ما معنى الاستدراج للفاسق ؟ وما معنى الكرامة للولي ؟
الشيخ محمد ناصر الالباني
السائل : يقول السَّائل : ما معنى الاستدراج للفاسق ؟ والكرامة للولي ؟
الشيخ : هذا السؤال خطأ ؛ الاستدراج بالنسبة للولي ما في .
سائل آخر : لا ، الفاسق .
السائل : ما معنى الاستدراج للفاسق ؟ والكرامة للولي ؟
الشيخ : إي ، ما معنى الاستدراج للفاسق ؟ والكرامة للولي ؟
السائل : نعم .
الشيخ : يعني هَيْ جملة مستقلة ؟
السائل : إي نعم .
الشيخ : ما معنى الكرامة يعني للولي ؟
السائل : أيوا ، الكرامة .
الشيخ : الاستدراج للفاسق هو أن يُجري الله - عز وجل - على يديه أمورًا خارقة للعادة ، فيغترُّ بذلك ويتجبَّر ويطغى ، وهذا من معاني قول ربِّنا - تبارك وتعالى - : سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ .
أما الكرامة للأولياء فهو يختلف عن الاستدراج طبعًا للكفار والفسَّاق ؛ بأن الله - عز وجل - يجري على يديه أمرًا خارقًا للعادة ؛ ليزدادوا به هو إيمانًا ، ولا يعلو على الناس ولا يستكبر عليهم ؛ بسبب ما صدر منه من كرامة لا يملكها هو ولا يملك التصرُّف بها ؛ إنما الله - عز وجل - أجراها على يديه لفائدة تتعلَّق به هو ، أو تتعلَّق بِمَن حوله من الناس الصالحين .
ولذلك فالعلماء المسلمين السلف وتَبَع الخَلَف متفقون على تقسيم خوارق العادات إلى ثلاثة أقسام : معجزة لنبيٍّ أو رسول ، وكرامة لوليٍّ مؤمن صالح ، واستدراج للفاسق أو الكافر .
كل هذا وهذا وهذا داخل في باب خرق العادة ، فخرق العادة من حيث هو خرق للعادة لا يدل على أنه شيء حَسَن ، أي : كرامة ؛ فقد وقد ؛ ولذلك جاء في الأحاديث الصحيحة أن الدجال الأكبر الذي حدثنا الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - عنه بقوله : " ما بين خلق آدم والساعة فتنة أكبر من فتنة الدجال " ؛ ذلك لأن الله - عز وجل - يجري على يديه أمور خارقة للعادة ؛ فمَنْ لم يكن متأصِّلًا الإيمانُ في قلبه ، ولم يكن فاهمًا لشريعة ربِّه ؛ فهو إذا نَظَرَ إلى هذا الدجال وما أُحِيطَ به من خوارق عادات سيكون من أول الضَّالين المؤمنين به ؛ لأنه يقول للسماء : أمطري ؛ فتمطر ، ويقول للأرض الجدباء القاحطة : أنبتي نباتك فتنبت ، ويقول للخربة : أخرجي كنوزك ؛ فتخرج تمشي خلفه كأنها اليعاسيب الإيش ؟ النحل ؛ هذه فتنة ، ويقتل الرجل يقطعه قطعتين ، ويتظاهر في ذلك أنها من أدلة وعلامات كونه هو الإله ؛ حيث يقول لأصحابه : ألا أقتل هذا الرجل ثم أحييه لكم ؟! فيقولون : نعم . فيذبحه ويقطعه قطعتين ، ثم يمرُّ بينهما ثم يقول : قًمْ كما كنت فيقوم ، والله - عز وجل - يريد أن يختبر الدجال وجماعته من جهة ، وهذا المؤمن الصادق من جهة أخرى ، فبعد أن يحييه يقول له : ألم تؤمِنْ بي ؟ يقول : ما ازدَدْتُ بك إلا إيمانًا بأنك الدجال الأكبر الذي أخبَرَنا عنك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم يحاول أن يقتله مرة أخرى قال - عليه الصلاة والسلام - : فلا يُسلَّط عليه .
فمثل هذه الفتنة لا مثيل لها في الدنيا إطلاقًا ؛ ولذلك فليس المهم أن يرى المسلم كرامة تقع من إنسان بقدر ما هو المهم أن يرى من هذا الإنسان إيمانًا وصلاحًا وتقوى ، فإن رأى بعد ذلك منه كرامةً اعتبرها كرامة لولي ، وإن لم يَرَ منه كرامة فكونه مؤمنًا صادقًا هو عين الكرامة ؛ ولذلك قال - تعالى - : أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ؛ علامة الولاية الصادقة هو الإيمان والتقوى ، وليس هو أن يصدر منه أمر خارق للعادة ، فكلُّ وليٍّ يُشترط فيه الإيمان والتقوى ، ولا يُشترط فيه ظهور أمر خارق للعادة .
