تم نسخ النصتم نسخ العنوان
قراءة فصل - الالبانيالشيخ : وصلنا الآن بعد هذه الفوائد إلى أصل الموضوع حيث يقول : " صور اللوحات والنقوش ، أي الصور غير المجسمة :ذلك هو موقف الإسلام من الصور المجسمة التي نط...
العالم
طريقة البحث
قراءة فصل
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : وصلنا الآن بعد هذه الفوائد إلى أصل الموضوع حيث يقول : " صور اللوحات والنقوش ، أي الصور غير المجسمة :ذلك هو موقف الإسلام من الصور المجسمة التي نطلق عليها عُرفًا التماثيل " وأحسن في قوله عرفًا فالمؤلف بلا شك كاتب يعني ... قال عرفًا يطلق عليها عرفًا تماثيل لأنه ... قال كما شرحت لكم التماثيل صور مطلقًا محسمة وغير مجسمة لكن قال : " عرفًا يطلق عليها تماثيل ولكن ما الحكم في الصور واللوحات الفنية ، التي ترسم على المسطحات ، كالورق والثياب ، والستور والجدران ، والبسط والنقود ونحوها ؟والجواب : إن حكمها لا يتبين إلا إذا نظرنا في الصورة نفسها ، لأي شيء هي ؟ " أنظروا إلى هذه الأسئلة وطابقوا بينها وبين ما سبق تجدون بونًا شاسعًا قال : " والجواب : إن حكمها لا يتبين إلا إذا نظرنا في الصورة نفسها ، لأي شيء هي ؟ وفي وضعها ، أين توضع ؟ وكيف تستعمل ؟ وفي قصد مصورها ، ماذا قصد من تصويرها ؟ فإن كانت الصورة الفنية لما يُعبد من دون الله كالمسيح عند النصارى ، والبقرة عند الهندوس وما شابه ذلك ، فإن مَن صوَّرَها لهذا الغرض وبهذا القصد لا يكون إلا كافرًا ، ناشرًا للكفر والضلال . وفي مثله جاء الوعيد الشديد عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : إنَّ أشدَّ الناس عذابًا يوم القيامة المصوِّرون " قوله : " وفي مثله جاء الوعيد " عرفتم خطؤه ؛ لأن الوعيد جاء في الصورة جاء في الصورة ذات الأجنحة في الخيل ذات الأجنحة وهي ليست مما تعبَّدَ من دون الله - عز وجل - ينقل فيقول : " قال الطبري : إن المراد هنا من يصور ما يُعبد من دون الله ، وهو عارف بذلك ، قاصد له ، فإنه يكفر بذلك ، وأما من لا يقصد ذلك ، فإنه يكون عاصيًا بتصويره فقط .ومثل ذلك من علق هذه الصور تقديسًا لها ، فهذا عمل لا يصدر من مسلم ، إلا إذا طرح الإسلام وراء ظهره .وقريب من ذلك من صوَّر ما لا يُعبد ، قاصدًا بتصويره مضاهاة خلق الله ، أي مدعيًا أنه يخلق ويبدع ، كما يخلق الله جل وعلا " هل وجد هذا المثال ؟ حتى في الكفار ؟ هل وجد من يقول يخلق ويبدع كما يخلق الله - عز وجل - ؟ الحقيقة أن الحديث لا يعني القصد حينما يقول في الحديث القدسي : ومَن أظلم ممَّن ذهب يخلق كخلقي ؛ فليخلقوا شعيرة ، فليخلقوا ذرَّة ؛ لا يعني أنه يقصد أن يضاهي خلق الله ولكنه يعني أنه في عمله هذا يضاهي خلق الله - عز وجل - فهناك فرق بين أن يقصد الإنسان بقلبه أمرًا محظورًا وبين أن لا يقصد بقلبه ، ولكن عمله يدل على ذلك مثاله رجل يلبس لباس الكفار ، فهذا يقال تشبَّهَ بالكفار سواء قصد بقلبه أو لم يقصد ولكن لا شك أن الاثم يختلف عن إنسان يلبس لباس الكفار ولا يقصد التشبُّه فهو آثم ، وبين آخر يقصد ويفعل فهو عليه إثمان فهنا المؤلف يحمل الحديث على من يقصد بقلبه ، نحن ما علمنا أعرق الناس بالضلال حتى هذا الذي وقف أمام صنمه الذي قضي عليه ليالي وأيام وقال له تكلم ما أظن خطر في باله أنه هو يضاهي خلق الله بمثل ما صنع حتى ولو وصل إلى هذه الحماقة حيث قال له تكلم ، لكن لما يفعل هذا الإنسان يقعد ويصور فيضاهي خلق الله هو مضاهاة فعلية فليس ينجو من المضاهاة لمجرد ملاحظة أن القصد ليس قصد المضاهاة ، الفعل نفسه هو المضاهاة قال : " وقريب من ذلك من صوَّر ما لا يُعبد ، قاصدا بتصويره مضاهاة خلق الله ؛ أي : مدَّعيًا أنه يخلق ويبدع ، كما يخلق الله - جلَّ وعلا - ، فهو بهذا القصد يخرج من دين التوحيد ، وفي مثل هذا جاء الحديث : إنَّ أشدَّ الناس عذابًا الذين يضاهون بخلق الله " ، ويحضرني مما يدل على ما نقول لا على ما يقول المصنف أن الحديث الذي سبق أن ذكره الحديث القدسي : ومَن أظلَمُ ممَّن ذهب يخلق كخلقي ، هذا الحديث رواه أبو هريرة حينما مر بقصر لأحد أمراء بني أمية وعليه بناء يصور صورًا على الجدار ، فهل يُتصوَّر أوَّلًا وجود مسلم في ذلك العهد يقصد مضاهاة خلق الله بقلبه ؟ هذا مما نكاد نقطع باستحالته ، اليوم اليوم قديش بعدنا عن التوحيد وحينما نرى الناس الجاهلين بالإسلام وبالتوحيد حينما يأتي أحدهم يقول : يا باز ، أَغِثْني يا عبد القادر الجيلاني يا أبا حنيفة يا فلان وفلان ، حينما يأتون ويستغيثون من دون الله ويفعلون الكفر ننكر هذا فماذا يقول المشايخ اسأله هذا المستغيث بالميت اسأله هل يعتقد أن هذا الميت يضر وينفع ؟ . لا يعتقد بضر وينفع لأن أهل الجاهلية الأولى ما كانوا يعتقدون هذا ولكن كانوا يتخذونهم وسائط فإذن أعرق الناس بالضلال من حيث الاعتقاد بأن النافع والضار هو الله فقط هو معنا في هذا ، ولكنهم مشركون من جوانب أخرى .
