الشيخ : سؤال فيه جدَّة وفيه ربما فائدة يقول : الإيمان أمرٌ قلبي والنية كذلك ، والإيمان يصدِّقه العمل والنية كذلك ؛ فهل ثمَّة فرق بين الإيمان والنية ؟ وهل نعتبر أن الإيمان نية وبالعكس ، وجزاكم الله خيرًا ؟
نقول ، هو يقصد بقى بالنية التلفظ بالنية ، الإيمان أمرٌ قلبي والنية كذلك ، والإيمان يصدِّقه العمل والنية كذلك ؛ فهل ثمَّة فرق بين الإيمان والنية ؟ وهل نعتبر أن الإيمان نية وبالعكس ، وجزاكم الله خيرًا ؟
هل نعتبر أن الإيمان نية ؟ فنقول : الإيمان هو عملٌ قلبي ، والنية جزءٌ من هذا العمل القلبي ، فإذا كان السائل يعني هذا المقدار فقط فهذا جوابه ، الإيمان هو عملٌ قلبي في حركة القلب والإيمان اللازم بما جاء عن الله ورسوله ، والنيَّة التي تتضمَّن الإقدام على عمل من الأعمال الصالحة هي جزءٌ من أعمال القلب لا شك ، ولذلك لا تصح الأعمال إلا مقرونة بهذه النية ؛ كما أن الأعمال كلها لا تصح إلا مقرونة بذلك القلبي . إذا كان هذا المقدار الذي يريده السائل فهذا هو الجواب ، لكن لعله يعني : هل التلفظ بالنية إذًا يجري مع النية القلبية مجرى الأعمال الصالحة مع الإيمان القلبي ؟
لعل ... يعني هذا فنقول : الجواب : التلفظ بالنيَّة ليس عملًا صالحًا ، ولو كان عملًا صالحًا لَدَخَلَ في الأعمال الصالحة ، ولَقُلنا : إن هذا العمل من تمام الإيمان الكامل ، ولكن التلفظ بالنيَّة بدعة لم يقُلْ بها أحد من الأئمة المجتهدين ، انظروا الآن كيف نأتي إلى معالجة واقع المسلمين اليوم . اليوم أهل الفقه بالمعنى ... بالمعنى المجازي يتلفَّظون بالنية ، ولا أحد من الأئمة قال ذلك ، من الذي شَرَعَ لهم هذا التلفظ وهم يقولون نحن مقلِّدون ؟ إذًا هم مقلدون هم مجتهدون ، يجمعون بين المتناقضات ، هم يقلدون في ناحية ومجتهدون في ناحية ؛ لأنهم يأتون من الأفكار ومن المسائل ما لم يقُلْ بها إمام من الأئمة الأربعة الذين يُلزمون على الجماهير الإسلامية أن يُقلدوا واحدًا منهم ، هذا التلفظ بالنية بدعة ؛ فإذًا هو ليس عملًا صالحًا فيُطرح ، ولا ... السؤال السابق إطلاقًا .