي جاء النهي عن قتلها لإزالة الضرر .
أما حديث : لا تقتلوا الجراد و أحل لكم ... الجراد فلا تنافي بين الأمرين لما ذكرنا ؛ أنه يجوز أن يُؤكل الجراد ، وقد مات حتف أنفه ، فليس هناك قتل ، ومع ذلك فإذا ترتَّب ضرر على المزارع ؛ فحينئذٍ يجوز القتل لدفع الضرر .
نعم .
الشيخ : إيش الحديث الثاني ؟
السائل : أحلَّت لنا ميتتان أو دمان ، الميتتان في الحوت والجراد ، في قوله : الجراد ، وبين الحديث الأول : لا تقتلوا الجراد ؛ فإنه من جند الله الأعظم هذا الحديث في " صحيح الجامع الصغير " ؟
الشيخ : أولًا ، يجب أن يلاحظ دائمًا إذا ما جاء حديثان بدا لبعض الناس التعارض بينهما يجب التدقيق في موضع التعارض ، الآن لا يوجد تعارض بين الحديثين ؛ ذلك لأن الحديث الأول : لا تقتلوا الجراد نهيٌ صريحٌ عن قتل الجراد ، الحديث الثاني : أحلَّت لنا ميتتان ودمان ، الحوت والجراد ، هنا ليس فيه ذكر اقتلوا الجراد حتى يقال : كيف التوفيق بين لا تقتلوا ، وبين اقتلوا ؟!
إذًا لا تعارض ! أنا أقول هذا كخطوة أولى في سبيل دفع التعارض الموهوم ، لا تقتلوا الجراد لا يعارضه قوله : أحل لكم أكل الجراد ، فقد يكون أكل الجراد على نحو أكل السمك الميِّت ، دون أن يُقتل دون أن يُصطاد ، فحينئذٍ لا تعارض بين هذين الحديثين ؛ لأن الأول فيه التصريح بعدم قتل الجراد ، والثاني فيه إباحة أكل الجراد ، ولكن ليس فيه التصريح بقوله - عليه السلام - : اقتلوا الجراد وكلوه !
زال التعارض ، ولكن يبقى هناك سؤال ليس كالسؤال السابق - وهو إزالة التعارض بين الحديثين - ؛ فإنه لا تعارض ، السؤال الذي يطرح نفسه كما يقولون اليوم هو : ألا يجوز قتل الجراد ؟ الجواب : ما دام أن الحديث جاء لا تقتلوا ؛ فهو الأصل ، وهو صريح الدلالة على أنه لا يجوز قتله ، ولكن ربنا - عز وجل - يقول : خلق لكم ما في الأرض جميعًا ، وهناك أشياء كثيرة ممَّا خلق الله كالنمل - مثلًا - لا يجوز قتله ؛ لأنه لا فائدة من قتله ، لكن مع ذلك إذا ترتَّب من وجود بعض الحيوانات أو الحشرات ضرر يُصيب المسلمين في أنفسهم في أموالهم في زروعهم ؛ حينئذ يجوز قتل ما يحصل منه الضَّرر في شيء من تلك الأمور التي أشرنا إليها آنفًا ، فقوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : لا تقتلوا الجراد هو الأصل ، لكن كما يقع في بعض السِّنين إذا غزا أطنانُ الجراد مزارعَ المسلمين فيُخشى أن تصبح هذه المزارع حصيدًا يتضرَّر بسبب ذلك المسلمون ، فيجوز قتل الجراد - والحالة هذه - دفعًا للضرر ، وهذا هو التوفيق بين لا تقتلوا وبين ما تقتضي الضرورة قتل بعض الحيوانات التي جاء النهي عن قتلها لإزالة الضرر .
أما حديث : لا تقتلوا الجراد و أحل لكم ... الجراد فلا تنافي بين الأمرين لما ذكرنا ؛ أنه يجوز أن يُؤكل الجراد ، وقد مات حتف أنفه ، فليس هناك قتل ، ومع ذلك فإذا ترتَّب ضرر على المزارع ؛ فحينئذٍ يجوز القتل لدفع الضرر .
نعم .
الفتاوى المشابهة
- إذا كان الجراد من جنود الله فهل يجوز قتله ؟ وه... - الالباني
- من دخل الحرم فوجد جراد فأكله وهو جاهل فهل عل... - ابن عثيمين
- ما حكم أكل جراد الحرم حيا كان أو ميتا وهل هن... - ابن عثيمين
- ما صحَّة حديث : ( لا تقتُلوا الجَرادَ ؛ فإنَّه... - الالباني
- باب : أكل الجراد . - ابن عثيمين
- هل ورد النهي عن قتل الجراد ؟ - الالباني
- ما معنى حديث قتل الجراد ؟ - الالباني
- كيف نوفق بين حديث ( أحلت لنا ميتتان البحر والج... - الالباني
- حكم قتل الجراد في الحرم - ابن باز
- ما حكم قتل الجراد.؟ وكيف نوفق بين حديث ( لا تق... - الالباني
- ما حكم قتل الجراد ؟ وكيف نوفِّق بين حديث : ( ل... - الالباني