باب :
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : أيضًا مِن هذا المنطلق في رحمة الصغير عقد بابًا جديدًا فقال : " باب معانقة الصبي " . طبعًا هذا من الآداب الخاصة بالأطفال ، ومن هنا لا بد من أن نتطرق إلى بحث معانقة الكبير للكبير ، لكن هذا يكون بعد أن نسمعكن نص الحديث : روى المصنف بإسناده الحسن : عن يعلى بن مرة أَنَّهُ قَالَ : خَرجنَا مَع النَّبِي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ودُعِينَا إِلَى طَعامٍ فَإِذا حُسينٌ يَلعبُ فِي الطَّريق - أحد أولاد السيدة فاطمة - ، فَأسرعَ النبيُ - صلى الله عليه وسلم - أَمامَ القَومِ ثُم بَسطَ يَديهِ ، فَجَعلَ الغُلامُ يَفِرُّ هَهُنا وهَهُنا ويُضَاحِكُه النَبيُ - صلى الله عليه وسلم - ، حَتى أَخذهُ ، فَجعلَ إِحدى يَديهِ فِي رأسه ثم اعتَنَقَه ، ثُم قَال النَّبِيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - : حُسينٌ مِنِّي وَأنَا مِنهُ ، أَحبَّ اللهُ مَن أَحبَّ الحَسنَ والحُسينَ سبطان مِن الأسباط
أريد لفت النظر أن كثيرًا ما أرى إنه بعضكنَّ يلتهي بولده أو ولد غيره والله - عز وجل - يقول : مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ، ولا بتقولوا النساء غير الرجال لأنه الآية في الرجال ، الحكم الذي يقيد في الشرع بالرجال يشمل النساء ، لذلك نحن لا ننكر إحضار الأطفال في مجالس الذكر والعلم ، بل لا ننكر إحضار الأطفال في المساجد لكن بشرط إنه ما تظهر الغاية من حضور الكبير مع الصغير في المجلس ، فلذلك فأرجو الانتباه لما يلقى عليكن من الذكر نحن الآن في ذكر .نعود إلى التعليق على بعض الكلمات في هذا الحديث : خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ودُعِينا إلى طعام . خرجوا بعض الصحابة منهم يعلى بن مرة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - لحضور دعوة دعي إليها الرسول - عليه السلام - . وإذا حسين في الطريق : يلعب بطبيعة الحال طفل صغير . " فلما رآه جدُّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسرع أمام القوم " : ترك الجماعة اهتمامًا به وعنايةً به . " ثم بسط يديه " بده بقى يلتقي ويلتقط ولده أو حفيده . " ثم بسط يديه ، فجعل الغلام يفرُّ ههنا وههنا " وهذا شيء معروف عادة . " ويُضاحكه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، حتى أخذه ، فجعل إحدى يديه في ذقنه ، والأخرى في رأسه " ؛ يعني عانقه هكذا . " ثم اعتنقه " ، ثم قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في بيان فضيلة الحسين والحض على حبه قال : حسين منِّي وأنا مِن حسين ، أحبَّ الله مَن أحبَّ حسينًا ، الحسين سبط من الأسباط : الحديث جلُّه مقرون بطبيعة الحال ، فكون حسين من الرسول - عليه السلام - فهو واضح ، لأنه ابن فاطمة من علي - رضي الله عنهم جميعًا - ، وفاطمة كما قال - عليه السلام - : بضعة منِّي ، يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما يؤذيها : فحسين من فاطمة فهو إذًا مِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . وأنا من حسين يعني من طائفته ومن حاشيته ، بل هو جده - عليه الصلاة والسلام - . أحبَّ الله من أحبَّ حسينًا : هذا دعاء من النبي - صلى الله عليه وسلم - لأن يحب الله - عز وجل - من أحب الحسين ؛ لأن أهل البيت يجب محبَّتهم لصلتهم بنبيِّنا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - . الحسين سِبط من الأسباط سبط أي : أمة ، جماعة كبيرة في الخير ، وهذا طبعًا تعظيم ورفع من شأن الحسين - رضي الله عنه - ؛ لأنه قد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة بأن ذاك الرجل الذي كان في الجاهلية كان موحِّدًا ولم يذبح للأصنام أسامة بن زيد بن حارثة ما يحضرني الآن اسمه ، كان موحِّدًا فقال - عليه الصلاة والسلام - في حقه : يُبعث أمَّةً وحده .كذلك إبراهيم - عليه السلام - الخليل لأنه كان أمة وحده ، لأنه دعا إلى عبادة الله وحده من بين جميع المشركين عُبَّاد الأصنام .فالرسول - عليه السلام - جعل أيضًا من قدر الحسين ورفع من شأنه أنه قال : سبط من الأسباط ؛ أي : أمة من الأمم في الخير ، وكان ذلك باعتبار ما يتناسل منه من ذرية طيبة مباركة .
