الشيخ : تعارضت الأحاديث في خروج المهدي ، هل يظهر ويبايع في مكة أم يظهر في الشرق ؟ وكذلك نزول سيدنا عيسى هل هو شرقي دمشق أم في القدس ؟
الأحاديث التي وَرَدَتْ في المهدي بعضها صحيح وبعضها ضعيف ، والصحيح هو الذي ينبغي أن نبنِيَ عقيدتنا عليه ، وليس في هذا القسم خروج المهدي في مكة ، وإنما هذا الخروج جاء في القسم الآخر وهو الضعيف ، أما القسم الأول ففيه أحاديث عديدة تصرِّح بأن خروجه يكون في دمشق هنا ، وأنها يلتقي مع عيسى - عليه الصلاة والسلام - وقد نزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ، وليست هي منارة عيسى كما يزعم العوام ، فهذا الالتقاء بينهما وفي دمشق هذا ثابت في الأحاديث الصحيحة ؛ ولذلك فلا يجوز معارضة الثابت بما لم يثبُتْ .
والخلاصة : خروج المهدي هنا .
أما الشطر الثاني وهو قوله : نزول سيدنا عيسى هل هو شرق دمشق أم في القدس ؟
نقول : أول ما يخرج عيسى كما هو صريح ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ، فنزوله يكون في دمشق ، لكن مجيئه بيت المقدس ثابت ، لكن ليس في حديث ما صحيح أنه ينزل في بيت المقدس حتى نفترض التعارض بين الحديث بل الأحاديث التي تقول بأنه ينزل في دمشق عند المنارة البيضاء والحديث الذي يقول : إنه ينزل في بيت المقدس ؛ لأنه لا حديث هناك صحيح بأن عيسى ينزل في بيت المقدس ، ولكن مرحلة من مراحل حياته وجهاده - عليه الصلاة والسلام - يكون في بيت المقدس ، أما كيف يكون هناك وبأيِّ وسيلة وبأيِّ طريقة ؛ فهذا مما لم نجِدْ جوابًا عليه في الأحاديث التي وقفنا عليها .