طلبة الجامعة في بلاد الكفَّار يرون من المنكرات الشيء الكثير ؛ فهل الواجب إنكار المنكر باللسان والقلب ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : يقول الله - عز وجل - : لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ الآية ، يقول السائل : نحن طلبة الجامعة نرى من المناكر ما يبكي ويتحرَّق عليه المسلم الحقُّ ؛ فهل دورنا هنا فقط يقتصر على إنكار المنكر باللسان وبالقلب فقط مصداقًا لحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - من رأى منكم منكرًا الحديث ، أم نقع تحت لعنة الله - عز وجل - ؟ وجزاكم الله خيرًا .
الشيخ : الذي أعتقده بالنسبة لهذه المسألة بشعبيها :
الشعبة الأولى : أن الحديث المعروف والذي يذكر أن ثالث درجاته الإنكار بالقلب ، هذا إنَّما يصح بالنسبة لمن يُفاجأ ويُرغم على أن يرى المنكر ، ولا سبيل له إلى الخلاص منه ، الفرار منه ، أو إنكاره باليد أو إنكاره باللسان المرتبة الثالثة ، حينئذٍ تأتي المرتبة الأخيرة ، وهي الإنكار بالقلب ، هذا إنما يعتبر رخصة لهذا المسلم ؛ فيما إذا إذا كان لا يستطيع الابتعاد عن هذا المكان .
في هناك أحاديث تُشعرنا بضرورة الابتعاد عن أماكن المنكر كمثل هذه الآية ، من تلك الأحاديث مثلًا التي تحضرني الآن قوله - عليه الصلاة والسلام - : من كان يؤمن بالله واليوم الأخير ؛ فلا يُدخل حليلته الحمام ، أو قبلها : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ؛ فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ؛ فلا يُدخل حليلته الحمام ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ؛ فلا يقعد على مائدة يُدار عليها الخمر ، الشاهد هذه الفقرة ، هذا الحديث نص صريح بأنه لا يجوز للمسلم أن يشهد مواطن المنكر ، وأنه ينبغي أن يبتعد عنها ، فإذا لم يتمكَّن بأن غلب الشَّرُّ كما نرى اليوم في الأسواق ، والمتاجر والأفران إلى آخره ، أي شيء بدو يحصله إنسان ؛ فلا بد من أن تقع عينه على منكر ، بل منكرات ، فإذا غُلب على أمره ولم يستطيع فرارًا منه ؛ فحينئذٍ يأتي مفعول هذا الحديث ، استعطت أن تنكر بيدك فأنت أنت ، ما استعطت إلا أن تنكر بلسانك فأنت ، ما استطعت - أيضًا - فأنت الضعيف الذي تنكر بقلبك .
معنى هذا الكلام إذًا هَيْ الشعبة الأولى ، الشعبة الثانية متعلِّقة بالدراسة هذه ، أنا اعتقادي في هذا الموضوع هو أنه لا يجوز للمسلم أن يحضرَ أماكن منكر وهو يعلم أنها أماكن منكر في سبيل تحصيل ما لا يجب عليه ، في سبيل تحصيل ما لا يجب عليه من العلم ، أما إن كان هذا العلم من الواجب تحصيله ؛ حينئذٍ فيكون هناك ما يبرِّر له من أن يحضر تلك الأماكن ، ولو شاهد فيها المنكر ، وحسبه أن يُنكر بقلبه إن لم يتمكَّن من الإنكار باليد أو باللسان ، لكن هذا بشرط ألَّا يتمكن من تحصيل ذلك العلم الواجب في مكانٍ آخر ليس فيه ذلك المنكر ، أما بإمكانه أن يحصِّل العلم الواجب في مكان ليس فيه منكر ، فكونه يطلب هذا العلم الواجب في مكان المنكر لا يبرِّر له هذا الطلب ، لأنه هو يجد مناصًا أن يطلبه في مكان آخر ، ثم إذا كان هذا العلم الذي يطلبه ليس علمًا واجبًا عينيًّا ، فحينئذٍ ليس له مبرِّر أبدًا أن يطلب العلم في جو تلك المنكرات التي سأل عنه السائل .