إذًا كل مؤمن تقي هو ولي ، وليس كلُّ مَن صدر منه أمر خارق للعادة ولي ؛ فينبغي أن نتمسَّك بالكلية هذه التي تقول : كل مؤمن تقي فهو ولي ، ما دام لا يُشترط فيه أن يكون قد صدرت منه كرامة أو أكثر من كرامة ، لكن في الوقت نفسه لا ننكر أبدًا أن يُجرِيَ الله - تبارك وتعالى - كرامةً ما على يد وليٍّ من أوليائه الصالحين المخلصين ؛ شريطة أن تكون هذه الكرامة فعلًا كرامة ، وليست كتلك الكرامات التي تُحكى في بعض الكتب المطبوعة مرارًا وتكرارًا كمثل " الطبقات الكبرى " للشعراني ؛ ولذلك يقول بعض أهل العلم :
" إذا رأيت شخصًا قد يطيرُ *** وفوق ماء البحر قد يسيرُ
ولم يقِفْ على حدود الشرعِ *** فإنه مُستَدرَجٌ وبدعي "
وعلى هذا يُروى عن بعض المشهورين بالولاية قديمًا أن رجلًا لما بَلَغَه خبر هذا الولي أخذ بعض أصحابه وقصد زيارة ذلك الولي ، فلما أشرَفَ على المكان الذي هو فيه ، وبلغ الوليَّ خبرُ القادم إليه خرج لاستقباله ، ثم بدرت منه بصقة فبَصَقَها كذا تجاه القبلة ، فقال لِمَن حوله : ارجعوا بنا ؛ فإن هذا لو كان وليًّا لَكانَ ذاكرًا لله ؛ حيث نهى عن البصق تجاه القبلة ، فقبلة تصلِّي إليها كيف تبصق تجاهها ؟ وأبى أن يتمِّم مسيرته إليه ، ورجع أدراجه ؛ لأنه لم تتوفَّر فيه العلامة القاطعة بأنه وليٌّ مهما قيل عنه بأنه تصدر منه معجزات أو كرامات .
لذلك فالكرامة إذًا تصدر من مؤمن صادق ، وقد لا تصدر ؛ فالإيمان الصادق هي الكرامة الحقَّة ، وليس الأمر الخارق ؛ لأنها قد تصدر من إنسان قد يكون من أكفر الكفار ؛ مثل الدجال الأكبر الذي أمَرَنا الرسول - عليه السلام - أن نتعوَّذ من شرِّ فتنته في آخر كل صلاة .
نعم .
الشيخ : هذا السؤال خطأ ؛ الاستدراج بالنسبة للولي ما في .
سائل آخر : لا ، الفاسق .
السائل : ما معنى الاستدراج للفاسق ؟ والكرامة للولي ؟
الشيخ : إي ، ما معنى الاستدراج للفاسق ؟ والكرامة للولي ؟
السائل : نعم .
الشيخ : يعني هَيْ جملة مستقلة ؟
السائل : إي نعم .
الشيخ : ما معنى الكرامة يعني للولي ؟
السائل : أيوا ، الكرامة .
الشيخ : الاستدراج للفاسق هو أن يُجري الله - عز وجل - على يديه أمورًا خارقة للعادة ، فيغترُّ بذلك ويتجبَّر ويطغى ، وهذا من معاني قول ربِّنا - تبارك وتعالى - : سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ .
أما الكرامة للأولياء فهو يختلف عن الاستدراج طبعًا للكفار والفسَّاق ؛ بأن الله - عز وجل - يجري على يديه أمرًا خارقًا للعادة ؛ ليزدادوا به هو إيمانًا ، ولا يعلو على الناس ولا يستكبر عليهم ؛ بسبب ما صدر منه من كرامة لا يملكها هو ولا يملك التصرُّف بها ؛ إنما الله - عز وجل - أجراها على يديه لفائدة تتعلَّق به هو ، أو تتعلَّق بِمَن حوله من الناس الصالحين .
ولذلك فالعلماء المسلمين السلف وتَبَع الخَلَف متفقون على تقسيم خوارق العادات إلى ثلاثة أقسام : معجزة لنبيٍّ أو رسول ، وكرامة لوليٍّ مؤمن صالح ، واستدراج للفاسق أو الكافر .
كل هذا وهذا وهذا داخل في باب خرق العادة ، فخرق العادة من حيث هو خرق للعادة لا يدل على أنه شيء حَسَن ، أي : كرامة ؛ فقد وقد ؛ ولذلك جاء في الأحاديث الصحيحة أن الدجال الأكبر الذي حدثنا الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - عنه بقوله : " ما بين خلق آدم والساعة فتنة أكبر من فتنة الدجال " ؛ ذلك لأن الله - عز وجل - يجري على يديه أمور خارقة للعادة ؛ فمَنْ لم يكن متأصِّلًا الإيمانُ في قلبه ، ولم يكن فاهمًا لشريعة ربِّه ؛ فهو إذا نَظَرَ إلى هذا الدجال وما أُحِيطَ به من خوارق عادات سيكون من أول الضَّالين المؤمنين به ؛ لأنه يقول للسماء : أمطري ؛ فتمطر ، ويقول للأرض الجدباء القاحطة : أنبتي نباتك فتنبت ، ويقول للخربة : أخرجي كنوزك ؛ فتخرج تمشي خلفه كأنها اليعاسيب الإيش ؟ النحل ؛ هذه فتنة ، ويقتل الرجل يقطعه قطعتين ، ويتظاهر في ذلك أنها من أدلة وعلامات كونه هو الإله ؛ حيث يقول لأصحابه : ألا أقتل هذا الرجل ثم أحييه لكم ؟! فيقولون : نعم . فيذبحه ويقطعه قطعتين ، ثم يمرُّ بينهما ثم يقول : قًمْ كما كنت فيقوم ، والله - عز وجل - يريد أن يختبر الدجال وجماعته من جهة ، وهذا المؤمن الصادق من جهة أخرى ، فبعد أن يحييه يقول له : ألم تؤمِنْ بي ؟ يقول : ما ازدَدْتُ بك إلا إيمانًا بأنك الدجال الأكبر الذي أخبَرَنا عنك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم يحاول أن يقتله مرة أخرى قال - عليه الصلاة والسلام - : فلا يُسلَّط عليه .
