تم نسخ النصتم نسخ العنوان
الكلام على بعض المذاهب اليوم مثل الرافضة والمع... - الالبانيالشيخ : ... إن بعض المذاهب الموجودة اليوم على وجه الأرض بعضها ليست من أهل السنة كالرافضة وأمثالهم ؛ فهم معطِّلة فيما يتعلَّق في الصفات الإلهية ؛ أي : إن...
العالم
طريقة البحث
الكلام على بعض المذاهب اليوم مثل الرافضة والمعتزلة والأشاعرة والماتريدية ، ومنهجهم في التعامل مع نصوص الصفات وبيان تناقضهم في ذلك .
الشيخ محمد ناصر الالباني
الشيخ : ... إن بعض المذاهب الموجودة اليوم على وجه الأرض بعضها ليست من أهل السنة كالرافضة وأمثالهم ؛ فهم معطِّلة فيما يتعلَّق في الصفات الإلهية ؛ أي : إنهم على مذهب المعتزلة قديمًا ، والمعتزلة قد أوَّلوا كثيرًا من الآيات التي خالَفَهم فيها بعض الخَلَف من الأشاعرة والماتريدية ؛ أي : إن الأشاعرة والماتريدية يلتقون مع المعتزلة في تأويلهم لبعض الآيات ؛ منها آية الاستواء مثلًا ؛ فإنهم يفسِّرونها بالمعنى المُبتَدَع ، وهو في الواقع ضلالٌ وقعوا فيه من حيث أرادوا في زعمهم الفرار من الضلال حينما فسَّروا قوله - تعالى - : الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ؛ أي : قالوا : استولى ، لا أريد أن أقف ههنا ، قد أعود إليه إن ساعد الوقت ، ولكن أريد أن أُلفِتَ النظر بأن بعض الفرق من الذين يتمسَّكون بمذهب الخَلَف في الآيات آيات الصفات وأحاديث الصفات يلتقون مع المعتزلة في تأويل بعض هذه الآيات ، ويخالفونهم في بعضها ، من هذه الآيات أنَّ المعتزلة حينما وقفوا عند الآية السابقة : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ، في الآية كما ترون تنزيهٌ لله - عز وجل - وإثباتٌ له صفتَي السَّمع والبصر ؛ فماذا قالت المعتزلة في هاتَين الصِّفتَين ؟ هل قالوا كما قال ربُّ العالمين : وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ؟ لا ، بل تأوَّلوا صفتي السمع والبصر بالعلم ، وهذا هو التعطيل ؛ فقالوا : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ تنزيه ، وهنا يتفقون معنا في التنزيه ، لكنهم غلوا في التنزيه كما أشرت آنفًا فقالوا : وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ؛ أي : العليم ، فعطَّلوا صفة السمع والبصر .
أما الماتريدية والأشاعرة الذين يلتقون مع المعتزلة كما ذكرت آنفًا في تأويل بعض آيات الصفات وأحاديث الصفات فإنهم ههنا وقفوا مع المذهب السَّلفي فقالوا : وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ؛ أي : لله صفة السمع والبصر ، ولكن ماذا فعلوا حينما قيل لهم من المعتزلة : هذا تشبيه ؛ لأن الإنسان له سمع وله بصر بشهادة القرآن ؛ حيث قال - عز وجل - في الإنسان الأول آدم - عليه الصلاة والسلام - : فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ، فقالت المعتزلة : فإذا قلنا بأن لله صفة السمع والبصر فقد شابهناه بالمخلوقات ، أجاب الأشاعرة والماتريديَّة هنا بجواب السلف الصالح ؛ حيث قالوا : نحن نصف الله - عز وجل - بما وصف به نفسه فنقول : وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ، ولكن لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ، فنقول لهؤلاء الماتريدية والمعتزلة : كونوا مع السلف الصالح في كلِّ آيات الصفات وكلِّ أحاديث الصفات ، أثبِتُوا ما أثبت الرَّبُّ لنفسه من الصِّفات مع التنزيه : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ؛ فهل التزموا هذا المنهج ؟ حملهم على الانحراف عنه وهو الحقُّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ تلك القاعدة التي ذهبوا إليها منحرفين عن الآيات والأدلَّة المصرِّحة أن السلف الصالح - رضي الله عنهم ورضوا عنه - حيث قالوا : " علم الخَلَف أعلم وأحكم ، أما علم السلف فهو أسلم فقط " ؛ كأنهم جعلوا علم السلف عبارة عن علم دراويش لا يتعمَّقون في فهم النصوص ، أما الخَلَف فهم الأعلم وهم الأحكم !! فـ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا .
فهم في الواقع مضطربون أشدَّ الإضطراب ، فهم تارةً سلفيون في بعض الصفات ، والمثال بين أيديكم ؛ قالوا : وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ له صفة السمع والبصر ، لكن سمعه ليس كسمعنا ، وبصره ليس كبصرنا ، قلنا : هذا حقٌّ ؛ فلماذا لم تقولوا : الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ؛ أي : استعلى استعلاءً يليق بكماله ، وإنما تأوَّلتم الاستعلاء بمعنى استولى ؟ وليتكم لم تؤوِّلوا هذا التأويل ، ووقفتم موقف بعض الناس الآخرين الذين لم يقفوا لا مع عقيدة السلف ولا مع عقيدة الخَلَف من المعتزلة وغيرهم ؛ فقالوا : نحن نفوِّض !!

Webiste