ففي الإسلام الأول حينما روى أبو هريرة هذا الحديث وقد رأى هناك البناء يبني أو ينحت صورًا على الجدار فخوفه من هذا العمل بحديث : ومَن أظلم ممَّن ذهب يخلق كخلقي ، ترى هذا البناء علم أبو هريرة أنه يقصد مضاهاة خلق الله - عز وجل - ، من أين لأبي هريرة أن يعرف هذا ، إذن أبو هريرة ما فائدة إيراده لهذا الحديث على ذاك المثال إذا كان الحديث إنما يعنى به كما يقول المصنف فقط الذي يقصد مضاهات خلق الله - عز وجل - ، لا بد هنا أن نقول أن أبا هريرة بالغ كما نبالغ نحن في رأينا لمن يتبنى هذا رأي لأنه حمل الحديث على غير محمله ، لا إذا وصل الأمر نقول بالغ أبو هريرة أو قصر المؤلفون في الزمن الأخير فسنقول هؤلاء أولى بأن ينسبوا إلى النقص من أن ينسب صحابي الرسول - عليه السلام - إليه وهو قد سمع الرسول - عليه السلام - يتكلم بهذا الحديث مباشرة أو بواسطة صحابي آخر سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مباشرة ، هذا من جهة ، من جهة أخرى هذا الصحابي عاش في جو عاش في جو يعلم منزلة التصوير في التحريم في شريعة الإسلام ، وينبغي أن لا تخفى عليكم تأثير البيئات صلاحًا وطلاحًا في أهلها فأنتم باستطاعاتكم أن تتصوروا مسلمًا هاجر من هذه البلاد وعاش في بلاد الغرب فهو بعد عشرين سنة لا يمكن أن يأتي إلى بلاد الشرق ويحمل في فكره وفي عقيدته أن الصور محرمة في الإٍسلام كيف ذلك وهو عاش في جو يستبيح الصور كلها ، وعلى العكس من ذلك ، مسلم يعيش في جو سلفي كما نقول نحن ، عرف أن الإسلام حرم الصور كلها إلا ما لا بد منه كما ذكرنا ذلك في درس مضى ، وهذا إذا وجد في مجتمع أوروبي سيضيق ذرعًا وربما لا يستطيع أن يعيش في ذلك الجو لشيوع الأصنام والتماثيل ، فأبو هريرة في أي جو كان يعيش ، هو في هذا الجو الذي يشبه جو هذا السلفي العهد قريب بالرسول - عليه السلام - وقريب بالمفاهيم الصحيحة التي لم يتطرق إليها شيء من الانحراف إلى آخره فإذن أبو هريرة أقرب إلى الصواب حينما حمل هذا الحديث حتى على هذا المسلم الذي يصور على الجدار وفي بيت مسلم من أين يحمل هذا الحديث على الذي يقصد بقلبه انه يبدع مثل رب العالمين - تبارك وتعالى - .قال : " وقريب من ذلك من صوَّر ما لا يُعبد ، قاصدًا بتصويره مضاهاة خلق الله ، أي مدعيًا أنه يخلق ويبدع ، كما يخلق الله جل وعلا ، فهو بهذا القصد يخرج من دين التوحيد ، وفي مثل هذا جاء الحديث : إنَّ أشدَّ الناس عذابًا الذين يضاهون بخلق الله . وهذا أمر يتعلَّق بنية المصور وحده " هكذا أراد الرسول - عليه السلام - ؟! يقول : " ولعل مما يؤيد هذا : الحديث عن الله تعالى : ومَن أظلم ممَّن ذهب يخلق كخلقي ، فليخلقوا حبَّة أو ذرَّة فالتعبير بقوله : ذهب يخلق كخلقي يدل على القصد إلى المضاهاة " القصد هنا فعل لا نية " يدل على القصد إلى المضاهاة ومنازعة الألوهية خصائصها من الخلق والإبداع " هذه مبالغة " وتحدي الله تعالى لهم أن يخلقوا حبة أو ذرة يشير إلى أنهم في فعلهم قصدوا هذا المعنى . ولهذا يجزيهم على رؤوس الأشهاد يوم القيامة حين يقال لهم : أحيوا ما خلقتم ! " وعلمتم أن الرسول قال لهم أحيوا ما خلقتم بمناسبة صورة أبعد بكثير كثير جدًّا عن هذا المعنى الذي يفسر الحديث به .

Webiste