فمثل هذه الفتنة لا مثيل لها في الدنيا إطلاقًا ؛ ولذلك فليس المهم أن يرى المسلم كرامة تقع من إنسان بقدر ما هو المهم أن يرى من هذا الإنسان إيمانًا وصلاحًا وتقوى ، فإن رأى بعد ذلك منه كرامةً اعتبرها كرامة لولي ، وإن لم يَرَ منه كرامة فكونه مؤمنًا صادقًا هو عين الكرامة ؛ ولذلك قال - تعالى - : أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ؛ علامة الولاية الصادقة هو الإيمان والتقوى ، وليس هو أن يصدر منه أمر خارق للعادة ، فكلُّ وليٍّ يُشترط فيه الإيمان والتقوى ، ولا يُشترط فيه ظهور أمر خارق للعادة .
إذًا كل مؤمن تقي هو ولي ، وليس كلُّ مَن صدر منه أمر خارق للعادة ولي ؛ فينبغي أن نتمسَّك بالكلية هذه التي تقول : كل مؤمن تقي فهو ولي ، ما دام لا يُشترط فيه أن يكون قد صدرت منه كرامة أو أكثر من كرامة ، لكن في الوقت نفسه لا ننكر أبدًا أن يُجرِيَ الله - تبارك وتعالى - كرامةً ما على يد وليٍّ من أوليائه الصالحين المخلصين ؛ شريطة أن تكون هذه الكرامة فعلًا كرامة ، وليست كتلك الكرامات التي تُحكى في بعض الكتب المطبوعة مرارًا وتكرارًا كمثل " الطبقات الكبرى " للشعراني ؛ ولذلك يقول بعض أهل العلم :
" إذا رأيت شخصًا قد يطيرُ *** وفوق ماء البحر قد يسيرُ
ولم يقِفْ على حدود الشرعِ *** فإنه مُستَدرَجٌ وبدعي "
وعلى هذا يُروى عن بعض المشهورين بالولاية قديمًا أن رجلًا لما بَلَغَه خبر هذا الولي أخذ بعض أصحابه وقصد زيارة ذلك الولي ، فلما أشرَفَ على المكان الذي هو فيه ، وبلغ الوليَّ خبرُ القادم إليه خرج لاستقباله ، ثم بدرت منه بصقة فبَصَقَها كذا تجاه القبلة ، فقال لِمَن حوله : ارجعوا بنا ؛ فإن هذا لو كان وليًّا لَكانَ ذاكرًا لله ؛ حيث نهى عن البصق تجاه القبلة ، فقبلة تصلِّي إليها كيف تبصق تجاهها ؟ وأبى أن يتمِّم مسيرته إليه ، ورجع أدراجه ؛ لأنه لم تتوفَّر فيه العلامة القاطعة بأنه وليٌّ مهما قيل عنه بأنه تصدر منه معجزات أو كرامات .
لذلك فالكرامة إذًا تصدر من مؤمن صادق ، وقد لا تصدر ؛ فالإيمان الصادق هي الكرامة الحقَّة ، وليس الأمر الخارق ؛ لأنها قد تصدر من إنسان قد يكون من أكفر الكفار ؛ مثل الدجال الأكبر الذي أمَرَنا الرسول - عليه السلام - أن نتعوَّذ من شرِّ فتنته في آخر كل صلاة .
نعم .
الفتاوى المشابهة
- ذكر أقسام خوارق العادات : أولا : معجزة وكرامة... - الالباني
- ذكر أقسام خوارق العادات : أولا : معجزة وكرامة... - الالباني
- الولي - اللجنة الدائمة
- كيف نعرف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه و... - الالباني
- الولي. - ابن عثيمين
- معنى الولي - ابن عثيمين
- ما ضابط الكرامة فيما يحدث للفرد والجماعة؟ - ابن باز
- حقيقة كرامة الأولياء - اللجنة الدائمة
- الرد على من يقول : ما جاز أن يكون معجزة لنبيٍّ... - الالباني
- القراءة من قول المصنف مع التعليق عليه ومقابل... - ابن عثيمين
- ما معنى الاستدراج للفاسق ؟ وما معنى الكرامة لل... - الالباني