أما الأسباط المذكورين في بعض الآيات الكريمة فهم أولاد إبراهيم من طريق إسحاق ، فالأسباط إنما هم أولاد إسحاق بن إبراهيم ، أما أولاد إسماعيل بن إبراهيم فهم قبائل ، فالسبط في بني إسرائيل يُطلق على ما يشبه القبيلة في العرب أولاد إسماعيل ، وهذا كله إنما المقصود منه تعظيم من شأن هذا الفرد إذا قيل فيه أمة وحده فذلك تعظيم من شأنه أو قيل فيه سبط أو قيل فيه أنه قبيلة لأنه قبيلة معناها جماعة بينما هو واحد ، ومن هنا جاءت بعض الآثار الصحيحة : أن الحق ليس بالكثرة ، وإنما من كان الحق معه فهو أمة وحده فيجب اتباعه .من هذا القبيل أيضًا باب جديد وهو : قال : " باب قبلة الرجل الجارية الصغيرة " .
أريد لفت النظر أن كثيرًا ما أرى إنه بعضكنَّ يلتهي بولده أو ولد غيره والله - عز وجل - يقول : مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ، ولا بتقولوا النساء غير الرجال لأنه الآية في الرجال ، الحكم الذي يقيد في الشرع بالرجال يشمل النساء ، لذلك نحن لا ننكر إحضار الأطفال في مجالس الذكر والعلم ، بل لا ننكر إحضار الأطفال في المساجد لكن بشرط إنه ما تظهر الغاية من حضور الكبير مع الصغير في المجلس ، فلذلك فأرجو الانتباه لما يلقى عليكن من الذكر نحن الآن في ذكر .نعود إلى التعليق على بعض الكلمات في هذا الحديث : خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ودُعِينا إلى طعام . خرجوا بعض الصحابة منهم يعلى بن مرة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - لحضور دعوة دعي إليها الرسول - عليه السلام - . وإذا حسين في الطريق : يلعب بطبيعة الحال طفل صغير . " فلما رآه جدُّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسرع أمام القوم " : ترك الجماعة اهتمامًا به وعنايةً به . " ثم بسط يديه " بده بقى يلتقي ويلتقط ولده أو حفيده . " ثم بسط يديه ، فجعل الغلام يفرُّ ههنا وههنا " وهذا شيء معروف عادة . " ويُضاحكه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، حتى أخذه ، فجعل إحدى يديه في ذقنه ، والأخرى في رأسه " ؛ يعني عانقه هكذا . " ثم اعتنقه " ، ثم قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في بيان فضيلة الحسين والحض على حبه قال : حسين منِّي وأنا مِن حسين ، أحبَّ الله مَن أحبَّ حسينًا ، الحسين سبط من الأسباط : الحديث جلُّه مقرون بطبيعة الحال ، فكون حسين من الرسول - عليه السلام - فهو واضح ، لأنه ابن فاطمة من علي - رضي الله عنهم جميعًا - ، وفاطمة كما قال - عليه السلام - : بضعة منِّي ، يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما يؤذيها : فحسين من فاطمة فهو إذًا مِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . وأنا من حسين يعني من طائفته ومن حاشيته ، بل هو جده - عليه الصلاة والسلام - . أحبَّ الله من أحبَّ حسينًا : هذا دعاء من النبي - صلى الله عليه وسلم - لأن يحب الله - عز وجل - من أحب الحسين ؛ لأن أهل البيت يجب محبَّتهم لصلتهم بنبيِّنا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - . الحسين سِبط من الأسباط سبط أي : أمة ، جماعة كبيرة في الخير ، وهذا طبعًا تعظيم ورفع من شأن الحسين - رضي الله عنه - ؛ لأنه قد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة بأن ذاك الرجل الذي كان في الجاهلية كان موحِّدًا ولم يذبح للأصنام أسامة بن زيد بن حارثة ما يحضرني الآن اسمه ، كان موحِّدًا فقال - عليه الصلاة والسلام - في حقه : يُبعث أمَّةً وحده .كذلك إبراهيم - عليه السلام - الخليل لأنه كان أمة وحده ، لأنه دعا إلى عبادة الله وحده من بين جميع المشركين عُبَّاد الأصنام .فالرسول - عليه السلام - جعل أيضًا من قدر الحسين ورفع من شأنه أنه قال : سبط من الأسباط ؛ أي : أمة من الأمم في الخير ، وكان ذلك باعتبار ما يتناسل منه من ذرية طيبة مباركة .
أما الأسباط المذكورين في بعض الآيات الكريمة فهم أولاد إبراهيم من طريق إسحاق ، فالأسباط إنما هم أولاد إسحاق بن إبراهيم ، أما أولاد إسماعيل بن إبراهيم فهم قبائل ، فالسبط في بني إسرائيل يُطلق على ما يشبه القبيلة في العرب أولاد إسماعيل ، وهذا كله إنما المقصود منه تعظيم من شأن هذا الفرد إذا قيل فيه أمة وحده فذلك تعظيم من شأنه أو قيل فيه سبط أو قيل فيه أنه قبيلة لأنه قبيلة معناها جماعة بينما هو واحد ، ومن هنا جاءت بعض الآثار الصحيحة : أن الحق ليس بالكثرة ، وإنما من كان الحق معه فهو أمة وحده فيجب اتباعه .من هذا القبيل أيضًا باب جديد وهو : قال : " باب قبلة الرجل الجارية الصغيرة " .