هذان القسمان أمر متفق عليه بين علماء المسلمين الأمر الخارق للعادة تارة يكون معجزة أو كرامة وهذا طبعا شيء جميل وتارة يكون فتنة لمن تصدر منه أو يصدر منه ذلك الأمر الخارق للعادة وتمييز هذا النوع من ذاك النوع أو هذا القسم من هذا القسم إنما هو بالنظر إلى مصدر أي نوع من النوعين فإن كان مصدره رجلا مؤمنا نبيا أو صالحا فهو معجزة أو كرامة أما إن كان مصدره إنسان تراه لا يصلي لا يصوم بل قد تسمع منه كفريات يتأولها بعض الناس بتسميتها شطحات فهذا ليس كرامة لأن التي لأن الذي صدرت منه هذه الكرامة المزعومة لا يوصف بأنه صالح فضلا أنه يوصف بأنه نبي .
إذا عرفنا هذا فما نسمع من كثير من الناس من أنه فلان كان يمشي عاريا في الطرقات ومع ذلك صدرت منه خوارق عادات فهي له كرامات هذا لا يجوز أن ينسب إلى الإسلام إطلاقا وإنما هذه إما عبارة عن حيل و مخرقة ودجل من بعض هؤلاء الناس وإنما هو، أو هوابتلاء من الله عز وجل كما ذكرنا.
وهذا مذكور في القرآن الكريم { ونبلوكم بالخير والشر فتنة } الابتلاء بالخارق للعادة يكون خيرا تارة وفتنة تارة أخرى .
ومثل هذه الكرامات التي هي أحق بتسميتها بالإهانات قد امتلأت بطون كتب كثير مما يتعلق بتراجم رجال ينتسبون إلى التصوف وإلى ... .