شرح باب :
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : الباب الثامن والعشرون بعد المئة .قال : " باب المستشار مؤتمن " المستشار مؤتمن أي الشخص الذي يستشيره المستشير فهو مؤتمن أي يجب عليه أن يؤدي الأمانة إلى الرجل الذي استشاره فينصحه ولا يغشه ولا يخدعه ، هذا هو معنى الباب .
وترجم له بالحديث الآتي وإسناده صحيح عن أبي هريرة قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي الهيثم ، هذا رجل من رجال الصحابة اسمه أبو الهيثم بن التيهان ، قال له - عليه السلام - وهو يسأله ليعلم منه حاجته وما ينقصه في حياته
فقال له - عليه السلام - : هَل لَكَ خادمٌ ؟ . قَالَ : لَا . قال : فإذا أَتَانَا سَبيٌ فَأتِنَا ، فأُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِرَأسَين لَيسَ معهُما ثَالثٌ ، فَأَتَاهُ أَبُو الهَيثَمِ ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : اختَرْ مِنهُما . قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اختَرْ لِي . فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - : إنَّ المُستَشَارَ مُؤتَمَنٌ ، خُذْ هَذا ؛ فَإِنِّي رأيتُه يُصَلي ، واستَوصِ بِهِ خَيرًا . فَقَالَتِ امرأتُةُ: مَا أَنتَ بِبَالغ مَا قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - إِلَّا أن تُعتِقَهُ . قَالَ : فَهُوَ عَتِيقٌ . فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - : إنَّ اللَّهَ لَم يَبعَثْ نَبِيًّا وَلَا خَلِيفَةً إِلَّا وَلَهُ بِطَانَتَان : بِطَانَةٌ تَأمُرَهُ بالمَعروفِ وتَنهَاهُ عَن المُنكَر ، وبِطَانَةٌ لَا تَألُوهُ خَبَالًا، وَمَن يُوقَ بِطَانَةَ السُّوء فَقَد وُقِيَ .
في هذا الحديث فوائد جمَّة ، والشاهد منها هو قوله - عليه السلام - : إن المستشار مؤتمن ، فلنَعُدْ إلى أول الحديث لنعلِّق عليه بما يناسب المقام . قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لأبي الهيثم : هل لك خادم ؟ . قال : لا ، قال : فإذا أتانا سبيٌ فأتنا . السبي الأسرى من الرجال والنساء ، وكنَّا ذكرنا أكثر من مرة أن هؤلاء الأسرى الذي يقعون في يد الجيش المسلم لقائد الجيش أن يتصرف فيهم بأمر من أربعة أمور : إما أن يطلق سراحهم ويفكَّ أسرهم ويمنَّ عليهم ، وإما أن يفدي بهم أسرى من المسلمين وقعوا في أيدي الكافرين مبادلة أسرى كما يقال في العصر الحاضر ، وإما أن يسترقَّهم وأن يستعبدهم ، وذلك بتقديم هؤلاء الأسرى على الجيش المسلم ، وإما أخيرًا أن يقتل الأسرى إذا رأى في ذلك صالح المسلمين ، وهذا القسم الأخير وقع في تاريخ الرسول - عليه السلام - وسيرته بالنسبة لبعض الأشخاص حتى قال : اقتلوا ابن الأخطل ، ولو وَجَدْتُمُوه متعلِّقًا بأستار الكعبة ، والغالب من الأمور الأربعة هو إما المفاداة وإما الاسترقاق ، فلما سأل الرسول - عليه الصلاة والسلام - أبا التيهان هل لك من خادم وقال : لا قال له - عليه السلام - : فإذا جاءنا سبيٌ أي : أسرى اتخذنا قرارًا على أو باسترقاقهم فأتنا ، فجاءت الأسرى إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وحسبما طلب الرسول من أبي التيهان من المجيء إليه جاءه ولم يكن عند الرسول - عليه السلام - من السبي مما يصلح أن يكون خادمًا إلا رأسين يعني شخصين اثنين ، فعرضهما الرسول - عليه السلام - على أبي التيهان وقال له اختر أيهما شئت ، فعاد أبو التيهان على النبي - صلى الله عليه وسلم - يستنصحه ويقول له اختر لي أنت ، أنت أعرف مني فقال له - عليه الصلاة والسلام - : إن المستشار مؤتمن ، خُذْ هذا يعني ما دام أنت وكلت الأمر إلي بأن أختار لك أحدهما وأصلحهما للقيام بخدمتك فأنا أشير عليك بهذا فخذه ، إن المستشار مؤتمن ما دام أنت استشرتني فأنا يجب أن أؤدِّي الأمانة وأن أنصحك ، فأنا أنصحك بهذا ، فخذه ؛ لماذا نصحه الرسول - عليه السلام - به ؟ قال : فإنِّي رأيته يصلي .
