الشيخ : ... إذًا هذا السؤال نعتبره خطأً إلا إذا جاء تعديل لما أقول ، كان ينبغي أن يكون السؤال : هل يجوز أن أتركَ العامل ولا آخذه معي إلى المسجد ؟ إلا أن تقول - أنا احتطت في الأمر - إلا أن تقول أنَّه غير مسلم ، طيب ؛ طبعًا ممكن أن يكون الأمر كذلك غير مسلم ، وممكن أن يكون مسلمًا وهذا موجود شيء كثير منها .
نجد كثيرًا من الإسلاميين عنده عمَّال في المحلِّ ، فهو يَدَعُ العمَّال وهم مسلمون مثله ويذهب إلى المصلَّى ولا يباليهم ولا يبالي بهم ، هذا خطأ ؛ فهو مسؤول كما قال - عليه السلام - : "كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه" ، أما إذا كان هذا العامل غيرَ مسلم فالأمر كما قال "" عليه السلام "" : { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ } ؛ حينئذٍ نستطيع أن ندخل في الإجابة عن السؤال مباشرة فنقول : إذا كان هذا العامل خارج الدار بحيث أنه لو سوَّلت له نفسه أن يعمل شيئًا نُكرًا ، أو - لا سامح الله - ربَّة الدار كذلك ؛ فإذا كان خارج الدار لا يتمكَّن ، وإذا كان صاحب الدار يُغلق الباب بينه وبين العامل لا بأس إذا كان عنده شكٌّ في ربَّة البيت ، أما إذا كان عنده ثقة بها فهي تغلق الدار من الداخل ، والعامل في الخارج ، فلا بأس حينَ ذاك أن يدعَه وعمله ، وينطلق ربُّ الدار إلى المسجد ويصلي مع جماعة المسلمين .
باختصار : لا بدَّ من الاحتياط والتحفُّظ حتى ما تقع ما لا ... .