الشيخ : أنا أسألك سؤالًا : أنت تريد الاقتراب من التفاهم أم التباعد ؟

السائل : أنا على كيفك .

الشيخ : أنا عم أسألك أنت ، تريد ماذا ؟ تسألني هذا السؤال بجاوبك .

السائل : ما سألتك إلا لأستفيد .

الشيخ : ولا عن هذا سألتك ، أنا قلت لك : هل تريد أن نتقارب في التفاهم أم نتباعد ؟ الجواب : نتقارب .

السائل : إن شاء الله .

الشيخ : فأنا أقول لك : أنا موافق لك في هذا ، إيش رأيك ؟ يعني أنا أقول بأنه يجوز الشرب قائمًا لحاجة ؛ اتفقنا في هذه النقطة أم لا ؟ اقتربت منك أم لا ؟

السائل : لا ، ما في ... باقي شيء ... .

الشيخ : سبحان الله ! أنا أعرف أنُّو باقي شيء ، لكن هذه النقطة ما اختلفنا فيها ؟

سائل آخر : ... تساويها للضرورة يجوز .

السائل : لا ، غير للضرورة .

الشيخ : للحاجة أنا أقول لك ، للحاجة ، أنا أسألك الآن سؤال يمكن يقرِّب الموضوع تفاهمًا : هل الأصل عندك جواز شرب الماء قائمًا أم الأصل عندك تحريم شرب الماء قائمًا ؟

السائل : أنا أقول بأن اعتقاد مَن قال أن النهي هنا ليس للتحريم .

الشيخ : حَيدة أخرى !

السائل : لا ، ما في حيدة .

الشيخ : سبحان الله ! هل تحسن أن تعيد سؤالي لك آنفًا ؟

السائل : لا ، أنا لا زلت أريد أن أفهم موافقة فعل الصحابي لفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ألا يكون تأييد لِمَن قال : إن النهي هنا صُرِفَ من التحريم إلى التنزيه ؟

الشيخ : الجواب : لا ، أجبتك عن سؤالك ؟

السائل : نعم .

الشيخ : أنت لماذا لا تقابلني بالمثل ؟ و هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ؟ [ الجميع يضحك ! ] .

سائل آخر : ... الأصل التحريم ، الأصل في النهي تحريم الشرب قائمًا ، الأصل .

السائل : لا ، ما هو الأصل .

الشيخ : نحن أعط بالك ، نحن جماعة السلفيين ننكر الواسطة [ الجميع يضحك ! ] ، أنا أعيد السؤال إليك ؛ فأرجو أن تجيبني ، وسوف لا أستعمل اللفظ الذي قد تستوحش منه ، فسأقول لك : هل الأصل عندك جواز الشرب قائمًا بغضِّ النظر عن الحاجة أو الضرورة أعط بالك ، لأنُّو لما نقول الأصل بغضِّ النظر ، الأصل وجوب ستر العورة لكن ما في عنده ما يستر عورته ، بتصح صلاته ؟ تصح صلاته ، ما لنا في هذه التفاصيل ؛ هل الأصل عندك جواز شرب الماء قائمًا أم عدم الجواز ؟

السائل : الأصل الإباحة .

الشيخ : الأصل ؟

السائل : الإباحة .

الشيخ : لا لا ، ما فهمت سؤالي ، في حدود ما علمت من الأحاديث الواردة في الموضوع من شربه قائمًا ، وشربه قاعدًا ، ونهيه عن الشرب قائمًا ، وزجره عن الشرب قائمًا ، وقوله : شرب معك الشيطان ، مش أنت ، ما يسبق لبالك ؟ آ ؛ طيب .

السائل : جزاك الله خير .

الشيخ : ففي حدود هذه الأحاديث ، أنا ما أسألك عن القاعدة ، أنا ما أسألك ما هي القاعدة في أيِّ شيء ما جاءنا فيه نص فتقول الأصل فيه الإباحة ، أنا أقول صدقت ، أنا معك ، نحن الآن في مسألة تدور حولها أحاديث أوجزْتُها لك بأوجز عبارة ... ؛ فما هو الأصل عندك بعد هذه الأحاديث في الشرب قائمًا ؛ أهو الجواز أم عدم الجواز ؟

السائل : ... لأنُّو في نهي ، وفي فعل يدل على الجواز .

الشيخ : عادت حليمة لعادتها القديمة !
... الواسطة يا شيخ سعد .

سائل آخر : هو مش فاهم ، هو يريد أن يفهم ، أنا فهمت منه الآن يريد منك يعني استفسار ... .

الشيخ : أنت حاطه محامي شي ؟ [ الجميع يضحك ! ] .

سائل آخر : يا شيخ ناصر ، لو سمحت .

الشيخ : تفضل .

السائل : أوَّلًا نحن نحبُّك في الله ، ونريد أن نستفيد .

الشيخ : جزاك الله خيرًا ، وأنا أحبُّكم جميعًا في الله ، وأحبُّ أن أستفيدَ منكم وأن أفيدكم .

السائل : الحقيقة أنا أردت أن أختبر القاعدة التي سمعتها في المسجد .

الشيخ : كيف ؟

السائل : أردت أن أختبر القاعدة التي سمعتها في المسجد .

الشيخ : نعم .

السائل : وأنا أكدت من أنها ممكن - مثلًا - تمشي معنا في أشياء كثيرة ممَّا يشكل علينا .

الشيخ : بلا شك هذه قاعدة مهمة ، صح .

السائل : وهذا الذي خلَّاني أسأل هذا السؤال .

الشيخ : أنا ما أعتب عليك أنك تسأل ، إن كنت أعتب عليك في شيء فهو أنك لا تُجيبني ، وأنك تضنُّ عليَّ بالجواب .

السائل : لا .

الشيخ : إن كنت أعتب عليك فهذا عتبي ، أما أنك تريد أن تستفيد وأن تتعلم فلهذا جئناكم .

الحاضرون : جزاك الله خير .

الشيخ : لكن إن أردت - يا أخي - أو إن صعب عليك هذا الذي أجده حقيقةً أن تمرِّنَ نفسك في هذه الجلسة على الطريقة العلمية في البحث العلمي ، فإذًا دَعْني أنا أعرض عليك فكرة أو رأيي في هذه المسألة ، وبعد ذلك انظر هل لها صلة بالموضوع السابق أو القاعدة التي شرحتها لكم هنا ، إن شئت فعلتُ ، وإن شئتَ تركتُ ؛ لأني لا أريد أن أفرض على صاحبي مهما كان طالب علم ، عالم ، طويلب إلى آخره ؛ لا أريد أن أفرض عليه رأيي ، فأنا أخيِّرك ، عندي الآن طريقتان ؛ إما أن أسألك فتجيب بدون حَيدة ، وإما أن تَدَعَني أشرح لك كيف أفهم موضوع الشرب قائمًا ؟

السائل : بل أسلِّم الأمر ، وأنت تتكلم وأنا أستفيد .

الشيخ : جزاك الله خيرًا .