وترجم له بالحديث الآتي وإسناده صحيح عن أبي هريرة قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي الهيثم ، هذا رجل من رجال الصحابة اسمه أبو الهيثم بن التيهان ، قال له - عليه السلام - وهو يسأله ليعلم منه حاجته وما ينقصه في حياته
فقال له - عليه السلام - : هَل لَكَ خادمٌ ؟ . قَالَ : لَا . قال : فإذا أَتَانَا سَبيٌ فَأتِنَا ، فأُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِرَأسَين لَيسَ معهُما ثَالثٌ ، فَأَتَاهُ أَبُو الهَيثَمِ ، قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - : اختَرْ مِنهُما . قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اختَرْ لِي . فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - : إنَّ المُستَشَارَ مُؤتَمَنٌ ، خُذْ هَذا ؛ فَإِنِّي رأيتُه يُصَلي ، واستَوصِ بِهِ خَيرًا . فَقَالَتِ امرأتُةُ: مَا أَنتَ بِبَالغ مَا قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - إِلَّا أن تُعتِقَهُ . قَالَ : فَهُوَ عَتِيقٌ . فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - : إنَّ اللَّهَ لَم يَبعَثْ نَبِيًّا وَلَا خَلِيفَةً إِلَّا وَلَهُ بِطَانَتَان : بِطَانَةٌ تَأمُرَهُ بالمَعروفِ وتَنهَاهُ عَن المُنكَر ، وبِطَانَةٌ لَا تَألُوهُ خَبَالًا، وَمَن يُوقَ بِطَانَةَ السُّوء فَقَد وُقِيَ .
في هذا الحديث فوائد جمَّة ، والشاهد منها هو قوله - عليه السلام - : إن المستشار مؤتمن ، فلنَعُدْ إلى أول الحديث لنعلِّق عليه بما يناسب المقام . قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لأبي الهيثم : هل لك خادم ؟ . قال : لا ، قال : فإذا أتانا سبيٌ فأتنا . السبي الأسرى من الرجال والنساء ، وكنَّا ذكرنا أكثر من مرة أن هؤلاء الأسرى الذي يقعون في يد الجيش المسلم لقائد الجيش أن يتصرف فيهم بأمر من أربعة أمور : إما أن يطلق سراحهم ويفكَّ أسرهم ويمنَّ عليهم ، وإما أن يفدي بهم أسرى من المسلمين وقعوا في أيدي الكافرين مبادلة أسرى كما يقال في العصر الحاضر ، وإما أن يسترقَّهم وأن يستعبدهم ، وذلك بتقديم هؤلاء الأسرى على الجيش المسلم ، وإما أخيرًا أن يقتل الأسرى إذا رأى في ذلك صالح المسلمين ، وهذا القسم الأخير وقع في تاريخ الرسول - عليه السلام - وسيرته بالنسبة لبعض الأشخاص حتى قال : اقتلوا ابن الأخطل ، ولو وَجَدْتُمُوه متعلِّقًا بأستار الكعبة ، والغالب من الأمور الأربعة هو إما المفاداة وإما الاسترقاق ، فلما سأل الرسول - عليه الصلاة والسلام - أبا التيهان هل لك من خادم وقال : لا قال له - عليه السلام - : فإذا جاءنا سبيٌ أي : أسرى اتخذنا قرارًا على أو باسترقاقهم فأتنا ، فجاءت الأسرى إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وحسبما طلب الرسول من أبي التيهان من المجيء إليه جاءه ولم يكن عند الرسول - عليه السلام - من السبي مما يصلح أن يكون خادمًا إلا رأسين يعني شخصين اثنين ، فعرضهما الرسول - عليه السلام - على أبي التيهان وقال له اختر أيهما شئت ، فعاد أبو التيهان على النبي - صلى الله عليه وسلم - يستنصحه ويقول له اختر لي أنت ، أنت أعرف مني فقال له - عليه الصلاة والسلام - : إن المستشار مؤتمن ، خُذْ هذا يعني ما دام أنت وكلت الأمر إلي بأن أختار لك أحدهما وأصلحهما للقيام بخدمتك فأنا أشير عليك بهذا فخذه ، إن المستشار مؤتمن ما دام أنت استشرتني فأنا يجب أن أؤدِّي الأمانة وأن أنصحك ، فأنا أنصحك بهذا ، فخذه ؛ لماذا نصحه الرسول - عليه السلام - به ؟ قال : فإنِّي رأيته يصلي .