الشيخ : الذي أعتقده بالنسبة لهذه المسألة بشعبيها :
الشعبة الأولى : أن الحديث المعروف والذي يذكر أن ثالث درجاته الإنكار بالقلب ، هذا إنَّما يصح بالنسبة لمن يُفاجأ ويُرغم على أن يرى المنكر ، ولا سبيل له إلى الخلاص منه ، الفرار منه ، أو إنكاره باليد أو إنكاره باللسان المرتبة الثالثة ، حينئذٍ تأتي المرتبة الأخيرة ، وهي الإنكار بالقلب ، هذا إنما يعتبر رخصة لهذا المسلم ؛ فيما إذا إذا كان لا يستطيع الابتعاد عن هذا المكان .
في هناك أحاديث تُشعرنا بضرورة الابتعاد عن أماكن المنكر كمثل هذه الآية ، من تلك الأحاديث مثلًا التي تحضرني الآن قوله - عليه الصلاة والسلام - : من كان يؤمن بالله واليوم الأخير ؛ فلا يُدخل حليلته الحمام ، أو قبلها : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ؛ فلا يدخل الحمام إلا بمئزر ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ؛ فلا يُدخل حليلته الحمام ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر ؛ فلا يقعد على مائدة يُدار عليها الخمر ، الشاهد هذه الفقرة ، هذا الحديث نص صريح بأنه لا يجوز للمسلم أن يشهد مواطن المنكر ، وأنه ينبغي أن يبتعد عنها ، فإذا لم يتمكَّن بأن غلب الشَّرُّ كما نرى اليوم في الأسواق ، والمتاجر والأفران إلى آخره ، أي شيء بدو يحصله إنسان ؛ فلا بد من أن تقع عينه على منكر ، بل منكرات ، فإذا غُلب على أمره ولم يستطيع فرارًا منه ؛ فحينئذٍ يأتي مفعول هذا الحديث ، استعطت أن تنكر بيدك فأنت أنت ، ما استعطت إلا أن تنكر بلسانك فأنت ، ما استطعت - أيضًا - فأنت الضعيف الذي تنكر بقلبك .
معنى هذا الكلام إذًا هَيْ الشعبة الأولى ، الشعبة الثانية متعلِّقة بالدراسة هذه ، أنا اعتقادي في هذا الموضوع هو أنه لا يجوز للمسلم أن يحضرَ أماكن منكر وهو يعلم أنها أماكن منكر في سبيل تحصيل ما لا يجب عليه ، في سبيل تحصيل ما لا يجب عليه من العلم ، أما إن كان هذا العلم من الواجب تحصيله ؛ حينئذٍ فيكون هناك ما يبرِّر له من أن يحضر تلك الأماكن ، ولو شاهد فيها المنكر ، وحسبه أن يُنكر بقلبه إن لم يتمكَّن من الإنكار باليد أو باللسان ، لكن هذا بشرط ألَّا يتمكن من تحصيل ذلك العلم الواجب في مكانٍ آخر ليس فيه ذلك المنكر ، أما بإمكانه أن يحصِّل العلم الواجب في مكان ليس فيه منكر ، فكونه يطلب هذا العلم الواجب في مكان المنكر لا يبرِّر له هذا الطلب ، لأنه هو يجد مناصًا أن يطلبه في مكان آخر ، ثم إذا كان هذا العلم الذي يطلبه ليس علمًا واجبًا عينيًّا ، فحينئذٍ ليس له مبرِّر أبدًا أن يطلب العلم في جو تلك المنكرات التي سأل عنه السائل .
الفتاوى المشابهة
- كيفية إنكار المنكر بالقلب - ابن باز
- ما حكم إنكار المنكر علناً ؟ - ابن عثيمين
- درجات إنكار المنكر العلنية وكيفية الإنكار والتف... - الفوزان
- الحكمة في إنكار المنكر - ابن عثيمين
- مراتب إنكار المنكر - ابن باز
- كيف يكون إنكار المنكر بالقلب؟ - ابن باز
- متى يجب إنكار المنكر باللسان واليد ؟ - الالباني
- حكم النهي عن المنكر وبيان ضابط الإنكار باليد وا... - ابن باز
- قال الله تعالى:{ لعن الذين كفروا على لسان داود... - الالباني
- طلبة الجامعة في بلاد الكفَّار يرون من المنكرات... - الالباني
- طلبة الجامعة في بلاد الكفَّار يرون من المنكرات... - الالباني